شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(102) (1)
لقد تأكدت اليوم بصفة قاطعة للشك أنه قد تكون لدى الواحد من الناس جبلة فنية.. أو أن يكون صاحب موهبة، و موهبات متعددة دون أن يعلم عنها أو بوجودها طبيعة فيه.. حيث لم تتح له الفرصة لاكتشافها بالتجربة، أو بإفساح المجال.. لاكتمال ظهورها.. بالممارسة..
ولذلك.. فنحن نقرأ في سير بعض الفنانين أو معظمهم أنهم اكتشفوا مواهبهم الذاتية.. بطريق الصدفة!.. فبعد أن كان أحدهم كاتب بقال.. مثلاً ـ أو سايساً في اصطبل.. أو محاسباً في مغلق.. أو أستاذاً مبتدئاً في مدرسة ابتدائية.. وأنه بمصادفة محضة حاول كتابة القصص.. أو نظم الشعر.. أو الرسم.. أو الرقص.. أو.. أو.. فإذا هو يكتشف تلك الموهبة.. أو المواهب معاً.. تزكيها التجربة الآملة. وتصقلها الممارسة بإصرار.. ليصبح على مدى الأيام والأعوام.. شيئاً ضخماً مذكوراً في عالم الأدب.. أو الموسيقى.. أو التصوير!!
والمناسبة الداعية لهذا التأكد من أن للإنسان عدة مواهب.. ومن أن الله قد حباني على جهل مني.. بموهبة غفلت عنها طول هذا العمر الضائع هدراً دون اكتشاف مبكر لها مني.. مناسبة تافهة.. وعابرة.. فقد صحوت من نومي بالفندق الذي أنزل فيه بالرياض.. فأنكرت مبدئياً وجودي بهذه الغرفة الغريبة عني.. ولكني سرعان ما تذكرت أنني انتقلت هوائياً من جدة إلى الرياض صباح يوم أمس..
ولا أطيل.. فالتفاصيل عديدة ومتشعبة.. لقد سألت من أجاب على الجرس من موظفي الفندق هل بالحمام ماء ساخن؟.. أجاب.. نعم.. نعم.. نعم.. وكررها ثلاثاً.. وزاد على ذلك بأن رفع حاجبه الأيسر لفوق.. وهبط بالشفة السفلى لتحت.. قطعاً للشك ـ باليقين ـ بل وكاد يقسم أن الماء الحار بهذا الفندق، لا ينقطع إطلاقاً.. ولا لدقيقة واحدة!!
وعلى ذلك فقد أتممت الإجراءات التي لا يمكن التراجع بعدها.. وبعد أن أصبحت يا مولاي كما خلقتني ـ وتوسطت البانيو ـ فتحت الدش حسب أصوله.. الأحمر للحار ففتحته والأخضر للبارد فقفلته.. وأخذت بق ماء في بقي لاحتمال الصدمة الأولى من الماء البارد.. وذلك كما علمتني عمتي العزيزة من صغري.. حتى يهطل حاراً فأحتمله أو أمزجه بقليل من البارد ولكن الماء استمر يهطل بارداً صرفاً شديد البرودة.. ويتوالى رشات وزخات على جسدي العاري دون رحمة..
ومن هذه الصدفة الواردة بهذا الفصل البارد من الفندق وجرسونه ـ اكتشفت بنفسي موهبة الرقص الأكروباتيكي وهو المعلم من أصعب أنواع الراقصات حديثها ـ وقديمها، فأخذت أتلوى.. وأتلملم.. وأنفرد.. وأقفز.. وأركع.. وأرفع الرأس يا أخي وأخفضه.. وأشفط بطني بخضخضتها.. وأدفعها للأمام.. بنفخها زيادة عما هي عليه!!
وهكذا بقدرة قادر.. وبالمصادفة وحدها.. وبجميع الحركات التي كنت أتقي بها برودة الماء.. برزت على جسدي فنون كلاسيكية رائعة وحركات عصرية صاروخية في عالم الرقص الأكروباتيكي!
وهكذا.. مرة ثانية ـ اكتشفت أن عندي ـ وعندي وعندك الخير ـ موهبة جديدة.. قديمة.. كالفتنة تماماً.. كانت نائمة.. فرحم الله ـ أو لعن من أيقظها!!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :545  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 141 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج