الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > رجال ونماذج لها مواقف

في الوقت الضايع

رجال ونماذج لها مواقف ⁽¹⁾

بقلم: على محمد الرابغي

هذا الشهر حفل بمواقف.. ونماذج لرجال أحسب أن لهم قدرهم فينا.. نحن الأمة..

عثمان الصالح.. الرجل الصالح..

كان صيته يملأ الأفق.. وكانت هيبته.. وحبه.. أنفاساً نقية تصدر عن آلاف الرئات التي كان يوفر لها المناخ الجيد..

لترشف وتنهل من ينابيع النور والمعرفة..

وكان.. وكان.. ورغم أنَّ ((كان)) هذه ترسم بعداً عميقاً يجسد قدر هذه الشخصية الكبيرة.. كمربٍ.. ورجل علم وفضل.. إلا أننا وبحق لم ننصف هذا الرجل.. ولعلّه لم يلتفت لهذا شأنه شأن الأفذاذ.. الذين يقولون كلمتهم ويمضون لا يلتفتون إلى الوراء.. إلا ليدفع بهم.. إلى الأمام.

كان الرجل مساحة من العمر.. ومن الزمان ومن القدرة.. وكان بحق مستودعاً لذكريات ترتفع به إلى مصاف الأوائل من الفضل..

لقد تحدث الرجل ولأول مرة.. أعايشه عن قرب وكان في عفويته وبساطته وصدقه.. أقوى على التأثير.. من الذين يفتعلون صناعة العبارة وبناء الكلمة..

وانطلق الرجل كبساط الريح.. يستمد من البساط سحره.. وراحت الأيام والمواقف تتدفق.. على لسانه ((وكان ذلك في الحفل التكريمي الذي أقامه له الأستاذ عبد المقصود خوجه )).. نقلنا الرجل إلى عام 1356هـ..

وكيف كانت بدايته في ريف نجد ثم إلى عنيزة.. ولا يعرف أهل الفضل إلا من يمارسه.. ويصنعه..

فقد أشاد الرجل بالسيد محمد طاهر الدباغ.. وفضله على التعليم في المملكة..

وقليل هم الذين يحفظون المعروف لذويه.. وخصوصاً في مجال التعليم أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر.. أمراء الأسرة المالكة.. ومن بينهم أصحاب السمو الملكي الأمراء عبد الله الفيصل.. وتركي بن عبد العزيز.. ونايف بن عبد العزيز.. وماجد بن عبد العزيز..

فهم يمارسون حفظ المعروف قولاً وفعلاً ويندر أن تمر مناسبة دون الإشادة بعمل هؤلاء من أمثال الأساتذة الأجلاء.. محمد طاهر الدباغ.. أحمد علي.. والشيخ عبد الله خياط.. وإسحق عزوز وغيرهم.

ولقد صوّر الرجل ((الصالح)) واقع الحياة العلمية المبكرة.. وكيف كانت وهي ضرورة تاريخية.. يجب أن تجد العناية الفائقة من الدارسين وخصوصاً الأكاديميين منهم.. ليكون ذلك في صلب تاريخ التعليم في هذا البلد وحتى لا يكون هناك انفصام.. في تاريخ هذا البلد..

ونستغل الآن وجود هؤلاء الأعلام.. في دنيا التربية والتعليم.. من أمثال الشيخ عثمان.. وعبد الله خياط.. وأحمد علي وغيرهم.. لنوثق التاريخ.. وحتى يدخل ذلك في إرث الأجيال القادمة..