شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اثنينية أبو دهمان (1)
بقلم: سامي عباس خميَس
فليسمح لي راعي الاثنينية وكذلك مؤسسها أن أسمّي اثنينية تكريم الأستاذ أحمد أبو دهمان (اثنينية أبو دهمان) لأنه سيطر عليها ولفها بحزامه الجنوبي، وأزعم أنها من أحلى الأمسيات التي حضرتها ولقد كانت مداخلة أخي د. عبد الله مناع من أظرف المداخلات خصوصاً مطالبته لأبو دهمان الذي كان يظن أنه لا وجود له، بتقديم كشف حساب عن إنتاجه الأدبي طوال السنين التي قضاها في باريس الحرية، باريس النور، وهنا أضم صوتي إلى دكتور مناع وأطالب أبو دهمان بتقديم الكشف ذاته لكي لا يعتقد أن الحزام (بيضة ديك) لقد قرأت الحزام وقت صدورها عام 2001م بعد أن أتحفني بها دودة القراءة أخي د. فؤاد عزب عندما كنت على أحد الأسرة البيضاء.
لقد كانت الرواية هي المسكن الذي جعلني أنسى آلام ما بعد الجراحة.
أعود إلى الأمسية وأضم صوتي إلى مؤسسها الذي تحدث بحرقة عن غياب المثقفين عن الاثنينية التي هي أصلاً منهم ولهم وبهم كما يقول ويردد، خصوصاً بعد شن هجومه على الأستاذ عبده خال بعد مداخلته التي كانت ضده. كم هو مخجل أيضاً أن تمنع هذه الرواية من الدخول إلى سوق الكتب إلى المملكة.
من أظرف ردود أبو دهمان على الأسئلة حينما سألته إحدى الحاضرات إذا كان ينوي طباعتها للمكفوفين في المملكة!
كان رده وهل قرأها المبصرون حتى تطبع للمكفوفين.
يا سادة يا كرام: أبو دهمان الذي كان مجهولاً إلى يوم تكريمه في الاثنينية وقبلها في القنصلية اللبنانية بجدة احتفل به في عام 2001م في إطار التعاون والتنسيق بين مكتبة الملك فهد الوطنية والسفارة الفرنسية بالرياض واستضافته مكتبة الملك فهد الوطنية في محاضرة ألقاها بعنوان (كاتب سعودي في باريس).
تحدث أبو دهمان من خلالها عن تجربته الروائية (الحزام) الصادرة عن دار غاليمار الفرنسية في أبريل 2000م حيث بنى الكاتب نصاً عن حياته الذاتية ببساطة وعمق حكى من خلالها طفولته التي عاشها في قرية آل خلف والتي أخذت العادات والتقاليد والأغاني الشعبية حيزاً كبيراً منها ليكتشف القارئ في النهاية أن الحزام هو اسم حكيم القبيلة الذي يمثل الرابط بين العالم التقليدي والحداثة.
لقد حظي أبو دهمان باهتمام الصحافة الفرنسية كاللموند وليبيراسيون ووسائل الإعلام الأخرى من إذاعة وتلفزيون فخصصت له برامج على القناة الخامسة وفي راديو فرانس كولتور (راديو فرنسا للثقافة). ويعد أبو دهمان أول كاتب باللغة الفرنسية من الجزيرة العربية وقد أصبح ذا صيت ذائع بين الأوساط الثقافية والفكرية الفرنسية لما لاقته روايته من إقبال شديد حيث بيع منها حتى تاريخ 20 مارس 2001م أكثر من عشرة آلاف نسخة، ولقد طبعت مجدداً من قبل غاليمار في طبعة ذات حجم لنضمن لها نجاحات أوسع خاصة بين الشباب تضاف إلى رصيد الطبعات الثماني السابقة وجانب دعوة أبو دهمان لتقديم هذه المحاضرة تحقيقاً لرغبة كثير من المثقفين والأدباء ممن لم تمكنهم لغة الرواية من قراءتها للاستماع منه مباشرة.
في مقدمة (الحزام) أشار أحمد أبو دهمان إلى أنه أول كاتب من الجزيرة العربية ينجز نصاً إبداعياً بالفرنسية، إن هذه المعلومة حقيقة دالة على أمرين مهمين راهناً ومستقبلاً.
الأول منهما أن اللغة الفرنسية يمكن أن تجتذب المزيد من المبدعين من مختلف البلدان باستمرار وبالأخص من المشرق العربي حيث كانت إلى فترة قريبة اللغة الأوروبية الأكثر ارتباطاً بالثقافة والمثقفين.
الأمر الثاني أن الأجيال الجديدة من هذا الفضاء الحضاري العريق يمكن أن تتجه إلى المزيد من المغامرات الخلاقة لهذه اللغة الجذابة التي تضمن لهم ولغيرهم حضوراً قوياً في المشهد الثقافي الكوني الراهن والقادم.
لقد صدرت (رواية الحزام) في نهاية عام 1999م وهي الآن في طبعتها الثامنة عشرة وربما أكثر! ما يدل على الأهمية القصوى والحاجة الملحة للحوار البنّاء فيما بين الكتّاب واللغات والثقافات والشعوب في عصر (العولمة) أو (القرية الكونية).
فالرواية تحكي بلغة شعرية آسرة حياة الناس البسطاء في قرية من أقاصي الجنوب سريعاً ما تحولت إلى (قرية كونية) بفضل تلك اللغة التي تحتفل بالإنسان فيما وراء كل الحدود الفاصلة والهويات الضيقة أو (القاتلة):
إن علاقة أبو دهمان بالأرض والبشر هي علاقة محبة شفافة وعميقة ولا غرابة إذن أن يجد كل قارئ حزامه الخاص في هذا النص المتميز بكل المعاني.
هذا هو أبو دهمان الذي كان مجهولاً لدينا في الوقت الذي كان معروفاً ومشهوراً في العواصم الغربية والعربية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :389  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 189 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.