شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(66) (1)
تستطيع الزوجة أن تجعل البيت جحيماً لا يطاق.. والعياذ بالله.. كما تستطيع أن تجعله جنة وارفة الظلال.. ولقد اضطررت اليوم لأشاهد نمطاً من النوع الأول.. حيث دعيت بحكم الجوار والقرابة لأن أكون مطفئ حريقة مؤقتة.. وصانع سلام قصير الأجل بين زوجين عشيري عمر.. أو أن أكون شاهد نعش.. وحامل جنازة.. إن تعذر ذلك!
والموضوع.. مدار الخصام.. تافه الأسباب في ذاته الرئيسية في نظر النصف الخشن.. ولكنه عصب الحياة اليومية في نظر النصف الناعم.. ومع هذا الاعتبار وذلك فإن دوام النز الذي لا ينقطع.. والفر المتواصل جعله مشكلة نابتة أدت يومياً إلى تطاير الشرر حتى بلغ درجة الحريق العاصف بكل شيء.. في يومهما هذا..
ولقد وصلت جملة أبغض الحلال إلى الله.. إلى طرطوفة لسان الزوج الذي كان لا يفتأ يكرر.. يا ستي قلت لك ألف مرة.. ومرة.. إنني ما لقيت الخدامة وحيث.. وحيث.. ودورت.. ودورت.. ودورت.. ودورت ـ ولكن بلا فائدة ـ ما فش.. ما فش.. حتى الصنف أبو المية والخمسين والثلثماية معدوم هادي الأيام.. و.. و..!
ودخلت عليهما.. في وقتي.. فقد بلغ الزوج بقدرة قادر.. وبدخولي تلك الجملة البغيضة.. وجرى ناحيتي مستشهداً بي على صحة كل ما قال متصلاً بشؤون الخدامات والخدامين.. فهززت رأسي وأطراف أكتافي بحركات لا تحمل معنى التأييد له.. أو الإنكار لما قال.. وبذلك كسبت ربع الجولة الأولى.
وبعد أن طلبت أن يكون اجتماعنا الثلاثي حول براد متقون من الشاي من صنع أيدينا نحن الثلاثة.. عقدنا جلستنا للمناقشة الهادئة في الموضوع.. وقد تقدمت متطوعاً بمشروع مبوّب ينص مع ديباجته على الآتي:
أ ـ أزمة الصنف العامل بالمنازل بجنسيه أزمة تكاد تكون عالمية.. حتى لقد استطاعت بعض البلدان التغلب عليها بالأزرار الكهربائية.. أو بالإنسان الرابورطي.. كما استعانت عليها بلاد أخرى بتقسيم شغل البيت مناصفة بين الزوج والزوجة.. فرأينا رجالاً يحملون.. المريلة.. ويقومون بتنظيف الصحون والقدور في المطابخ.. وهم يهزجون بآخر أغنية تلفزيونية!
ب ـ في باديتنا أعداد هائلة متعطلة بحياتها التي ليس لها فيها إلا نصيب.. الوجود.. الرقمي.. ولكنها بالعنعنات الموروثة.. والخنزوانية التقليدية تستنكف الخدمة.. تحقيقاً للمثل الشائع.. الفقر فقر زيلع.. والتيه تيه قريش!
ج ـ لقد كنت شخصياً.. على طريقة شخص معروف بأولياته.. أول المطالبين من حوالى ربع قرن وأكثر لو راجعنا الحساب بدقة.. بعمل مكتب تخديم.. نثراً.. ونظماً.. حتى لقد شكاني بعضهم رسمياً لأنني قلت:
العويلا عز الجواد عليهم
بعد أن فك با ـ وبن ـ دكانه
وحتى أنني تلقيت في أيام سالفة عدة خطابات تتناول سنسفيل أجدادي وآبائي من الجيل الجديد من أبناء جبل الحجاز فيما لا يجوز النص عليه لأنني قلت في الموضوع:
غامدي مكحل ومحني
حامل في يمينه خيزرانه!
دعى أبناء البادية جملة وتصيلاً:
والبداوين في الأزقة داروا
كل شحط منهم يمد بنانه!
إلى آخر ما سال سمناً وعسلاً ـ في نظري الضعيف.. وسماً وقطراناً.. في نظر أولئك المحرفين الكلم عن مواضعه..
د ـ مما سلف ذكره ـ ومن واقعكما اليومي حول الخصام الأزلى بشأن الخدمة البيتية وأزمة الأيدي العاملة بقطاعها.. فإنني أقترح أن نقوم ثلاثتنا بعقد حلف منزلي يتصدى للدعاية للمشروع القديم إياه.. ولعمل قرار مبوّب في الموضوع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والعمال.. ولإصدار نشرات شفهية بتجييد الأعمال المنزلية إلى الأزواج القدامى والمحدثين دون تفرقة جنسية.. في الأعمال..
وأخيراً.. وحتى تجدوا الخادمة المطلوبة.. أو الخادم المضمون.. تقومان باشتراكي معكما بحكم الجوار والحاجة للمطالب البيتية اليومية.. الحي.. والقدوة النافعة بتوزيع الأدوار المنزلية علينا ثلاثتنا.. تحت عنوان.. الثلاثي العامل.
وقد تم التوقيع أدناه على ما تقرر أعلاه.. وتأجل إطلاق مدفع.. أبغض الحلال إلى الله.. بسبب عدم العثور على خادمة. إلى أجل غير مسمى!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :562  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 105 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج