شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في دائرة الضوء
(( الغربال )) قراءة واعية في حياة وآثار أديب وفي واعٍ
تمويل الدراسات الجادة واجب القادرين (1)
مكة المكرمة/ الندوة الأسبوعية
((الغربال)) قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل (( محمد سعيد عبد المقصود خوجه ))، قام بها الأستاذ حسين عاتق الغريبي ليقدمها من خلال مؤلف مجلد استغرق حوالي (410) صفحات.. صدر مؤخراً وقام بنشره الأستاذ عبد المقصود خوجه ضمن سلسلة ((كتب الاثنينية )).
كتاب قيّم
وقيمة هذا الكتاب تنبع من كونه ألقى الضوء على سيرة أديب سعودي كان له أثر بارز في الإصلاح الفردي والاجتماعي من خلال نظرة ثاقبة عكست الحاضر واستشرفت المستقبل.. متخذاً الصحافة منبراً له.. بعدما أدرك بوعيه دورها، واستثمر برويته أهميتها.. كما تعود قيمة هذا الكتاب إلى أن المؤلّف درس سيرة الأديب محمد سعيد عبد المقصود خوجه ضمن مسار الحياة العامة في تلك الفترة بقراءة تجاوزت الاستعراض الثقافي والحشو المعرفي إلى تحديد عوامل المؤثرات، وإيضاح جوانب المعطيات التي أسهمت في رسم ملامح هذا الأديب.. ومن ثم أظهرت فاعلية الأمور التي تصدى لها واضطلع بها في خدمة المجتمع والوطن.
مادة الكتاب
جاء الكتاب في ستة فصول وملحق.. تضمّنت النواحي التالية:
1 ـ مقدمة موجزة عن العصر الذي عاشه صاحب ((الغربال)) تشمل الحياة السياسية والاجتماعية والأدبية ((في أوائل ومنتصف القرن الرابع عشر الهجري)) وتعكس حياة المجتمع المكي آنذاك.
2 ـ متابعة لحياة الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود ((طفولته.. دراسته.. وظائفه)).
3 ـ إبراز دوره في مخاض الحركة الأدبية، عبر الصحافة الأدبية، وفي رأي زملائه ومريديه.
4 ـ الطباعة والصحافة والأثر الذي تركه في هذين المجالين الحيويين.
5 ـ ((الغربال)) الذي أشعل الساحة الصحفية بمقالاته الجريئة، وقراءة متانية للمقالات التي كتبها محمد سعيد عبد المقصود تحت هذا الاسم المستعار.
6 ـ معارك الغربال مع خصومه.
7 ـ ما قيل عن محمد سعيد عبد المقصود بعد وفاته رحمه الله.
8 ـ إعداد تراجم لبعض من ورد ذكره في هذه الدراسة للتعريف قدر الإمكان بالأدوار التي قاموا بها، وتراجم لرواد آخرين من عصر ((الغربال)) كانت لهم أدوار بارزة.
خاتمة
وينتهي الأستاذ حسين عاتق الغريبي من كتابه إلى الخاتمة التالية:
وهكذا تضعنا هذه القراءة أمام حقائق عدة من أهمها:
إن الماضي مرآة تعكس تاريخ حضارة أمة، وارتباطه وثيق بالحاضر ((فمن ليس له ماضٍ ليس له حاضر)) والتاريخ سلسلة متصلة من الوقائع والأحداث السارة والمؤلمة، تمنح الفكر الإنساني فرصة التأمل للمراجعة وانتقاء الأفضل. ومن التاريخ نستوحي العبر لتلافي الخطأ، والأمة الذكية هي التي تدرس التاريخ بعناية، لترسم خطوط الحاضر والمستقبل على هدي من عقيدتها التي تؤمن بها، وقيمها التاريخية الأصلية. من خلال دراستنا للسير الذاتية للنماذج المضيئة في تاريخنا العربي والإسلامي يمكننا الوقوف على الكثير من التفاعلات الإنسانية التي أحدثت تغيرات في مجتمعاتها وكان لها نصيب وافر من الخلود في الذاكرة. والنموذج في المجتمع يظهره التميز الواضح في الفكر والعمل، ولا يأتي ((التميز الفردي)) اعتباطاً وإنما هو وليد عبقرية ترجمت منطق ((الحيوية القوية في النفس)) إلى أعمال جليلة تضيف إنجازات جديدة للوطن والأمة. إن تاريخنا السعودي المعاصر، صنعته العبقرية الفذّة، التي أرست دعائم هذا الصرح بالوحدة الوطنية، ولم شتات الأجزاء المتناثرة وتوفير الأمن والاستقرار ثم السعي الحثيث للقضاء على ((الفقر والجهل والمرض)).
وقد نجحت عبقرية المؤسس الباني الملك عبد العزيز آل سعود ـ بفضل الله تعالى ـ في تحقيق كل هذه الثوابت التي أصبحت راسخة في أعماق التاريخ. ومن هذا النموذج المشرق بالعمل والكفاح، نمت الفروع وامتدت إلى كل اتجاه تمثل الطموحات المورقة بأنبل المقاصد، تعمل بإخلاص، لتبني الحياة الجديدة وتزرع النماء في الأرض، على هدي من العقيدة الإسلامية ونحو تطلع وثاب، يهدف إلى بناء دولة عصرية ثابتة الأركان.
ومن رحم المجتمع المكي
ظهر صاحب الغربال الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه. كأنه على موعد مع التحولات المنعشة التي طرأت في البلاد. فراح يغزل من خيوط ((الفجر الجديد)) آمال وطموحات مجتمعة، أحب الناس وأحبوه.. فذهب يبحث عما يسعدهم ويصلح أحوالهم. ونال ثقة ولاة الأمر فاندفع يعمل بحيوية لا تعرف الملل والسكون. حيوية تشتعل نبلاً وإخلاصاً ووفاء ووطنية وشهامة. حيوية ((اليد العاملة)) التي تبني المنجز الحضاري الحديث بفاعلية مخلصة. حيوية ((الحرف)) المضيء بنور الحق والحقيقة والإيمان بالعقيدة والقيم. حيوية ((النفس المطمئنة)) التي استجابت أخيراً لنداء ربها عز وجل، فرحلت لتبقى لنا سيرتها العطرة وآثارها الخالدة، منهلاً يفيض صدقاً، ووفاء ووطنية وإخلاصاً. رحم الله الأديب المؤرّخ الصحفي الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه فقد كان ((حياة في الحياة)).
المناهل
هذا وقد اعتمد المؤلّف في تأليف كتابه على مصادر ومراجع تجاوزت الخمسين كان من أبرزها كتاب الدكتور محمد بن سعد بن حسين (( محمد سعيد عبد المقصود خوجه.. حياته وآثاره)) الصادر عن تهامة عام 1404هـ.
في الختام
بقي أن نقول إن كتاب ((الغربال)) بمجمله من الدراسات المهمة لأحد الشخصيات الفكرية والأدبية السعودية المرموقة.. وإن بر الوجيه الأستاذ عبد المقصود خوجه بوالده، وبره بالأدب، جعله يظهر هذا الكتاب بهذه الحلة القشيبة، والطباعة الأنيقة. وفي تصوري أن أية دراسة مشابهة لأي أديب بمستوى الأديب الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه، ستلقى الاهتمام ذاته من إصدارات الخوجه.. الذي يسعى لإخراج كل عمل قيم جاد.. وهو ما يجب أن يسعى إليه كل قادر.. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :290  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 88 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.