شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد اللَّه بن خميس.. يمامي، وتكريم تهامة (1)
بقلم: محمد حسين زيدان
كان عبد الله بن خميس الأستاذ المكرّم في حفل الاثنين الذي يقيمه أبو سعيد الأستاذ عبد المقصود خوجه وكنت كما سخرت نفسي أتكلم كحامل المعاني فإذا أنا تهامي أحتفل باليمامي فألقيت الكلمة حتى إذا عدت إلى البيت لا يكاد يحملني عضلي جاشت نفسي تدعوني أن لو كتبت كلمة مطولة لا أحسب أن أنشرها إلا في جريدة الجزيرة لأنها وإن كانت الجريدة الصحيفة اليومية فقد كانت المجلة التي جللها حين أسسها ابن خميس وكأنما أصحاب الجريدة لبستهم التلباثية حين لبسوا الوفاء يتلفن إليّ مندوبهم في جدة عبد الرحمن إدريس يبلغني دعوة الجزيرة إلى أن امتد إليها فلا اجتزر عنها فاتفق الهوى فها أنا أكتب لا أقتصر على ما قلت في كلمته القصيرة وإنما وأنا ابن الماضي إن كان جاهلياً يوم كان العرب عرباً (لا يسألون أخاهم حين يندبهم، في النائبات على ما قال برهاناً) كما نحن اليوم مثل لا أمثولة، أو كان في وحدة الإسلام يوم أصبح العرب في ظل كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة الأمة قوميتها نسب لا يجفو السبب ويعلو إلى فوق الفوق بهذا السبب الإسلام وبذلك الحسب الفتح العظيم كأنما العرب قالوا يوم ذاك للفرس كونوا منا وللترك كونوا فينا وللروم لن تكونوا وللغرب كل الغرب نحن أنت وأنت نحن كل هذا لبسني تهامياً يكرّم يمامياً فإذا بي بين يمامة الأمس كيف كانت لتهامة وبين تهامة اليوم كيف تجمع الأمر وإذا بي أتمثل قول صاحب اليتيمة الشامي اليعربي دوقلة المنبجي حين قال:
إن تتهمي فتهامة وطني
أو تنجدي إن الهوى نجد
ولعلّي أتصرف كما في البيت الثاني أترك كلمة الضدين فما كانت اليمامة وتهامة ضدين إلا في زمن عابث عابس قتلته وحدة هذا الكيان الكبير (المملكة العربية السعودية) فالبيت أتصرف فيه هكذا:
ندان لما استجمعا حسناً
والند يظهر حسنه الند
فاليمامة وتهامة في الجاهلية الجهلاء ند صافح نداً فاح منه عبير الند.
إن اليمامة كانت في الجاهلية صاحبة المدد في رحلة الشتاء رحلة الإيلاف اعتنق الطريق اليمن كأنما هي واليمن يمدان قريشاً وفي مكة المكرمة بالمدد (ميرة اليمامة) لا تسلك طريق مضر (فلأمر ما جدع قصير أنفه) وإنما طريقها إلى نجران فتخوم اليمن فابتسامة مكة هكذا كانت اليمامة زرعها وضرعها في يدي ربيعة الفرس وضراعتها إلى البيت الحرام قولوا وحدة الوثن وما علي من قوله وإنما هي وحدة العروبة التي كانت سلاحاً حجز الفرس والروم أن يصلوا إلى نجد إلى الحجاز إلى تهامة هي حماية الله للبيت الحرام لكن الله سخّر لها ابن ربيعة وابن مضر وكلاهما عدناني أن يكون سلاحهما خلقا قبل السيف حامياً للحرم وما أشبه الليلة بالبارحة كان ذلك في الجاهلية حتى إن اليمامة وتهامة أعجزتا اليهود ألا يكون في نجد يهودي ولا في مكة يهودي بقاؤهم على الوثنية يسر دخولهم للإسلام فقبيل من العرب الذي تنصر تأخر إسلامه وتعسر إيمانه فخسر عظمة الفتح العظيم.
وهكذا أكتب الخلاصة عن علاقة المعانقة وفي الجاهلية بين اليمامة وتهامة. وأما ما أكتبه عنهما في الإسلام فالأمر واضح كأنما ليس في ذلك بالجديد وإن كان الجديد في عظمة (توحيد الكلمة وكلمة التوحيد) فحين سطع نور الإسلام كانت ميرة اليمامة على حالها تصل إلى تهامة وبعد الهجرة إلى المدينة المنورة وعرف العرب كل العرب تهامياً ويمامياً ونجدياً وحجازياً أن المشركين في قريش قد جاروا حين تم الانتصار في بدر وحين أصر المشركون من قريش وفي الحديبية على ألا يصل محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأداء العمرة وذلك يوم الحديبية، فالهجرة وبدر والحديبية أحرجت المشركين من قريش فأخرجت العرب عن أي احترام لهم لأن الصد عن البيت وإخراج أهله منه لا ترضاهما قبائل العرب فالبقية من ملة إبراهيم وحتى الوثنية إلى هبل كانتا السبب في انصراف اليمامة في الفكرة أولاً والعمل ثانياً كما كان كل ذلك للعرب، ففي المدينة المنورة وفي يوم من نهار بعث اليمامي الحنفي ابن ربيعة الفرس إلى المضري محمد بن عبد الله كمًّا كثيراً من الحنطة من زرع اليمامة ألا وهو هوذة ابن علي، ما آمن ما أسلم ولكنه انصرف عن مشركي مكة إلى مؤمني المدينة فأرسل الحنطة فإذا بخاتم الرسل المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يمسك الحنطة بين يديه يقلبها مباركاً لها فقال (هذه صدقات ابن عمي) يعني هوذة بن علي فهما ابنا عم مذ كان الجد عدنان واليمامة في صورة ثانية فقد أقبل يطوف حول المدينة فارس على فرسه اسمه (ثمامة بن أثال) من بني حنيفة من اليمامة وبينما هو حول المدينة أمسكت به خيل النبي صلى الله عليه وسلم فاستأسى فإذا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يربطه في سارية كأنه سجين ويمر به يقول له ـ ما معناه ـ (كيف بك يا ثمامة أو ما تراني فاعلاً بك يا ثمامة) فيقول الفارس ثمامة (إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعفُ تعفُ عن شاكر) يعني أن له قبيلاً يأخذون بثأره. وتركه مربوطاً وفي اليوم الثاني قال له مثل ذلك فقال الفارس رضي الله عنه: إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعفُ تعفُ عن شاكر وفي اليوم الثالث كان مثل ذلك فأطلقه نبي الرحمة فامتطى الفارس ثمامة فرسه يذهب حيث شاء فلم يغب طويلاً وعاد يعلن إسلامه حتى إذا قالوا له لماذا لم تسلم قبل قال خشيت أن يقال إني أسلمت مكرهاً وتلك شمخة الفارس فأسلم طليقاً ولم يقتصر على إعلان إسلامه بل قال يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سأذهب إلى قريش في مكة فأصرخ فيهم معلناًَ إسلامي فذهب ولم يمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلذلك حكمة وأذن ثمامة في جمهور المشكرين أنه أسلم فأصبح من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأراد الغوغاء أن ينالوا منه ولكن مشيخة قريش المشركين منعوا الغوغاء يخافون إن قتلوه أن تمنع اليمامة ميرتها عنهم ولكن ثمامة ما كاد يصل إلى اليمامة حتى منع الميرة عن المشركين ولم يكن ذلك عقوق اليمامة لتهامة وإنما كان حصره يجهد قريشاً لتكف عن الأذى ولتثوب إلى رشد فأجهدها ولكن نبي الرحمة طلب من ثمامة ألا يحجز الميرة عن تهامة عن المشركين في مكة ولكن الجهد أخذ من المشركين ما أخذ فكان عمل ثمامة إرهاصاً للإسلام بل جهاد مسلم لا بسيف وإنما بتسليط الحيف على المشركين.
واليمامة مرة ثالثة ارتد فريق منها وفيهم فارس اسمه (الرَّجَالْ) وكان قاتل زيد بن الخطاب أخي عمر مرتداً قتل مسلماً حتى إذا ثاب الرجال إلى رشد عاد إلى الإسلام والإسلام الرحمة يجب ما قبله فإذا هو في مجلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه فما ثار عمر لأنه لا يستطيع فالإسلام يمنعه ولكنه قال للرجال (أنا لا أحبك قتلت أخي زيداً) فقال الفارس الرجال: (وهل ينقص ذلك من عطائي شيئاً من قيمتي شيئاً) فقال عمر (لا) فقال الرجال: إذن لا يبكي على الحب إلا النساء. هكذا كانت اليمامة وتهامة في ألفة أليفة نديد إلى نديد لا حليف إلى حليف أخ إلى أخيه لا متبرع ولا متورع أما عبد الله بن خميس الذي كان السبب في أن كتب هذا فقد عرفته فكيف؟ فهاك مثلاً عامياً (قال صاحب لصاحبه وهو يراه قد صحب آخر هل تعرفه قال نعم عرفته فقال السائل هل سافرت معه قال: لا، قال: إذن لم تعرفه فكاتب هذه السطور سافر مع عبد الله ابن خميس إلى تونس في مؤتمر الأدباء فعرفته نعم الرفيق واليوم جسد واقع العرب تصرف الأدباء في تونس كل أدباء العرب كانوا هناك ولكننا لم نتعارف ما أكلنا على مائدة واحدة كل فريق فرح بنفسه أفليس ذلك تسجيلاً للفرقة فإذا كان الأدباء يختلفون فكيف بالآخرين) وللقصة بعض ما كان من غصة لا أستطيع أن أكتبها ولكنها الآن لم تكن مثل ذلك كان الأوائل في ألفة والأواخر في خلفة غير أنا ولله الحمد نعيش أنا استطعت فيه أن أتكلم عن اليمامة في تهامة فقبل أن يتم توحيد هذا الكيان الكبير ما كنت لأستطيع أن أكتب التاريخ فالحمد لله على أن ابن اليمامة خادم الحرمين الشريفين يعمر تهامة ويحرسها فالحمد لله مرة أخرى والشكر لله وهكذا أبعث المقال إلى الجزيرة أنشره كما طالبتني.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :456  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج