شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لمن يهمه الأمر
من هو الغربال؟ (1)
بقلم: يعقوب محمد إسحاق
كلما تقدم بي العمر زادت مكانة الكتاب عندي حتى أنني صرت أبحث في مطلع كل عام جديد عن جدول سنوي لمعارض الكتب في العالم العربي، وأحاول أن أحضر ما يتيسر لي إحضاره، لأقتني منها كل ما يهمني من الكتب الجديدة. ولا أسافر في رحلة إلى خارج المملكة دون أن أعود محمَّلاً بما أراه مناسباً لقراءاتي وأبحاثي الجديدة.
وأفرح كثيراً جداً بهدايا الكتب الجديدة، ولعل أكثر من يتحفني بمجموعات منها الصديق الأستاذ عبد المقصود خوجه صاحب الاثنينية المعروف الذي أصبحت أمسيته مساء كل يوم اثنين من كل أسبوع معلماً ثقافياً من معالم مدينة جدة يرتاده المفكرون والأدباء والعلماء والفنانون للمشاركة في تكريم إحدى الشخصيات التي كان لها دور بارز في خدمة الفكر والثقافة والعلم والفن.
فالأستاذ عبد المقصود خوجه ذو أفضال على الثقافة والمثقفين في بلادنا تتخذ عدة أشكال وهي:
1 ـ تكريم أحد الأعلام في كل أسبوع منذ حوالى ربع قرن من الزمن.
2 ـ توثيق ما يدور في أمسيات الاثنينية.
3 ـ نشر كتب بعض المكرَّمين.
4 ـ رعاية المثقفين ومساعدتهم للتغلب على مصاعب الحياة.
وأنا من أصحاب الحظوة لديه، فهو يهديني دائماً ما تصدره الاثنينية من كتب قيمة، أعود إلى بعضها في بعض أبحاثي الجديدة، وأقرأ بعضها من باب المطالعة لزيادة حصيلتي الثقافية في بعض الموضوعات أو للتعرف على بعض الأعلام الذين كرَّمتهم الاثنينية.
وقبل أسبوع كنت أجلس أمام مجموعة كتب الاثنينية مع ابني لاختيار كتاب نقرأه في ذلك الأسبوع. فوقع نظر ولدي على كعب كتاب بعنوان: ((الغربال)) فسألني قبل أن يتناوله أحدنا من مكانه في رف المكتبة: من هو الغربال؟
فأجبته في سرعة: هو الأديب السعودي الراحل الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه، وهو والد صديق الأدباء الذي كنت أحضر أمسيات اثنينيته قبل أن تشتد آلام ظهري التي حالت بيني وبين حضور الاثنينية في الفترة الأخيرة الأستاذ عبد المقصود خوجه الرجل الذي تتحدث عنه الركبان حينما يأتي الحديث عن أمسيات مدينة جدة التي تأتي الاثنينية في مقدمتها.
إن الأديب السعودي الراحل الأستاذ محمد عبد المقصود خوجه المعروف بالغربال تعود شجرة نسبه في أصلها لإحدى الأسر الكريمة في مكة المكرمة، والعديد من الأسر المكية تنتمي في الأصل إلى قبائل حجازية، كانت تهاجر أحياناً لأقطار مجاورة لطلب العلم أو للكسب والبحث عن الرزق ثم تعود إلى الوطن الأم بعد تحقيق طوحاتها العلمية أو التجارية. وكان من هذه القبائل القبيلة التي ينتمي إليها عبد المقصود خوجه الجد.
وقد ولد الأديب الراحل الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه في مكة المكرمة عام 1324هـ ودرس في الغالب في أحد كتاتيبها ثم التحق بمدرسة الفلاح فيها على يد أشهر رجال التربية والتعليم آنذاك. وكان يحضر دروس كبار العلماء التي كانت تعقد في أروقة المسجد الحرام..
وبما أن المرحوم كان من أوائل شباب مكة المكرمة الذين كان لهم حظ وافر من العلم والتحصيل في منتصف القرن الرابع عشر للهجرة أصبح في عام 1345هـ مديراً لمطبعة جريدة أم القرى، وكانت إدارته لجريدة أم القرى نقطة تحول في تاريخ الأدب والطباعة في الحجاز في ذلك الوقت حينما عمل فيها بروح عامرة بالحماس والحب والإخلاص للأدب. فجعل الجريدة ميداناً للأدب يتبارى فيه الأدباء بأفكارهم وأقلامهم نثراً وشعراً وهو الأمر الذي أدى إلى صدور كتاب: (( وحي الصحراء )) عام 1355هـ الذي يضم بين دفتيه بعض أعمال رواد الأدب في بلادنا آنذاك..
هنا قال ولدي: هذا يعني أن المرحوم الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود رجل يستحق التكريم.
قلت له: يقول الأستاذ حسين عاتق الغريبي مؤلف كتاب: ((الغربال)) ما يلي: ((في الواقع أن الأستاذ ابن عبد المقصود)) لثقافته الشاملة، وسعة تفكيره، وصفاء ذهنه، كان قد أوجد لذاته الأدبية استقلالية تبعده عما يسمى بالتأثر. فلم يذكر أنه تأثر بمدرسة أدبية معينة، بل كان يعتمد على البحث والإطلاع الشامل بروح نافذة وعين فاحصة تميز الغث من السمين أي أنه يا ولدي كان أديباً مميزاً، وهو الأمر الذي جعله أديباً متمكناً في ميدان الفكر والأدب ومن أوائل الذين حركوا وبعثوا نهضة قوية للأدب في الحجاز، وكان من الرواد آنذاك في تشجيع الأدباء على الكتابة والنشر.
والغربال هو الاسم المستعار للمرحوم الأستاذ محمد سعيد خوجه الذي استعمله في بعض مقالاته الصحفية، ليس من باب الخوف من معارضة أفكاره من بعض المعارضين لأفكاره الحداثية، وإنما من باب الزهد في الشهرة، وكان يستخدم اسمه الفني في مقالاته الاجتماعية التي كانت تثير بعض المحافظين.
وأخيراً قلت لولدي: إن كنت تود أن تعرف أكثر فأكثر عن هذا الأديب الرائد. فهناك عندي من مجموعة كتب الاثنينية ومنها كتاب من تأليف الأستاذ حسين عاتق الغريبي بعنوان: ((المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل: محمد سعيد عبد المقصود خوجه )) ولتكن لنا قراءة له في أحد الأسابيع القريبة القادمة؟
فقال ولدي: ولم لا؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :363  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 101 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج