شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد الله بلخير.. شاعر الأصالة والملاحم
يكتب ويرسم بلغة شعرية مختارة (1)
جدة/حاتم صادق
في الطبعة الثانية من كتاب ((عبد الله بلخير شاعر الأصالة والملاحم العربية والإسلامية)) للباحث محمود رداوي الصادر حديثاً في جدّة كانت هناك إضافات أعطت للكتاب مزيداً من القيمة.
الكتاب يتألّف من قسمين أولهما بعنوان ((الموضوعات الشعرية)) والثاني بعنوان ((الفن الشعري))، يضاف إليهما: عبد الله بلخير في سطور، وتقديم للدكتور يوسف عزّ الدين عن الشاعر، ثم تمهيد ومدخل لعالم بلخير الشعري.
الكتاب من إصدارات الناشر عبد المقصود خوجه، وفيه يتناول المؤلّف بالبحث الأغراض الشعرية عند بلخير وهي ((المديح والفخر)) وموضوعاتها: (وحدة الجزيرة العربية ـ نجد والحجاز، العروبة والإسلام، الرواد وأعلام الفكر والأدب، الأناشيد العربية، أم القرى)، و((الملاحم)) ومنها إسلامية هي: (ملحمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حلم ليلة ربيع في ضيافة الأعشى بالدهناء في نجد، ملحمة مؤتة) والأندلسيات (ملحمة قرطبة، ملحمة غرناطة وقصور الحمراء، ملحمة طارق بن زياد فاتح الأندلس)، وعند الحديث عن الفن الشعري يتناول المؤلّف الشاعرية والوحدة الموضوعية والرسم الفني (اللوحات الشعرية) في شعر عبد الله بلخير.
والظاهرة الأبرز في شعر بلخير هي الملاحم الشعرية التي نظمها في أكثر من مجال، ففي حين كانت ملحمة الرسول يغلب عليها الطابع الديني، وملحمة الأعشى تتسم بالطابع الأدبي الفكري، وملحمة مؤتة يميّزها الطابع التاريخي فإن الأندلسيات فيها الطابع الديني والأدبي الفكري والتاريخي الذي يتميّز بعض الشيء فيها عن غيره، وهذا ما يعطي لأندلسياته السبع التي ظهر منها ثلاث فقط هي قرطبة وغرناطة وطارق بن زياد، وستشكّل جميعاً عملاً ملحمياً عربياً متكاملاً يعيد من خلاله سيرة الحضارة العربية والإسلامية.
يقول الدكتور يوسف عزّ الدين: الحقّ أن أبا سبأ (عبد الله بلخير) رائد من رواد الأدب وشاعر شهدت له حلبات القريض بالسبق والتفوق، فقد تلمست لديه نغمات الوفاء والحب العميق للأدب والشعر والفكر، وشعره خير أغاريد الشعر وأجمل ألحان الأدب، وكان في العراق منذ خمسين عاماً أغنية على كل شفة ترددها القلوب فقد سبر غور النفوس العربية، وهزّ المشاعر الوطنية بقصيدته التي نشرت في مجلة ((الفتوة)) ومنها:
شبه الجزيرة موطني وبلادي
من حضرموت إلى حمى بغداد
أشدو بذكراها واهتف باسمها
في كل مجمع حافل أو نادي
منها خلقت وفي سبيل حياتها
أسعى وفي إسعادها إسعادي
كل له في من أحب صبابة
وصبابتي في أمتي وبلادي
وتظهر اللغة الشعرية في قصائد وملاحم بلخير قويّة مختارة معبّرة عن الأفكار التي يتحدّث عنها بوضوح وتآلف، لكن المقدرة الفعلية للشاعر تبدو في قمتها من خلال الصور التي يرسمها بمفرداته وجمله وتركيباته، هذه الصور التي تعتبر الأساس في بنية الملحمة الشعرية، لأنها بتجميعها إلى بعضها البعض تقدم الأحداث بحسٍّ إبداعي متألق.
وتشكل صور المعارك الحربية في هذه الملاحم أجمل مهارات الشاعر في التعامل مع اللغة، إذ تتحوّل الحروف والألفاظ إلى أدوات رسم أو أجهزة تصوير دقيقة، كما في هذه الأبيات:
ثار القتال فدارت فوق ساحته
رحى المنايا وكل حولها قحما
كأن حمحمة الفرسان صوت صدى
لظى البراكين دوت تقذف الحمما
ظل الفريقان في حربٍ مؤججة الـ
نيران سبعة أيام تسيل دما
إن المؤلّف محمود الرداوي ـ كما يقول الدكتور عزّ الدين ـ بذل جهداً كريماً في دراسته الأدبية والفنية، وانصف الشاعر، وقدمه للقارئ المتأمل في صورة المحب، وقد وفق في عرضه الجميل وأسلوبه السلس وعبارته المتأنية في إبراز صورة الشاعر التي أرجو أن تكون حافزاً لدراسة أخرى تسير ضمن المنهج العلمي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :421  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.