شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(120) (1)
وقطعت السيارة الطريق بنا بعد ظهر اليوم لغايتنا.. وكأنها ترقص طرباً.. تعبيراً عن فرحتنا الكبرى بالزهور المتناثرة من فتياتنا وصغيراتنا البنات المغادرات مدارسهن في صفوف متتالية.. وفي جماعات كالأسراب.. طالبات علم في حاضرنا.. وبانيات حضارة في مستقبلنا..
وصمتنا برهة.. مأخوذين إكباراً بحلاوة المنظر.. رأياً.. ومغزى.. ومضموناً.. ثم انطلق صاحبي في حديثه.. جاء في صورة مقارنة بين الرغبة الجامحة لدى البنات إصراراً على النجاح وعلى التفوق.. بالنسبة لأولادنا يمارسون طلب العلم كقدر مفروض.. وكإرادة حياة مقررة عليهم بحكم مسؤولية جنسهم.. على أن هذه العقدة الموروثة لدى بناتنا نقلاً عن الجيل السابق قبلهن لا تحتاج إلى فك رموز هنا ـ أو تحليل ـ.
وتوقف الحديث طويلاً عند النقطة الحساسة والخاصة بالبنات ضياعاً لأكثر من جيل.. مما نشأ عنه وترتب عليه تكدس العانسات الشابات في بيوتنا.. بواراً مفروضاً عليهن بحكم طلب الشباب من جيلهن لزوجات متعلمات.
ثم انحدر مصوّراً مبلغ الاهتمام بالبنات.. فالعناية والرعاية بهن تُبذَلان من قبل وزارة المعارف بذلاً سخياً ومنقطع النظير كأنما هو تعويض ضخم في يومه الحاضر عن الأمس الغابر.
وقادتني الذكريات طائعاً مختاراً لتسلمني إلى ذكرى خاصة بمجلس خاص بدار المرحوم الشيخ عبد الله السليمان حيث جاءت سيرة تعليم البنت كحديث عابر من أحاديث المجالس.. تعقيباً على ظاهرة خطيرة جاءت كبادرة لها ما بعدها آنذاك وهي إقبال الشباب من بلادنا على الزواج من غير بناتنا خارج المملكة..
ودافع بعضهم عن الأمر بقوله: إن الشباب المتعلم لا يرتاح إلى طريقة ((الشختك بختك))! في الزواج أولاً.. ولا إلى المعاشرة ثانياً لأمية.. أو لجاهلة لا تفهمه.. وإن كان المحرض الحقيقي له هو وجوده خارج محيطه طالباً للعلم حيث لا يكون هناك بد من العودة ((انقجيه))! مع من خالطها.. وعرفها.. وعرفته!..
وكان ما كان من أمر الحديث يومها.. وقد انتهى بكل ما استتبعه من ذيول وتعقيبات.. وبقي راسبة من الرواسب في خاطري وبنفسي حين طفت اليوم على السطح بمرأى بناتنا وصغيراتنا كالزهور المتناثرة خارجات من مدارسهن توليهن وتوليها الحكومة ما توليها من عناية ورعاية واهتمام..
وتساءلت.. بعلامة استفهام برزت أتوماتيكية الوجود فغطت غضون وجهي.. هل بقي يا ترى عذر لشبابنا مقبول أو وارد في الاستمساك بعقدة الزواج من غير بنات بلدهن؟
وأغضيت بيني وبين نفسي حياء وخجلاً من أن أكون على كره مني واحداً ممن ساعد حديثاً على استمرار ممارسة تلك العقدة لعزيز عليه.. دون أن يملك الوسيلة للحيلولة دون وقوعها!
إنني مع ما كان.. وما يكون. بنسبة ما شاهدناه اليوم كبير الأمل.. وعظيم التفاؤل في استقامة الوضع.. حتى نجعل كما نقول ((سمننا في دقيقنا!)).. وبالأخص وأن لوزارة المعارف فيما تشترطه حقاً وعدلاً على الطالب بالخارج.. بنداً يقول في صيغة التعهد:
ولا أتزوج.. بأجنبية!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :681  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 159 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج