شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من الحياة
الحوار المفيد (1) !
بقلم: عرفان نظام الدين
تكريم الدكتور صلاح الدين المنجد هو تكريم للعلم والعلماء، ولهذا قوبلت بادرة الأخ عبد المقصود خوجه بكثير من الارتياح.
فهو أثبت في شهادة الدكتوراه في القانون الدولي التي حصل عليها من جامعة السوربون أن جميع النظم الديبلوماسية المعروفة اليوم في الغرب عرفها المسلمون قبلاً وطبقوها. وعندما درس التاريخ غاص في الأعماق وانتشل كنوزاً نادرة في التراث والأدب والفكر الإسلامي وتحوّل إلى مرجع لكثير من المتاحف العالمية في أي شأن يتعلق بهذا التراث. وبلغ عدد آثاره 150 كتاباً ما بين نصوص تراثية محققة أو دراسات في القانون الدولي والديبلوماسية في الإسلام والتاريخ والأدب واللغة والآثار والمعاجم.
وقد ابتعد حفل التكريم عن كيل المديح والإطراء وتحول إلى جلسة حوار بناء تعرف فيه الحضور على الجديد والمفيد واستمعوا إلى شريط ذكريات مليء بالصور الأدبية الحية التي تحمل الكثير من الدروس والعبر.
فعن تشجيع الرواد الصحف المواهب الشابة يقول الدكتور المنجد: بدأت أنشر في الصحف وأنا في التاسعة عشرة من عمري، وتاقت نفسي أن أرى اسمي بين كتّاب ((الرسالة)) وكان يكتب فيها طه حسين وأحمد أمين والرافعي والعقاد وسيد قطب والطنطاوي وزكي مبارك وغيرهم، فكتبت يوماً مقالة جهدت في تنقيحها وزوقتها على الطريقة الزياتية، وأرسلتها إلى الأستاذ الزيات، ورجوته أن ينشرها إذا كانت تصلح للنشر. وبقيت أسبوعين أتقلب على الجمر وأتساءل هل تنشر أم ترفض. وذات يوم فوجئت برسالة من الزيات يثني فيها على المقال ويطلب أن أرسل له صورتي لأن المقال سينشر في العدد الممتاز الهجري. فاضطربت وقلت: إذا أرسلت له صورتي سيرى أني ما زلت فتى، ولست من طبقة الأدباء الكبار، الذين يكتبون في الرسالة. وقد يشك أني أنا كاتب المقالة.
وجابهت الأمر، وأرسلت صورتي الطبيعية وبعد أسبوعين أو أكثر قضيتها وأنا مضطرب البال، دائم التفكير، وصلت إلى رسالة من الأستاذ الزيات، يوافق فيها على المقالة ويثني عليها فكان ذلك عيداً عندي. وكان هذا المقال بداية عهدي بالكتابة في الرسالة وانطلاقي في الأدب.
هكذا كان يتعامل الرواد مع الشبان والمبتدئين وأصحاب المواهب والأقلام الواعدة..
ولهذا ازدهر الأدب وارتفع عدد النجوم في دنيا العرب..
بينما يبحث شبان هذه الأيام عن باب أو نافذة أو منفذ صغير لكي ينطلقوا عبره فلا يجدون إلا الأقفال والأبواب الموصدة والعقليات الفردية والأنانية لشخصيات تحتكر لنفسها الأضواء، مع أنها لا تقاس بأي شكل من الأشكال بشخصية أصغر رائد من الرواد الكبار.
* * *
لقطة:
انطلقت الشرارة الأولى لتفكك الإمبراطورية السوفياتية، وبدأت الجمهوريات السوفياتية تطالب بالانفصال الواحدة تلو الأخرى رغم أنف غورباتشوف وقادة الكرملين.
نأمل أن تمتد العدوى الانفصالية إلى جميع الدول العظمى حتى تكتوي بنيران الفتنة ومؤامرات التقسيم والتفتيت، بعد أن أذاقتنا هذه الدول الأمرين في السابق.
ومن يزرع الريح يحصد العاصفة..
ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها..
لنصبح كلنا في الهم.. واحد..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :442  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج