لوسِرْنُ: حسبيَ من دنياك إلهامي |
بالشّعر ـ غالتهُ في الأيَّام ـ أيَّامي |
وبالجمالِ.. تعالى في معَارجه |
عن الجمالِ.. توارى خلْفَ آكامٍ |
وبالهوى.. راجفاً.. عزَّ البَيانُ به |
عن البيانُ لراوٍ في الهوى ظامي |
وبالأمانيِّ حرَّى في تواجُدها |
سجينةَ الصَّدرِ.. أو أسوارِ آلامي |
وبالدُّنى: صَفحَاتٍ: كم أقلِّبها |
عن همهماتٍ.. وترتيلٍ.. وأنغامِ |
حتى لقيتك: أصداءً مردِّدةً.. |
لما يردِّدُهُ حسْي ـ وإلهامي |
مُفتنَّةً بضروب الحسنِ.. ناثرةً |
ألوانه.. نهب غنَّاء.. وغنَّامِ.. |
للعينِ.. للسَّمع أصغى في تلهُّفه |
للشِّعر حيًّا ـ تسامى فوقَ أقلامِ |
أغضى.. فأضفى رُواءً من محاسنهِ |
عليك مجلوَّةً.. في عرس أحلامِ |
وهبَّ فاسْتَبَقَتْ آرابُ فتنتهِ |
منْثورةً بَين ضحَّاكٍ وبسَّامِ! |
هذيِ بحيرتك النَّشوى.. مصوِّرةً |
شتَّى المفاتنِ منها.. كفُّ رسَّامِ |
فالبطُّ يسبح مخموراً بجنَّته |
والطير يهزج.. تيَّاهاً.. بأنغامِ |
والغيدُ ألقتْ وشاحاتٍ مُهَفْهْفَةً |
إلى الحمائم حامت دون إقدامِ |
حول القواربِ تجري بالشَّباب جرى |
بالحبِّ منتشياً.. يسقى بلا جامِ |
وللأوزِّ نداءاتٌ منغَّمةٌ |
أصداؤها حركاتٌ بَينَ أقدامِ!!! |
هذي جبالكِ: لاحت في غلائِلهَا |
خلف السَّحائبِ.. أطيافاً بأوهامِ |
نامت على كتفِ الوادي يدثّرُها |
رَوْقُ الضبَّابِ.. باستارِ وأحلامِ |
بَين الرَّذاذِ.. توالى.. في تناثره |
في قطرةٍ.. قطرةٍ.. ذابت كأيَّامي |
نهْبَ الغرامِ.. وقيْدَ النَّار مشتعلاً |
أو الحنان هَمى في دفقهِ الهامي |
في روعة الأفقِ الفضِّيِّ محتوياً |
كوناً من النُّور.. لم يحفلْ بأجرامِ |
تعيش بَين صنوف الحسنِ ناطقةٌ |
أو غير ناطقةٍ.. مرفوعةَ الهَامِ!! |
هذي سفوحك غنَّت بَين أسورَةٍ |
من الزُّهورِ.. لأشياءٍ.. لأنسَامِ |
للزَّهر: فيضاً رقيقاً رفَّ مؤتلقاً |
في ثغر باسمةٍ.. أو عين بسَّامِ |
للورد: لاح حكايات معطَّرةٍ |
بالحبِّ: معنى تسامى فوق أفهام |
وطاف يمرحُ خفَّاقاً.. ومعتنقا |
في كلِّ قلبٍ بقلب هائمٍ حامي |
والسَّاحُ يضحك مزهوًّا بنضرتهِ |
على الضِّفاف.. لأقوامٍ.. وأقوامِ |
يمدُّ للعين.. أعياناً مُوَصْوِصةً |
ويختبي بَين أزهارٍ.. وأكمام!! |
لوُسِرنُ: جودي بما جَادت به ولنا |
منكِ المعَاني جرت في سَيلها الطَّامي |
واستلهِمي الحسنَ ألواناً مطَرَّزةٍ |
محت من النفس.. نشوى كلَّ آلامي |
واستذكرينا إذا غبنا.. ومجلسُنا |
لديكِ يرجفُ بالمرمى.. وبالرَّامي |
وذكَّرينا بما أودعتِ في كَبدٍ |
حرَّى! وبَين فؤادٍ ذاكرٍ دامي |
لوسِرْن: حسْبي من دنياك إِلهامي |
لا ينقعُ الغلَّ إلاَّ سحرُكِ الهَامي |
يا مسرحَ الفتنةِ الكبرى ـ مصفِّقَةً |
بالقلبِ أيقظته.. نامي به!! نامي!! |