شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شواهد الذكرى
عبد الله بلخير.. وحديث الذكريات (1)
أحمد محمد الصائغ
هذا العام 1419هـ له خصوصيته وأهميته التاريخية وأبعاده الحضارية، وتتفاعل فيه المشاعر الوطنية، وتتوقّد الأذهان الواعية، وتتجلّى الأفكار النيرة وتتبارى الأقلام المخلصة في تجسيد الفخر والاعتزاز بتاريخها وأصالتها، وإنجازات نهضتها الحديثة، وجهود الرجال المخلصين الذين ساهموا في وضع قواعد البناء وتوطيد دعائم النهضة الإصلاحية بقيادة مؤسس المملكة الرائد المصلح الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله حيث كانت البداية الأولى بالنصر المؤزر الذي حققه الملك عبد العزيز ومن معه من الأنصار الصناديد بفتح الرياض في أوائل شهر شوال 1319هـ ورغم قلّة عددهم وعدتهم فقد كان النصر حليفهم بعون الله وتوفيقه. وبذلك كانت الخطوة الرائدة لتأسيس المملكة، وتتابع مراحل توحيدها وتثبيت مسار نهضتها الحديثة. ولهذا تحتفل المملكة حكومة وشعبا هذا العام بالذكرى المئوية للتأسيس والتعبير عن الشكر لله والاعتزاز بإنجازات مسيرة الخير والبناء والإصلاح.
ومما يذكر بالإعجاب من صفات الملك عبد العزيز حكمته وبُعد نظره وحسن اختياره للرجال الأكفاء المخلصين الذين برهنوا عملياً على مدى عمق وصدق الولاء والإخلاص.
وكثيرة أسماء الرجال الذين أخلصوا في خدمة الوطن في ظل قيادة المؤسس الباني الملك عبد العزيز رحمه الله.. وقد دعت المناسبة أن أذكر في هذه السطور أحد الرجال الذين عاصروا بداية عهد التوحيد الشامل للمملكة عندما أعلن الاسم الجامع لهذا الكيان الشامخ وهو (المملكة العربية السعودية) وذلك عام 1351هـ الرجل الذي أعنيه هو معالي الشيخ عبد الله بلخير أحد رجالات الدولة السابقين وأحد رواد الأدب المتميّزين.
ويذكر الدكتور عمر الطيب الساسي إرهاصات تلك المرحلة في كتابه (الموجز في تاريخ الأدب العربي السعودي) بقوله: ((وبعد التوحيد الشامل بدأ النمو الحضاري الشامل يتكامل في هذا الإطار الجديد، في كل ميدان بصفة عامة، وفي ميادين العلوم والآداب والفنون بصفة خاصة)).
ومن المعطيات ما صدر في تلك المرحلة من مؤلفات أدبية تعكس وعي وطموح جيل تلك المرحلة، ومنها كتاب (( وحي الصحراء )) الذي صدر عام 1355هـ والذي يحتوي على مجموعة من النماذج الأدبية وتراجم نخبة من الأدباء الذين أصبحوا فيما بعد يعرفون بالرواد.
وقد جمع كتاب (( وحي الصحراء )) كل من محمد سعيد عبد المقصود، وعبد الله بلخير ولهذا يعتبر معالي الشيخ عبد الله بلخير من الرعيل الأول من رواد الأدب ومن أوائل رجال الإدارة والإعلام فقد عمل سنوات طويلة سكرتيراً ومترجماً في الديوان الملكي في عهد الملك عبد العزيز وفيما بعد عام 1374هـ أصبح وزير الدولة لشؤون الإذاعة والصحافة والنشر التي تطوّرت فيما بعد إلى (وزارة الإعلام).
ومنذ أيام تلقيت بمزيد السرور نسخة من الكتاب الذي صدر حديثاً بعنوان (عبد الله بلخير يتذكّر) وهذه النسخة مهداة من أحد أبناء الشيخ عبد الله بلخير الأعزاء وهو الصديق والزميل العزيز الأستاذ قحطان عبد الله بلخير الذي اعتزّ بزمالته في الخطوط الجوية السعودية على مدى عقدين من الزمن ظل يسودهما الود والتقدير والاحترام المتبادل، وهو من خيرة أبناء الجيل الحالي من موظفي (السعودية) كفاءة وثقافة ونبلاً. ومنذ عهد بعيد كنت وما زلت أكنّ التقدير لمكانة وجهود والده الجليل كشخصية وطنية وأدبية مرموقة.
ومن المعروف أن الشيخ عبد الله بلخير قد تلقّى دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت، وظلّ متمسِّكاً بأخلاقياته المكية، وبالأصالة العربية، والقيم الإسلامية حيث كانت نشأته وتربيته الأساسية في ربوع مكة المكرّمة موطن الإشعاع الروحي والثقافي.
أما الكتاب المشار إليه فهو مجلد فاخر يقع في (726) صفحة ويضم بين دفتيه ذكريات معالي الشيخ عبد الله بلخير منذ الطفولة مروراً بمراحل الدراسة ثم ما عاصره من أحداث ومواقف في حياته العلمية في عهد الملك عبد العزيز، ومعرفته وذكرياته عن بعض الشخصيات السياسية، والأدبية والفكرية البارزة. وكتب مقدّمة الكتاب الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، وورد فيها قوله: ((لقد كان معالي الشيخ عبد الله بلخير من الرعيل الأول الذي شهد مع جيله النهضة المباركة على يد مؤسسها وباني كيانها المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ حيث كانت فترة حافلة بجلائل الأعمال.. وظهرت خلالها الإنجازات الرائعة التي تمّت تباعاً رغم الإمكانيات المتواضعة التي ميّزت تلك الفترة.. الخ)).
ومن محاسن الصدف أن يصدر هذا الكتاب التاريخي القيم في هذا العام 1419هـ متزامناً مع مناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة، ولا شك أنه يعتبر إضافة جديدة ومفيدة للمكتبة العربية لأن صاحب هذه الذكريات من القلائل الذين يعتدّ بما يستوعبونه ويبدونه عن تاريخ المملكة ومراحل نهضتها وقادتها العظام.
وفي الختام أود أن أحيي الأستاذ عبد المقصود خوجه الذي تولّى هذا الكتاب. وادعوا الله أن يمد بعمر معالي الشيخ عبد الله بلخير وأن يديم عليه الصحة والعافية ليضيف المزيد مما لديه من الذكريات الممتعة والمعلومات التاريخية القيمة المفيدة.
وشكراً جزيلاً للأخ العزيز الأستاذ قحطان عبد الله بلخير على هذا الإهداء الذي أعتز به كل الاعتزاز.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :342  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 67 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.