شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حياة (( محمد سعيد خوجه )) في كتاب جديد
((الغربال)).. الذي أثار الجدل في الصحافة السعودية (1)
مكة المكرمة/علي العميري
صدر للأستاذ حسين بن عاتق الغريبي الكاتب الصحفي المعروف كتاب جديد بعنوان ((الغربال)) وهو قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه.
الكتاب قدم له الشيخ عبد المقصود خوجه بقوله ((ليس من المستساغ أن أمشق القلم لأكتب نصاً أو نصوصاً مطوّلة عن ((والدي))، فما عساي أكتب عن كلمة تشكلت وتفرعت منها كل مرافئ الوجود بالنسبة لي وماذا عساي أكتب عن والدي وقد صار في ذمة التاريخ وهو كفيل بإنصافه وأمثاله من الذين أعطوا لوطنهم دون مَنٍّ ولا أذى وأنني لمطمئن إلى أن صفحات التاريخ قادرة على سبر أغوار نفسه من خلال مقالاته.
ويقول الغريبي في تقديمه للكتاب ((إن الإنسان ليجد في قراءة السير الذاتية للنماذج المضيئة في المجتمع متعة للنفس وتهذيباً للفكر ودروساً وعبر مستوحاة من مجريات الأحداث والواقع الذي عاصرته والوقائع التي عاصرتها تلك النماذج المضيئة وعند قراءتي لكتاب (( محمد سعيد خوجه )) حياته وآثاره للدكتور محمد بن سعد بن حسين لمست تلك المتعة والفائدة.
ويوضح الغريبي أنه بدأ في رسم الخطوط الأولية للدراسة عن هذا الأديب من خلال:
ـ مقدمة موجزة عن العصر الذي عاش فيه صاحب ((الغربال)) تشمل الحياة السياسية والاجتماعية والأدبية في أوائل ومنتصف القرن الرابع عشر الهجري وتعكس حياة المجتمع المكّي آنذاك.
ـ متابعة لحياة الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود ((طفولته ـ دراسته ـ وظائفه)).
ـ إبراز دوره في مخاض الحركة الأدبية عن الصحافة الأدبية.
ـ الطباعة والصحافة والأثر الذي تركته في هذين المجالين.
ـ الغربال الذي أشعل الساحة الصحفية بمقالاته الجريئة وقراءة متأنية للمقالات التي كتبها تحت هذا الاسم.
ـ معارك الغربال مع خصومه.
ـ ما قيل عنه بعد وفاته.
ـ إعداد تراجم لبعض من ورد ذكرهم في هذه الدراسة للتعريف قدر الإمكان بالأدوار التي قاموا بها وتراجم لرواد آخرين من عصره كانت لهم أدوار بارزة.
الكتاب جاء في أكثر من أربعمائة صفحة وضمّ ستة فصول حيث ركّز الفصل الأول على الحجاز في أوائل ومنتصف القرن الرابع عشر الهجري من حيث الناحية الجغرافية والحالة السياسية والمجتمع المكي والحياة العلمية الأدبية وتاريخ الصحافة والطباعة؛ وأما الفصل الثاني فخصص لحياة الاديب محمد سعيد خوجه من حيث الدراسة والوظيفة وعشق الكلمة وهي من الذكريات ـ حياته الأدبية؛ وركّز الفصل الثالث على ((الغربال)) الاسم المستعار والمقال الصحفي والمسألة التربوية والعادات وصحيفة أم القرى.
وتناول الفصل الرابع من الكتاب الحياة الاقتصادية فيما ركّز الفصل الخامس على معارك وخصوم الخوجه وجاء الفصل السادس ليتحدّث عما بعد رحيل الخوجه وكلمات الرثاء التي قيلت فيه.
ـ الرأي والود..
ويكشف كتاب ((الغربال)) عن حجم المودة والصداقة السائدة في علاقات أدبائنا الراحلين وذلك على الرغم من اختلافهم في وجهات النظر ولكنه كما يعتبره المؤلف ((الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية)).
ويورد الغريبي في كتابه رسالتين متبادلتين بين محمد سعيد عبد المقصود خوجه وأحمد السباعي وهما من الرموز الأدبية التي رحلت تكشف عن قدرتهما على الإقناع والمحبة الصادقة بينهما.
يقول الخوجه في مقال بعنوان ((إلى الصديق السباعي)):
ما أحوجنا أيها الصديق إلى النقد البريء وما أحوجنا إلى تتبع مواطن الضعف ومعالجتها في حكمة وروية وما أحوجنا إلى تجنّب المياعة في العقول وإضاءَة النفوس الضعيفة بتسويد الصحف وما أحوجنا إلى التشجيع والتحضير، وما أحوجنا أيها الصديق إلى كل هذا، وما أجدرنا بتحويل أفكارنا إلى معالجة أشياء كثيرة لا تزال تنتظر منا المعالجة. إننا أيها الصديق إلى كل هذا أنت أيضاً أحد حملة الأقلام في هذا الوطن العزيز وأحد الذين ينقمون على الكثير من عوائدنا السيئة فيحاربونها وأحد الذين يتابعون أدوارها ويعالجونها أنت أحدهم شكرنا لك ذلك وشجعناك عليه إلا أن هذا لا يمنعنا من أن نناقشك الحساب إذا أحتاج الأمر إلى مناقشتك الحساب، أنت تعرف أيها الصديق أني أنقم عليك أسلوبك في الكتابة ومياعتك في الأسلوب وأتمنى لو فكرت فقدرت فعدلت عن هذه المياعة في الأسلوب وذلك الأسلوب في الكتابة إلى ما يتفق وروحك إن لم يكن إلى أبعد حد فإلى حد ما ولكن أبيت وأصررت فلك رأيك ثم أنت تعرف أني أنقم عليك طرقك بعض الأبحاث والملاحظة عليها لأنها لا تستحق ذلك ولأن لدينا ما هو أجدر منها بالبحث والملاحظة وطالما ناقشتك الحساب ولكنك كنت تقول: هي الفرص أوجدت ذلك؟
فيرد عليه السباعي بمقال يقول فيه ((كذلك كنت يابن عبد المقصود في جانبي دليلاً قوياً دعمت به خصماً عنيداً وتلك إحدى مِنَنِك التي عوّدتني فيها فضلك وإحسانك والآن لا أحسب أنه ظهر في أن أواجهك فأناقش تقلدك في ميدان هادئ ويعكّره النقع الذي أثرت بنقم حضرتك على أسلوبي في الكتابة جميل ليكن لك رأيك فلست آبهاً له ما دمنا لم ننصب لك بعد قبة الذبياني ((النابغة)) ترى ما هو الأسلوب الذي يستذوقه؟ أهو هذا الاسترسال في عطف جمل فاترة الروح أخذ بعضها رقاب بعض في سلسة طويلة تنتهي بالإمضاء لا يجد القارئ فيها متعة ولا تروح فيها عنه نكتة؟ لئن كنت تعني هذا الهزل فما أهونه أسلوباً وأبرده فناً.
والمياعة أو الميعة ـ بالأصح ـ ماذا تعني بها؟ لئن كنت تعني هذا الهزل في الجدل الذي أنحوه فثق أن في أحبائك من يعيب عليك لكثر ما يعيب عليك فقدانه من كتابتك أظنك تثور الآن وتغضب في حده ـ ((لا.. لا أنتهي لنفس هذا)).
على رسلك يا عزيز في صنيعك كغضبك.. ألا فاستجب في هدوء إلى الفن واستوحه جمالاً ليقرأ الناس لك أدباً يصافح القلوب بعذوبته ومرحه ـ ولنتعرّف أن ما تسميه ((ميوعة)) ليس أبعد بينه وبين الميوعة وتريدني أن لا أطرق بحثاً إلا ما كان يستحق الاهتمام وما أجملها أيضاً فكرة لو وضعت لي بموجبها قائمة بما تراه مهماً وأجمل منها لو أشرت إلى ما لا ترضاه فانتهي عنه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :329  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 90 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.