شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرَّاعي.. والمَطَر
في ظِلاَلِ من الشَّجَرْ..
عند رَأْدِ الضُّحَى..
مَال.. وَاتَّكَى..
يشهدُ الدَّرْبَ.. مَاسَها
يَرْقُبُ الضَّأْنَ والْغَنَمْ..
في كثيرٍ مِنَ الْحَذَرْ..
بَدَوِيٌّ.. مِنَ الْجَبَلْ..
مِنْ نَوَاصِي ((كرا))..
هابطاً.. أَتَى..
((لِلْغدِيرَيْنِ)).. وَادِيَا
يطلبُ العيشَ.. رَاعِيَا..
ساقه الجوعُ والضَّجَرْ..
مَدَّ غَلْيُونَه.. لنا
ضَاحِكَ السِّنِّ.. كالْبَرَدْ..
قائلاً: يَا هَلاَ.. هَلاَ..
يا هلا.. حَيِّ مَنْ حضر..
وَتأَنَّى.. وَقَدْ عَصَبْ
قِرْبَةٌ.. في الْفَنَنْ..
ودعانا لما سكب:
لِقليلٍ من اللَّبَنْ ونثَارٍ من العِنَبْ..
خَافِضَ الطَّرْفِ هَامِساً:..
يا عَرَبْ.. عاش من عَذَرْ..
وانْطَرَحْنَا.. قَبَالَه
نسمعُ الْقَولَ.. والْحَدِيثْ..
عَرَبيًّا مُحَرَّرَا..
وَأَداءً مُصَوَّرَا..
ما سمعنا ((بِمَكَّةٍ)).. مثلَه.. من زمان..
إنَّهُ.. إِنَّهُ الدُّرَرْ..
إنه مِنْ ثَقِيفْ.. وَابْنُ عمِّه ((علي)): عَامِلٌ بالْحَسَا..
يَمَّ أهل الْقَطِيفْ
في بِلادٍ.. وَمَا اسْمُهَا؟!
إِسْمُهَا؟! إسْمُهَا الْخُبَرْ..
وعلى غير موعدٍ..
قد أتى ((السائِقُ)) الشُّجَاعْ
بعد حينٍ.. من الزَّمنْ..
يهبط ((الرَّيعَ)) والقَنَنْ
((بالشِّفُرليه)) بالْمَتَاعْ..
بعد أن أَصْلَحَ ((الْكَفَرْ))
فاسْتَضَفْنا.. بِدَوْرِنا
ذلك الرَّاعِيَ الكَرِيمْ..
قَدْ تأَبَّى.. وما أَبَى
ما اجْتَلَى.. مِن نَعِيمْ..
والتقى البدو والحضر..
وعلى حِينِ غرَّة..
صاح ((يَا رَبْعُ)) قَدْ بَدَتْ
مُزْنَةٌ ثَرَّةٌ.. بَعيدْ..
قالَ مَنْ قَالَ.. والْتَفَتْ
أَيْنَهَا؟ أَيْنَ مَا نُرِيدْ..
قَالَ: مَدَّ النَّظَرْ..
واسْتَبَانَ الْغَمَامْ
واسْتَطَبْنَ الْمقَامْ..
تَحْتَ سَقْفِ الْعَريشْ
نَرْمُقُ الْماءَ.. والنَّسِيمْ.. في الجِنَانْ..
عَانَقَا الْخُلْدَ.. مُسْتَدِيمْ.. يَلْعَبَأنْ..
في اصْطِفَاقٍ.. وفي خَفَرْ..
وَالنَّغاري.. تَجوبْ
وَالْقَمَاري.. تَلُوبْ..
بَيْنَ خَفْقٍ.. يَذوبْ
في ثُغَاءِ الْقَطيعْ..
مَا انْقَضَى.. مَا وَنَى.. مَا فَتَرْ..
وَالْحَدَادي.. تَدُورْ
وَالْقَطَا.. والصُّقُورْ
حَوْلَ بابٍ.. وَسُورْ
وَاسْتَكَنَّ الْجَمِيعْ
خَلْفَ غُصْنٍ.. وَرَا حَجَرْ..
وارْتَحَلنا.. وقد بقى
ذِكْرَيَاتٍ تَنَاثَرَتْ..
في الْبَوادِي.. عَلَى الْحَصَا..
رَاعِياً.. يَقْرَعُ الْعَصَا..
جَارِياً.. سَابَقَ الْمَطَرْ..
في كَثير مِنَ الْحَذَرْ..
يَجْمَعُ الضْأْنَ. وَالْغَنَمْ.. !!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1551  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 232 من 283
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج