شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بسم الله الرحمن الرحيم
فَرحَة العودة إلى مكّة
هذه البلدة فيها أقربائي
وأبي منها وخالي وانتمائي ..
كيف أسلوها؟ أأسْلو جنّتي
جَنّة طابت بخير الأنبياء ..
فتحت عيْنيْ على كعبتهَا
وارتوت من منهل النور دمائي ..
وسَقاني الله من زَمْزَمها
شربة أذكت فؤادي وذكائي ..
فوق هذا الرمل من أحيائها
كان لَهْوِي واعْتزازي وانتشائي
كم سرحنا صحبة مختارة
تنشد الألحان في سمع الفضاء ..
كم شننا غارة وهميّة
نتبارى في "قشاع" واعتداء ..
إنّه اللهْو الذي تعشقه
فتية الحارات أبطال اللقاء ..
"عبد باب" "عبد مشبك" إنها
عَزوة (المشكل) في ساح البلاء ..
يا لها ذكرى بنفسي ما أمحت
يا رعى الله زمان الأبرياء ..
حارة الباب أذكريني إنني
ذلك اليافع موفور الإباء ..
كنت في الحارة أمشي عنتراً
أترك الإحرام يجري من ورائي ..
أسرع الخطو وطوراً أتهادى
والعصا البتراء يخفيها ردائي ..
يا لأيّاميَ ما أحلى الصِّبا
إنها أسعد أيام هنائي ..
يا لبشراي وهذي فرحتي
فرحة شاعت بأهداب رجائي ..
عودة النازح أضناه الجوى
وانثنى يرفل في برد الرضاء ..
ويح هذا الدهر كم جرعني
كأسَه المترعَ من ذوب الشقاء ..
طفت بالدنيا فما طمأنني
غير أهلي وَصحابي الأوفياء ..
طفت بالدنيا فما هدهدني
غير داري في ربوع الأنبياء ..
ما فرنسا حيثما عشت بها
غير سجنٍ مرفدٍ من كل داء ..
كلّ أوربَّا ظَلام دَامس
أسود الآفاق موبوء الفناء ..
بئس أيّامي التي ضيّعتها
في بلاد لم يطب فيها هوائي ..
ها أنا قد عدتُ يا أُمّ القرى
فابعثيني بعثةً تحيى ذمائي ..
حيث قد أرضعتني ذوب صفا
ليتني يا أم في شرخ الصباء ..
جددي عمري الذي ضيعته
وانفثي العزم بنفسي ذا مضاء ..
هَدهِديني فالنّوى لوّعني
لوعة غالت شموخي وإبَائي
ضمدي جرحي الذي سال دماً
وتنزى دافقاً بالكبريَاء ..
وأنا إن شخت لم أكبر على
عطف أم فيه عزى وارتقائي
إخوتي حَولي وإني بينهم
راقص الغبطة أشدو بغنائي
هذه البلدة فيها أقربائي
وأبي منها وجَدِّي وانتمائي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :632  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 132 من 173
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.