الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > خالد القشطيني والشعراء: خليل الفزيع

أفكار صحفية

خالد القشطيني والشعراء ⁽¹⁾

خليل الفزيع

تواصل اثنينية عبد المقصود خوجه إصدار مطبوعاتها، وكان آخر هذه الإصدارات ضمن سلسلة (كتاب الاثنينية) كتاب (الشعراء في إخوانياتهم) تأليف خالد القشطيني الذي تعوّد قراء الشرق الأوسط الالتقاء بهم من خلال زاويته التي يذكر فيها بعض المواقف الطريفة لشعراء معروفين وغير معروفين مع نماذج من أشعارهم الساخرة.. التي يتبادلونها فيما بينهم في الكثير من المناسبات.

وقد جمع المؤلّف في كتابه نماذج من هذه الإخوانيات، وهو في هذا الكتاب يسير على نفس النهج الذي أخطّته في كتب سابقة صدرت له في هذا المضمار، وكتبها بأسلوبه الساخر الذي جمع بين الفكاهة والنقد، والذي عرفه قراء الشرق الأوسط في عموده اليومي (صباح الخير) ثم (أبيض وأسود).

وهذا اللون من الأدب الساخر.. يكاد يختفي في هذا العصر المزدحم بألوان المعرفة، ومختلف الممارسات التي يلهث الإنسان من خلالها لتلبية احتياجاته المعيشية، وقد أصبح وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة ماسة إلى الترويح عن نفسه بمثل هذه القراءات التي تنمّ عن علاقات حميمة بين الشعراء، كادت تتلاشى بين شعراء هذا العصر.. إضافة إلى أن فرص نشر مثل هذه الإخوانيات نادرة، لما له من خصوصية معينة قد يتردد الشعراء في نشر أسرارها، وذكر تفاصيلها لعامة القراء.

وقد يكون من المناسب أن نذكر نموذجاً لما احتوى عليه هذا الكتاب من مواقف طريفة بين الشعراء، فقد كان الأديب المهجري توفيق ضعون في زيارة لصديقه الشاعر نعمة قازان وهو صاحب مصنع أحذية فأهدى صديقه حذاء ومع هذه المداعبة:

لقد أهديت توفيقاً حذاء

فقال الحاسدون وما عليه

أما قال الفتى العربي يوما

شبيه الشيء منجذب إليه؟

فردّ عليه توفيق ضعون بهذين البيتين:

لو كان يهدى إلى الإنسان قيمته

لكنت أستأهل الدنيا وما فيها

لكن قبلت بهذا النعل معتقداً

أن الهدايا على مقدار مهديها!

فشكراً للناشر والمؤلف على هذا الإصدار الجميل.