الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > اللآلئ المنقوشة لباخطمة!

مع الفجر

اللآلئ المنقوشة لباخطمة! ⁽¹⁾

عبد الله عمر خياط

.. لا خلاف في أن كل عربي قد قال شعراً.. ولكن الاختلاف الذي لا يُنكره أحد.. هو تباين مستوى الشعراء.. أداء.. ورقّة.. وسلاسة.. وبلاغة. الشعراء كثر.. ولكن منهم من لا تشتهي أن تسمعه.. ومنهم من هو صاحب ((قربعة)).. ومنهم من لا يستحي أن تصفعه.. والقلة هم الذين تود لو تتغنى ما حييت بشعرهم لما يحمله من معان رقيقة ولما يجسّده من صور بديعة.. أو يعبر عنه من مشاعر وعواطف هي أرق من نسمة الجنوب.

الأستاذ الكبير.. والشاعر الرقيق محمد صالح باخطمة أحد الشعراء الأفذاذ الذين كنتُ منذ عهد شرخ الشباب وحتى اليوم، أجد لشعره بين الناس مكانة قلّ أن حظي بها أحد من أبناء جيله.. بل ومن بعض جيل الرواد ومن تلاهم. صحيح هو مُقلّ في عطائه.. ولكن الأهم هو مستوى العطاء الذي عزّ على أنداده أن يُماثلوه.

وفي الأعمال الشعرية الكاملة للأستاذ الكبير محمد صالح باخطمة والذي صدر ضمن سلسلة كتاب الاثنينية برقم 27 في مجلد أنيق يقول الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه ((الناشر)):

((إن الأعمال الكاملة للأستاذ الشاعر الدبلوماسي محمد صالح باخطمة تزخر بالكثير من الصور الجمالية التي تستحوذ على مشاعر القارئ وتجعله ينساق وراءها متأملاً تفاصيلها وزواياها وظلالها، فهي تأتي عفو الخاطر لكنها تنبئ عن قاموس خاص بالشاعر له قدر كبير من المخزون اللغوي المميز والألوان يسيطر بها على لوحاته الشعرية، خاصة في باب شعر المناسبات، فلا تشعر معها بأي تكلّف أو صناعة تفسر القوافي أو تجنح إلى تحميل الكلمات فوق طاقتها، وتجعلها رموزاً ذات دلالات لا يعرفها إلا القليل من الناس، فيخرج الشعر عن مقتضاه الجمالي إلى أن يتحوّل إلى رسائل ((شفرة)) بين مجموعة محصورة ممن يدورون في فلك الشاعر!! لقد أفلتَ شاعرنا الكبير من تلك القيود ببراعة، فجعل شعره الجميل متاحاً للجميع وإن لزمته المواربة في بعض المواضيع فذلك من باب التخلّق بالآداب الإسلامية الرفيعة التي تنأى عن التصريح وتكتفي بالتلميح في بعض المواضيع التي تقتضي ذلك)). والواقع أن الديوان زاخر بالنماذج الرائعة.. كما وأن المقدمة التي كتبها الدكتور صابر عبد الدائم تفرض على القلم العودة للحديث عن الباخطمة وشعره يوم الغد بإذن الله.

آية:

يقول الحق سبحانه وتعالى بسورة ((هود)): وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (هود: 118).

وحديث:

صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن من البيان لسحراً، وإن من الشعر لحكمة.

شعر نابض:

من قصيدة بعنوان (خلي الملامة) لشاعرنا الكبير محمد صالح باخطمة هذه الأبيات التي يقول فيها:

إن الحسان وهنَّ جلوة صبوتي

ما عدن في بالي وطوع يميني

إني كبرتُ ورُب إن يوم مضى

أرجو له عوداً فلا يأتيني

أصبحتُ جَداً يا جميلة فاسمعي

خطو السنين فخطوها يشجيني