شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شمعة مضيئة
ليلة الاحتفاء بـ (القحطاني) (1)
بقلم: حسين عاتق الغريبي
* في البدء.. أجد الواجب يحثُّني على تحية وجيه الكلمة الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه لاختياره الموفق لفرسان (الاثنينية) عموماً، ومنهم أستاذ الأدب في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور عبد المحسن فراج القحطاني الذي كرِّم مؤخراً، وللعلم: ستبلُغ (الاثنينية) عامها الخامس والعشرين في أواخر المحرم من هذا العام (1428هـ)، وقد بدأت أول فعالياتها الأدبية في تاريخ 22/1/1403هـ، بتكريم الأستاذ الأديب عبد القدوس الأنصاري ـ رحمه الله ـ، فالتهنئة لمؤسسها وروادها وكل محب للكلمة الجميلة.
* وفي ليلة تكريم الدكتور عبد المحسن القحطاني تلذّذ الحضور بجمالية اللغة الخالدة، وكانت أمسية أدبية بحق.. وقد عرفت فارسها، بليغاً في التعبير، دون مغالاة أو تقصير. فبيانه الأخاذ يصل بسهولة إلى عقول المتأدبين، ويمنحها متعة الإصغاء للمقاطع البديعة التي يرتجلها بكل عفوية لأنه المتمكن من صياغة المفردة الراقية ـ ذهنياً ـ بمهارة الفنان (المبدع).. فهو مكسب لطلابه في الجامعة، وقدوة لعشاق اللغة العربية.
* وأجمل ما ظهر به الفارس (القحطاني) ذلك التواضع (الرفيع) الذي لا يخدش إحساس أحد، وهو (الناقد) الذي لا تخذله (الرؤية الواعية) في كشف الأنماط الهزيلة في ساحة الثقافة والأدب.
إنه لا يحبّ التعالي، وينبذ (النرجسية) أو (الاستعلائية) التي غرسها شاعرنا العربي القديم في بعض النفوس، ولعل هذا البعض لم يدرك مغزى ما يعنيه الشعراء الكبار في أبياتهم التي تحمل الفخر والاعتزاز!.
ـ إقرأوا للقحطاني في تقديمه لكتابه (شعراء جيل) يقول: (هذه الدراسات لو مسَّها الباحث مرة أخرى لأضاف إليها إضافات كثيرة، ولاسيما ما يتصل بالتحليل النصي، أو الدرس الإسلوبي).. يقول ذلك رغم إجادته للأمرين، في تحليله لشعر الأدباء الثلاثة: حسين سرحان، وحسين عرب، وعبيد مدني (رحمهم الله).
وفي دراسته النقدية (بين معيارية العروض وإيقاعية الشعر) يتطلع إلى ما يرد من القراء من تعقيب يساهم في الإضافة أو التصحيح. يقول: (وما زالت ـ أي الدراسة ـ تنتظر من القراء من يردّ ما سهت عنه أو ندَّ عنها).. وفي كل موقف أجد (الأستاذ) القحطاني مظهراً تواضعه، الجم.. حفياً بجهود الآخرين.. لا ينسب لنفسه عملاً شاركه فيه الغير. وهذا ما سمعه الحاضرون ليلة تكريمه.
* أما (الأستاذ الجامعي) عبد المحسن القحطاني فقد اكتشفت علاقته الإنسانية بطلابه من خلال تواجدهم في تلك الأمسية، وعلامات السرور الظاهرة على محياهم.
لقد احترمه الطالب تقديراً لعلمه، وعرفاناً بدوره المؤثر في حياته الدراسية، لأنه حظي بمعلم ناجح، يزرع الثقة في طلابه أثناء درسه، أو تحاوره معهم، ويشجعهم على الاطلاع.. وقد علمت بأنه أنشأ مكتبة ضخمة في منزله يرتادها من يرغب من طلابه.. لكم أدهشني تهافتهم عليه بعد حفل التكريم لتهنئته. فهنيئاً له هذا الحب الصادق.. وهنيئاً لكل طالب نهل من مورده العذب. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :539  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 203 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج