تفتق عن راحتيها الصباح |
وشعشع في شفتيها القمرْ! |
وأزهت بها الشمس فوق البطاح |
وجنَّ بها الليل حلو الصور |
عذيري هل يبلغن النشيد |
رؤى "مكة" أو تحيط الفكر؟ |
أسود غطاريفها المعلمون |
ميامين في كل ناد شهر |
تدين لهم يعرب من قديم |
بصدق السماح وزاكي السير |
وفيها انجلى الحق للعالمين |
وفاض الضياء بها وانتشر |
بها كعبة الله طافت بها |
قلوب تحن، وأزهت عصر |
هيا (جبل النور) كم ذا شهدت |
من المعجزات وكم ذا ظهر؟ |
تحدث ففي الغار شع اليقين |
وقد تنطق الذكريات الحجر |
أيا قمّة فوق هام الخلود |
سمت بسناها الشذي العطر |
إذا ما ارتقيت إليك انطوى |
بحسي الزمان وكل البصر |
وخففت وطئي أن يستقر |
أما سار فيك نبي البشر؟ |
وكم قد تعبد ثبت الجنان |
يزين محياه أسمى أثر |
إلى أن أطلّ على الكائنات |
كإطلالة الفجر بعد السحر |
أطل وفي بردتيه الضياء |
ونبع من الحق عذب السور |
أمكة فيك انطلاق الحنين |
وفيك الشعور لمن قد شعر! |