الليلُ نفسُ الليلِ |
إلاَّ أَنَّ بيتي لا يُضاءْ |
بجبينِ أمي وهي تَخْتَتِمْ النوافلَ بالدُعاءْ |
والصبحُ نفسُ الصبحِ |
إلاَّ أَنَّ حقلَ الأصدقاءْ |
قَفْرٌ .. |
ونفسُ الأرصفَهْ |
تمتارُ من تَعَبِ الحُفاةْ |
لكنَّ طعمَ الأَرغفَهْ |
غيرُ التي سُجِرَتْ بتَنُّورِ الفراتْ |
* * * |
من حسْنِ حَظَي أنني هيّأْتُ: |
نهري للجفافِ .. وللخرابِ السنديانةَ .. |
والحديقةَ للخريفِ .. |
وللفراقِ الأصدقاءْ |
من حسن حظي أنني هَيّأتُ نفسي |
منذُ أَوّلِ رشفةٍ من كوثرِ الفرحِ المؤَقَّتِ |
للشقاءْ |
وأَقَمْتُ ما بيني وبين لذاذةٍ دوني |
جداراً من إِباءْ |
من حسن حظي أنني |
لم أَتَّخِذْ لغدي دليلاً غيرَ أمسي |
فاسْتَعَنْتُ على الرياحِ المستريبةِ |
بالتَشَبُّثِ بالجذورِ |
عَصَبْتُ عيني بالقناعةِ |
فاكتفيتُ بما تَيَسَّرَ في وجاقي |
من دخانْ |
ورضيتُ بالطينِ البديلَ عن الحريرِ .. |
بِوَحْلِ كهفٍ عن رحيقِ الزُعْفُرانْ |
في ظِلِّ أَرْوِقَةِ الهوانْ |
* * * |