شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مع الفجر
الغربال.. والحلم الطفولي! (1)
عبد الله عمر خياط
.. الاهتمام بالأدب والثقافة عادة، من شأن أصحاب الكفاف وما دونه.. أما أصحاب الثراء فإن من النادر أن يهتم أحدهم بالأدب وما يتعلّق به.
فلو أردنا أن نحصي أصحاب الملايين بمئاتها وألوفها لما استطعنا حصرهم، ومع ذلك لا نجد لمعظمهم في مجال الأب وسوقه أي أثر.. ولهذا فإن قيام بعضهم، أو أحدهم بالاهتمام بالأدب ورجاله يعتبر من النوادر، خاصة في العصر الذي نعيش وقد طغت فيه المادة على كل شيء.
الأستاذ عبد المقصود خوجه هو واحد من أولئك الذين يعدون على الأصابع في العالم العربي بأجمعه ممن آتاهم الله المال فسخروا بعضه لرعاية الأدباء وتكريمهم، ونشر الأدب وتعميم ما يصدره من كتب.
في (( الاثنينية )) التي يقيمها منذ بداية القرن الواحد والعشرين.. وهو يتابع تكريم الرواد من الأدباء والشعراء والمفكرين والمبرزين في مختلف مجالات العلم والثقافة.
وفي سبيل تسجيل معطيات (( الاثنينية )) بادر بإصدار سلسلة (( الاثنينية )).. ولم يكتف بذلك بل أخذ ينشر بعض المؤلفات من كتب الأدب شعراً ونثراً.. كان آخرها:
1 ـ الغربال: مؤلفه الأستاذ حسين عاتق الغريبي.
2 ـ حلم طفولي: ديوان شعر للأستاذ سعد البواردي.
.. وكتاب ـ الغربال ـ هو ثاني كتاب يصدر بهذا الاسم حيث سبق وأن أصدر الأديب العربي ميخائيل نعيمه عام 1923م كتاباً ضم مقالاته النقدية في الأدب والشعر بعنوان ((الغربال)).
والذي يبدو أن الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه ـ وهو المعاصر لتلك الفترة وأولئك الرواد في العالم العربي ـ قد تأثر بهم.. فاتخذ من الغربال اسماً يوقع به مقالاته التي كان ينشرها على صفحات جريدة ((صوت الحجاز)) و((أم القرى)) وهي المقالات التي قال الأستاذ الكبير محمد حسين زيدان ـ رحمه الله ـ عنها وعن كاتبها ما نصه:
((عرفت هذا الكاتب ـ محمد سعيد عبد المقصود خوجه ـ لا يهدأ، فالأفكار التي لديه تحركه، صريح إلى أبعد حدٍّ وجريء لأبعد حد)).
في الصفحات الأولى من الكتاب يقول الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد عبد المقصود خوجه ـ الناشر ـ عن كتاب ((الغربال)) ومؤلفه:
جميل أن تتجذّر الذكرى في نفوسنا، وتأتلق في بيادرنا بوميض لا شعوري ينبلج في عتمات الأيام، وينسكب مدراراً على صحراء الحياة العبوس.. وتسم نفوسنا بليالي الصفاء والوفاء والنقاء.. تلك أيام قد خلت.. ولواعج ظلّت باقية ما بقي في الجسم عرق ينبض بالروح.. وها هي الذكرى يثيرها الأخ الكريم الأستاذ حسين عاتق الغريبي، هذا الأديب المكي الأصيل، كما فعل من قبله أستاذنا الدكتور محمد بن سعد بن حسين في مؤلفه (( محمد سعيد عبد المقصود خوجه ـ حياته وآثاره)).. فقد رأى الأستاذ الغريبي أن يتعمق في البحث عن حياة والدي ـ يرحمه الله ـ في كتاب يُلقي الضوء على مسيرته، وكتاباته، ومشاركاته في مجتمعه)).
ويقول الأستاذ حسين الغريبي ـ مؤلف الكتاب ـ في مقدمته:
وتجذّر الإحساس في الوجدان يحمل حقيقة واضحة تؤكّد (أن هذا الرجل يكتب بفكر ثاقب، يعكس الحاضر، ويستشرف المستقبل، فقديمه لم يزل جديداً نعايشه ونسعى إلى معالجته) وهذا سر عبقريته.. وعندما نمت في خاطري فكرة إعداد دراسة تمثل قراءة واعية في حياة وآثار الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه ـ لتقديمها للناس نموذجاً نستمد من معطياته الفكرية والعملية ما نحسب فيه النفع والصلاح ـ توكلت على الله.
وبدأت في رسم الخطوط الأولية للدراسة على النحو التالي:
1 ـ مقدمة موجزة عن العصر الذي عاشه صاحب (الغربال) تشمل الحياة السياسية والاجتماعية والأدبية (في أوائل ومنتصف القرن الرابع عشر الهجري) وتعكس حياة المجتمع المكي آنذاك.
2 ـ متابعة لحياة الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود (طفولته، دراسته، وظائفه).
3 ـ إبراز دوره في مخاض الحركة الأدبية، عبر الصحافة الأدبية، وفي نَدِيّ زملائه ومريديه.
4 ـ الطباعة والصحافة والأثر الذي تركه في هذين المجالين الحيويين.
5 ـ (الغربال) الذي أشعل الساحة الصحفية بمقالاته الجريئة، وقراءة متأنية للمقالات التي كتبها محمد سعيد عبد المقصود تحت هذا الاسم المستعار.
6 ـ معارك الغربال مع خصومه.
7 ـ ما قيل عن محمد سعيد عبد المقصود بعد وفاته يرحمه الله.
8 ـ إعداد تراجم لبعض من ورد ذكره في هذه الدراسة للتعريف قدر الإمكان بالأدوار التي قاموا بها، وتراجم لرواد آخرين من عصر (الغربال) كانت لهم أدوار بارزة.
وقد وفى الأستاذ الغريبي وقدم عملاً متكاملاً.
* * *
وفي تقديم ديوان ((حُلمٌ طفولي)) للشاعر الأستاذ البواردي يقول الأستاذ عبد المقصود خوجه ـ الناشر ـ:
بهذا الديوان يُلقي شاعرنا الأستاذ البواردي حجراً صغيراً في بحيرة الصمت.. فتنداح دوائر علامات الاستفهام حول موقع الحجر.. وكثيراً ما يترك الإجابات معلقة هكذا بين النص والمتلقي.. وأحسب أن شعر التساؤلات هو الأعمق في زمن التسطيح، وغوغائية التناول المتشنّج للمسائل التي تبدو أكثر من قدرة الفرد والجماعة ـ خاصة عندما تنعدم لديها إرادة القرار ـ إنها دعوة لتحرير الأسئلة والإلقاء بها في بحيرة الصمت علّها تضج ذات يوم ويخرج منها مارد يطفئ لهيب الشوق إلى معرفة الحقيقة، وعودة الحقوق المغتصبة إلى أهلها، والأمور إلى نصابها.. إنها أمنية.. وهل كانت الإنجازات الكبيرة إلاّ محض أمان في وقت ما؟
..أما الشاعر.. الأستاذ البواردي فإنه يقول في المقدمة:
أشعر أنني طفل قد تجاوزت السبعين من عمري..
نعم.. طفل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى..
أتوهم.. أحلم.. أعبث.. أضحك بلا معنى..
أبكي بلا معنى..
وأحياناً أجمع بين البكاء والضحك.
كالمجنون الذي افتقد اتزان نطقه..
ولم كل هذا..؟!
لأنني ولدت في عالم افتقدت فيه الطفولة براءتها..
حتى البراءة في عينيها تحولت إلى حلم طفولي باهت..
ومن قصائد الديوان تلك القصيدة التي عنوانها ((مناجاة)).. وفي مطلعها هذه الأبيات:
شدني الوصول.. والهوى يا حبيبي
كل درب إليك بعض دروبي
في عيون المها لمحتك، في الورد
شذاه. وفي الرواء الخصيب
في بريق النجوم.. في نسمة الصبح
وفي هجعة الفضاء الرهيب
في انطلاق النسيم يقرع أبوابي
وفي الليل.. في الضحى والغروب
* * *
تحية للصديق الكبير عبد المقصود خوجه على اهتمامه بالفكر والأدب.. والتقدير للمؤلف والشاعر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :458  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 85 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج