شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(75) (1)
لم يكد يستقر بي الجلوس بجانب سائق تاكسي هذا اليوم ـ حتى بدأ هو مباشرة عملية فتح الصدور.. لأقوم بدوري بالاشتراك فيها معه.. بنهم.. وبنشاط.. وتجدد البحث كما ينطرح بعضنا على الرمل في طريق المدينة مثلاً.. ثم انكمش في نفسه حتى تكوّم جملة وتفصيلاً في جملة انتهت كمرد عام له:
لا يزال الكثير من سائقي الأجرة أو الخصوصي.. شغوفين إلى حد بعيد بممارسة لعبة.. كسر النظام.. وذلك بعدم احترامهم كلياً الوقوف حال ظهور النور الأحمر في إشارات المرور..
والموضوع في ذاته موصول ومكرور.. ولكن الجدة والطرافة فيه أن البحث المشترك انتهى فيه إلى هذه الأسئلة التي تدير الرأس بعض الشيء إليها..
هل الانفراد بالخروج عن الخط العام أو عن الإجماع دليل شذوذ شخصي؟ وهل يعتبر ذلك شجاعة فردية.. أم جبنا.. وليد مركب نقص؟.. ولماذا يغرم بعض الناس الغرام كله أو بعضه بألا يكونوا مثل بقية الناس؟
ثم.. هل تبيح الضرورة الشخصية.. وحالات الاستعجال أن يتخطى المضطر الحدود المقامة نظاماً.. أو عرفاً.. أو عادة متبعة في كل شيء؟.
إن لعربات الحريق.. بالنسبة للمرور.. دوياً مزعجاً.. ولكن هذا الدوي مع أنه إنذار إنساني لمن في الطريق بإخلائه.. إلا أنه في نفس الوقت خرق صريح لعلاقات المرور.. ولكنه يحمل في ذاته ترخيصاً رسمياً له.. بكسر النظام..
وكذلك الأمر تماماً بالنسبة لعربات الإسعاف ولأجراسها المتراسية الإنذار.. والحاملة لنفس الترخيص بكسر النظام الرسمي.. رسمياً..
والحال هو الحال أيضاً لسيارات النجدة.. عدم خضوع للصف.. وعدم إذعان للنور الأحمر.. وكسر رسمي للنظام الرسمي.. فهل يجوز قياساً على ذلك أن يقدر المضطر المستعجل في حالاته الشخصية الضيقة ظروفه.. ويمنح من نفسه لنفسه هذا الترخيص؟..
أعتقد عدم جواز ذلك.. وعلى كل فلم يكن موضوع البحث المشترك الخوض فيه.. أو الحكم له أو عليه.. بقدر ما كان تركيزه منصباً على الشذوذ الفردي غراماً بممارسة لعبة.. كسر النظام.. لذاتها!
وأذكر بالمناسبة.. أنني عندما كنت أعمل مدير حج عامًّا.. وكانت أصعب عملية هي تفويج الحجاج في مكة لسفرهم منها بنظام الأفواج حسب قدومها وتبعاً لوسائط النقل.. وكنت أجد كل ساعة بل وكل دقيقة عنتاً متصلاً من الراغبين في السفر قبل فوجهم من المغرمين دون ضرورة بكسر النظام.. وكنت أسأل بعضهم ولماذا تصر بنفسك وبالواسطة على أن تسافر قبل فوجك ولا ضرورة ملحة او داعية فعلاً لذلك.. أهي الرغبة منك فقط.. في كسر النظام؟.. فكان يجيب بصراحة هذا البعض الشاذ!
أيوه، أنا عاوز أسافر قبل فوجي وجماعتي.. عاوز أكسر النظام لأن في كسره امتيازاً شخصياً لي.. وانفراداً ذاتياً بعمل يشعرني وأشعر معه بالتفوق على من عداي.. من الخاضعين للنظام..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :639  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 114 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج