شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(11) (1)
ذهبت اليوم إلى تسجيل تلفزيوني ـ وما كنت أود أن أومىء إلى هذا لولا قيام هيكل الموضوع على قاعدة هيكل الإيماءة ـ ولقد راقني كثيراً أننا نأخذ بالأساليب الحضارية. ونعمياتها.. في حدودنا الذاتية.. بحيث لا تتسلط ماديتها ومعطياتها علينا.. فلا تنال من عقيدة.. ولا تخدش شرفاً ولا تؤذي عادة حسنة ـ أو تقاليد محترمة. ولهذه الجوانب متمثلة في برامج معروضة موضوع وحديث غير هذا.. ولندع عفريت النقد اليوم في قمقمه المختوم!
وقد أسعدني أكثر أن أجد شباباً من أبناء هذه البلاد يؤدون أدوارهم التلفازية.. كما يقول عمنا اللغوي إياه.. ولما كان حديثي منصباً على الدعوة للتفاؤل والوصول إليه من بوابة الحياة الخضراء.. بدلاً من ولوجها من الباب الخلفي المعتم.. فقد سألني أحد أولئك الشباب المشتغلين بالكاميرا وتوابعها.. عن مدى العلاقة الفعلية بين الكتاب والشعر في حياتهم بين الرأي والتطبيق؟ فأجبته:
إنني شخصياً.. دون هرش للرأس.. أو فشر في اللفظ، من الملتزمين في هذا الباب، فإنني غالباً لا أقول القول ـ أكتب الكتابة ـ أو أرسل الشعر إلا في حدود ما أنفذه في أبواب ممارسة الحياة.. على أنني لا أخلو من ((المضغ على جنب أحياناً وعند الضرورة القصوى)).. فما أبرىء نفسي ككل وبشكل عام..
وفي ظني أن الأديب الكاتب أو الشاعر يفقد قيمته وتأثيره عند قارئه حينما يجد القارىء أن البون شاسع في مجال التطبيق سلوكاً في الحياة وممارسة لها بين ما يقوله وبين ما يفعله..
وهنا سارع الشاب إلى التأمين على هذه النظرية مستشهداً هو ـ لا أنا ـ بفلان من الناس لم يفتر قلمه ولسانه من الدعوة لفضيلة واجبة.. ولكنه والشاب جار له يعرف أنه في سلوكه اليومي والبيتي أبعد ما يكون عن الأخذ بها عملياً من قريب أو من بعيد!.
وعدنا إلى موضوعنا صلة بين حديثي عن التفاؤل ونقلي بعض أبيات من قصيدة الشاعر المهجري إيليا أبو ماضي في فلسفة الحياة.. كن جميلاً تر الوجود جميلاً.. ومعارضاً لها بحلمنتيشية وردت بها زخرفة الحديث هذه الأبيات:
إن سر البلاء في الناس ناس
تتجارى خلف الفلوس.. طويلا
وترى القرش في الجيوب وتعمى
أن ترى السن ضاحكاً وصقيلا
فتلحلح مثلي.. ولا تك بقفا
كل تبحبح أو كن خصيصاً نجيلا
بس فرفش.. فالفرفشاء مزاج
حير العلم.. عجلة والحسيلا
وازرع القلب اخضرا.. وطربا
فاردا ثوبك القصير.. طويلا
وهنا رويت له ولزملائه نادرة لا تحسن كتابتها وضحكنا بأدب.. ولكن من القلب.. ودخلنا ولم نخرج من بوابة التفاؤل الخضراء!.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :535  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 168
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.