شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صاحب الاثنينية عبد المقصود خوجه لـ (( الأربعاء ))
للمرأة أدوار، وأهم أدوارها ((أمومتها)) المثالية (1)
حوار:عزة رشاد قطوره
حكاية هذا الأسبوع هي حكاية كل يوم وساعة ولحظة في حياة الرجل.. حكاية رقيقة.. مرهفة.. ونابضة بالحنان والرومانسية والعطف.
حكاية المرأة في عقل وقلب.. وأعماق صاحب (( الاثنينية )) عبد المقصود خوجه.. فبقدر ما كانت أسئلتنا لصيقة بدقائق ومنمنمات عالم المرأة وإبداعاتها.. كانت إجاباته أقرب إلى الإبحار الهادئ والغوص الحذر في أعماق.. أعماق عالم الأنوثة والمرأة.
في البداية كان سؤالنا استهلالياً:
ـ هل للمرأة دور إيجابي في حياة الشيخ عبد المقصود خوجه؟
ـ لا شك أن للمرأة دورها الإيجابي الرائد في حياتي، كما في حياة أي فرد من أفراد المجتمع بصفة عامة، بصفتها شقيقة الرجل والنصف الثاني في المجتمع، وعبر تاريخنا الوضيء الطويل ظلت المرأة تقوم بدور بارز في صنع الرجال.. ولا غرو فهن شقائق الرجال كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ ما الصفات التي تعجبكم في المرأة؟
ـ الإنسان منذ الأزل يسعى إلى الكمال الذي لن يدركه، ويحبه في نفسه وفي أي كائن، ويعجبني في المرأة دورها الريادي في المجتمع وسعيها الدؤوب لكي تأخذ مكانها اللائق الذي شرَّعه لها الإسلام، ويسَّرها للقيام به، فكل ميسر لما خلق له، وبالتأكيد فإن عطاء المرأة لا يتوقف عند حدود، لأنها القادرة بإذن الله على ارتياد مختلف مجالات العلم والمعرفة، وتطوير أدواتها لخدمة مجتمعها ضمن الأطر التي يسَّرها الحق سبحانه وتعالى لتبدع فيها.. وأهمها أن تكون الأم المثالية لتغرس في نفوس ذريتها الصلاح لما فيه خير مجتمعهم ودينهم.
ـ ما رأيكم في المرأة الثرثارة؟
ـ الثرثرة فضول القول، وخير الكلام ما قلَّ ودلَّ.
ـ وما رأيكم في المرأة ذات الشخصية القوية؟
ـ تعجبني المرأة ذات الشخصية القوية، بحيث تكون هذه القوة شيئاً أصيلاً فيها ونابعاً من إدراكها لمجريات الأمور، وليس مجرد مخالفة في الرأي على أساس نظرية (خالف تذكر).
ـ ترى أي مجال حققت فيه المرأة نجاحاً كبيراً؟
ـ أهم مجال حققت فيه المرأة نجاحاً هو مجال بيتها، وتربية أجيال من الرجال الذين يعتمد عليهم الوطن في نهضته وعمرانه وتطوُّره، وكذلك حققت تقدُّماً طيباً في ميدان العمل، خصوصاً الخدمات الطبية والتعليمية، وإذا أتيحت لها الفرصة لمزيد من المشاركة فستكون بإذن الله عند حسن الظن بها، وتشارك بما تستطيع، وبما هي مؤهلة له لخدمة أخواتها وإخوانها من أبناء هذا الوطن.
ـ بصفتكم ذوّاقين للأدب والشعر فمن الكاتبة التي تحظى كتبها باهتمامكم؟
ـ الكتاب أحد أوعية الإبداع.. والكاتبة التي تعطي عملها الوقت الكافي لينضج على نار هادئة تستطيع أن تجعل من مادتها الأكثر قبولاً لدى المتلقي.. والتي تكون اليوم على الساحة قد يأتي الغد بغيرها ممن تطوِّر في أدواتها وتملك المقدرة على إدارة زمام المبادرة في العطاء وجوهر الكلمة.. غير أن هذا لا يمنع أن أقول إنني معجب بعطاء السيدة انتصار العقيل وأختلف معها أيضاً.. وكذلك على الساحة عدة كاتبات منهم على سبيل المثال لا الحصر السيدة فوزية سلامة والسيدة خيرية السقاف، والسيدة ثريا العريض، وغيرهن، فلكل رشقة قلم إبداع يحترم، وأتمنى من كل كاتبة أن تسعى باستمرار لترقية إنتاجها والوصول به إلى القمة.. فحصول السيدة الدكتورة بنت الشاطئ والدكتورة وداد السكاكيني على جائزة الملك فيصل دليل على تقدير الإبداع الذي ينبع من هذه الأرض باعتبارها أرض الإبداع ومنبع الرسالة.. فطالما أن الأديبة سائرة في طريق الإبداع الذي يتسع في عطاءاته بشكل ليس له حدود فإنها ستصل حتماً إلى ما تصبو إليه، مما يشعرنا بأن الوقت قد آن لإيناع الثمر وقريباً بإذن الله سيأتي أكله ويحلو حصاده.. ولكن كل شيء مرهون بالوقت، فهو كفيل بحلِّ كثير من الإشكاليات.
ـ ما أجمل بيت شعر قرأته أو سمعته قيل في المرأة؟
ـ قيل في المرأة عيون الشعر، وتصعب المفاضلة بين بيت وآخر.. وتبقى في النهاية المناسبة التي قيل فيها الشعر فهي التي تحدد جمالية لونه.
اعترض!
ـ صالون عبد المقصود خوجه وهو ما يسمى (بالاثنينية) يذكِّرنا كثيراً بصالون الشاعرة ماري الياس زيادة (مي) والشاعرة سكينة بنت الحسين وولادة بنت المستكفي، فما تقييم صاحب الاثنينية لتلك الصالونات الأدبية؟
ـ أولاً أعترض على هذه المقارنات، فما أبعد اثنينيتنا بتواضعها عن القمم التي أشرتم إليها، والأسماء العملاقة التي تبدأ بسكينة بنت الحسين وولادة بنت المستكفي، ومي زيادة، فقد كانت تلك الصالونات متكأ للشعراء والأدباء لإبراز نتاجهم، وأحياناً للدخول في معارك أدبية تؤدي في النهاية إلى تغذية التيار الأدبي بمزيد من التلاقح والتمازج.. وقد أوضحت في مقدمة الجزء الأول من سلسلة الاثنينية الخط أو المسار الذي بدأت به والنهج الذي سارت وتسير عليه حتى الآن دون أن أحيد عما جاء في تلك المقدمة التي قلت فيها: (ومع توالي الأسابيع والشهور والأعوام.. كانت (( الاثنينية )) تدخل من حيث أريد أو لا أريد دائرة الصالونات الأدبية.. إلا أنها كانت صالوناً مختلفاً في (مبناه) و (معناه) عن بقية الصوالين الأدبية المعروفة.. فلم يقم مبناها على المناقشات المفتوحة لحضورها من الأدباء والمفكرين والشعراء والكتّاب والصحفيين أو سياحتهم حول العديد من الموضوعات الأدبية المتفرقة.. لكنه قام على إطار الاحتفاء والاحتفال بواحد من طلائع تلك الشخصيات الأدبية المعاصرة التي أسهمت بجهد بارز في الحياة الأدبية.. وكان لها عطاؤها الباقي وكان لها رصيدها من التجارب الجديرة بالاسترجاع والتأمل بل وتناقلها من جيل لجيل، كما أنه لم يقم معناها على إحياء ذكر صاحبها.. بقدر ما قام على الاحتفاء بذكر ضيوفها وجهادهم: إكباراً لهم ووفاء لجهودهم واعتزازاً بعطائهم الذي مهّد الطريق وبدَّد ظلماته أمام نهضتنا الأدبية والثقافية المعاصرة، فلولا جيل الكبار.. وتجاربهم: لما كانت تباشير هذه النهضة الأدبية الثقافية التي نعيش أجواءها).
دواوين
ـ نعلم أنكم تولَّيتم نشر العديد من الكتب ودواوين الشعر لعدد كبير من رجال الأدب.. ولم نسمع عن نشركم للأدبيات والشاعرات من النساء، هل هذا دليل على عدم اعترافكم بالأدب النسائي؟
ـ أولاً: ليس هناك ما يسمى بالعديد.. فالكتب التي قام صندوق الاثنينية بتمويلها محدودة جداً وهي (عبد الله بلخير شاعر الأصالة والملاحم العربية والإسلامية للأستاذ محمود رداوي) و (ديوان الأربعون للأستاذ عبد السلام هاشم حافظ) و (ديوان عاصفة الصحراء للأستاذ محمود عارف) و (ديوان الأعمال الكاملة ـ 3 أجزاء ـ لمعالي الأستاذ أحمد الشامي) و (ديوان حصاد الغربة للدكتور الشاعر العراقي زاهد زهدي) و (ديوان قلبي على وطني وكتاب جرح باتساع الوطن للشاعر العراقي يحيى السماوي) وقيد الطبع ديوان الأعمال الكاملة للشاعر المهجري زكي قنصل.. وكما ترون فإن العدد جداً محدود، إذ إنني لست بناشر فهناك جهات أخرى تقوم بهذا الدور.. وأنا كمواطن في الصف أقدم ما أستطيع، خدمة لهذا الكيان الكبير، ثانياً: لست ممن يفرِّقون بين الأدب النسائي والرجالي.. فالكلمة تختلف عن غيرها من سائر أشكال التعاطي بين الرجل والمرأة، قد يكون هناك زي رجالي وآخر نسائي، وذوق رجالي وآخر نسائي.. أما الأدب والفكر والعلم.. فليس في قاموسها مثل هذه التفرقة.. وإلا لكان هناك أدب أولاد وأدب بنات!! فالإبداع في الفكر والأدب لا يحمل جنسية ولا أوراقاً ثبوتية ولا ورقة كفيل وتنقُّل.. والكلمة التي يرشقها قلم رجل أو امرأة تدخل إطار الإبداع بما تقدِّمه من جديد ومفيد للمجتمع.. ولم تتقدم أي كاتبة بما لديها من إبداع ليتم نشره عبر قنوات (كتاب الاثنينية) الذي يمهِّد الطريق لنشر مثل هذه الأعمال عندما يكون الأديب غير مهتم بنشر ما لديه أو لانعدام الوسيلة الملائمة لنشر إنتاجه.. وكما ترون فإنني لم أجعل النشر مقتصراً على فئة معينة أو على إقليم دون آخر.. وأنتظر أن أسمع منكم عن إبداع أديبة ينطبق على إنتاجها المعايير التي يراها القائمون على النشر ضمن (كتاب الاثنينية) الذي أحب أن أوضح أنه يختلف عن سلسلة الاثنينية التي تقتصر فقط على نشر فعاليات (الاثنينية).
ـ منذ عشر سنوات أقام نادي جدة الأدبي في فندق العطاس حفلاً ألقى فيه الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي شعراً وكان خلف القاعة التي تغص بالرجال قاعة أخرى يفصلها عن الأولى ستار كبير بها عدد من السيدات ليس قليلاً وكانت تنقل لنا صورة الشاعر من خلال دورة تلفزيونية وأعجبني أن بعض السيدات المحبات للأدب والشعر توجهن للشاعر بالأسئلة وبعض الملاحظات حول شعره وبما أن الاثنينية تحتل مكانة مرموقة في المملكة وتعالج قضايا كبيرة، فهل يمكن أن تتكرر هذه الصورة بالاثنينية؟
ـ نادي جدة الأدبي مؤسسة يحق لها مخاطبة مختلف الفعاليات للمشاركة في نشاطاته التي تشكل المحاضرات قاعدتها الأساسية، أما الاثنينية فهي مجلس خاص يعقد في دارة، الغرض منه في المقام الأول تكريم علمائنا الأفاضل، وروّادنا الأوائل، الذين قامت على عاتقهم نهضتنا العلمية والفكرية والأدبية.. فهي في جوهرها ومظهرها عبارة عن كلمة شكر نقولها بكل تواضع لهؤلاء الرجال الذين ضحوا بالكثير، وأعطوا الكثير من نتاج عقولهم، ومداد أقلامهم، للأمتين العربية والإسلامية، وصولاً إلى الغد المشرق المأمول بإذن الله.. وضمن هذا الخط فإننا نرحب كل الترحيب بكل أخذ وكل عطاء.. وكثير من الأشياء مرهون بوقته وآمل أن تسمعي في القريب ما يسرّك في هذا الأمر سواء في النادي الأدبي أو في الاثنينية.
وعيها!
ـ ما تقييمك لثقافة ووعي المرأة العربية وماذا تتمنى لها؟
ـ المرأة العربية مثقفة بطبيعتها عبر تاريخها منذ فجر الإسلام وحتى الآن، ويختلف عمق ثقافتها باختلاف البيئة التي تعيش فيها، وكما تتباين الثقافات عبر الوطن العربي من الخليج إلى المحيط، ومن البحر المتوسط إلى خط الاستواء، وبما أن المرأة جزء حي في النسيج العام لهذا المجتمع الكبير، فإن ثقافتها غير منسلخة عن الإطار العام أو البيئة التي تعيش فيها.. بل تعيش في انسجام مع ثقافة الرجل، وإن كان من اختلاف فهو اختلاف في أمور غير جوهرية ولا يعتدُّ بها.. وإن كانت قلة من النساء في العالم العربي تهتم بالمظاهر على حساب غذاء العقل والروح فهي قلّة لا تشكّل قاعدة ولن تكون كذلك في يوم من الأيام.. وأتمنى للمرأة في عالمنا العربي دوام الاستمرار في النهج الذي تسير عليه متمسكة بأهداب الدين الحنيف، آخذة في الوقت عينه بكل جديد ومفيد من نتاج الفكر الإنساني.
ـ وأخيراً نتفضل إليكم بثلاث رسائل نسائية لمن توجهونها؟
ـ أحيِّي المرأة في بيتها وهي تصنع مستقبل هذه الأمة عن طريق اللبنات الأولى التي تغذي بها رجال الغد ليصنع منه عقد نسيجها لتبقى خير أمة أخرجت للناس، فهذه رسالة الأم الأولى.
ـ أما الرسالة الثانية، فأحيي من خلالها المرأة العاملة من خلال عطائها الإنساني لكي نرى هذه الثمار وقد أينعت لتثبت للمجتمع أنها على مستوى المسؤولية، والقادرة أن تثبت بذلك عبر التاريخ منذ صدر الإسلام، يوم كانت مع الرجل حتى في معاركه ضد العدو الممرضة والمساندة والمؤازرة والمحاربة في الصفوف.. فكما أعطت السابقات بالدماء فقد أعطت اللاحقات بالمداد.. وفي كل خير.. فالإبداع يكرّم في أي مكان وزمان كما كرّمت المرأة على المستويات والعطاءات كافة.
ـ أما الرسالة الثالثة فأبعثها للمرأة بطريق غير مباشر، عن طريق ذوي الفكر المستنير في بلادنا الحبيبة الذين يعلُّون من شأن المرأة ومكانتها اللائقة التي كرّمها بها رب العزة والجلال.. وبوأها مكانة إسلامية سامية تحسدها عليها النساء الأخريات في مختلف الملل والشعوب، على أمل الحفاظ على الإطار الذي تم من خلالها هذا التكريم، وبدونه لن يكون لهذا المجتمع تلك النكهة التي تعود على شذاها عبيراً في الأفق نتنفسه وتجيش به عرانين أنوف الكرامة منا كرجال لهذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :421  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 47
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.