شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مكّة المكرّمة
مكتي أنت لاجلال على الأرض . يدانى جلالها أو يفوقُ!
ما تبالين بالرشاقة والسحر .. فمعناك ساحر ورشيق!
سجدت عنده .. فما ثم جليل سواه .. أو مرموق!
ومشى الخلد في ركابك مختالاً .. يمد الجديد منه العتيق!
أنت عندي معشوقة. ليس يخزي العشق منها ولا يضل العشيق!
ما أباهي بالحسن فيك .. على كثرة ما فيك من مغان تشوق!
أنت قدس. فليس للهيكل الفاني بقاء ـ كمثله ـ وسموق!
كل حسن يبلى. وحسنك يا مكة ـ رغم البلى الفتى العريق!
درج المصطفى عليك فأغلاك .. وأغلاك بعده الصدَّيق!
وشكول من الرجال. سبوق. جد من خلفه .. فجلى سبوق!
إن أرادوا القتال أرجفت الأرض. وضاقت على العدو الطريق!
أو أرادوا السلام رحب بالسلم .. عدو أصابه التمزيق!
كان في الله حربهم والعداوات .. وفي الله سلمهم والوثوق!
رب صخر في بطن واديك ـ يا مكة ـ يهفو إليه غصن وريق!
لست وحدي متيماً. فالملايين. فريق يمضي. فيأتي فريق!
تتوالى عليك منهم صبابات. فيصغي لها الفؤاد الرقيق!
ليس فيك الدلال يوحي به الزهو. ويغرى به الجمال الطليق!
لم تزهين؟ رب زهو من الحسن .. تجلى به علينا العقوق؟!
وعتى من الجمال .. تحداه .. أسير .. بحبه موثوق!
إن حسناً يكبل العقل والروح. لحسن ـ وإن أنال ـ حنيق!
قد تركت البريق للبلد الخامل. ماذا يجدي عليك البريق!
وتمخضت عن فخار طوى الأرض. وما احدبت عليك العروق!
أين منه الكلدان ـ يا مكة الخير ـ وأين الرومان والإغريق!
والبلاد التي تتيه. أجاءت؟ بالذي جئت؟ أم هو التلفيق!
ما يقيم الولود تخصب للناس ... مكان العقيم. إلا الصفيق!
إن غمطنا الحقوق ـ يا بلد الطهر ـ خسرنا وأنكرتنا الحقوق!
إن جرحاً يصيبنا من تجافيك ـ وما تفعلين جرح عميق!
قد شربنا من السلافة فتياناً. ونحن الكهول. ما نستفيق!
ذاقها قبلنا الكرام فقالوا. أين منها. ومن شذاها الرحيق!
نجد الأنس في رحابك ـ والبسطة ـ حتى كأننا ما نضيق!
ويشد القلوب نحوك ـ يا مكة ـ حب يطوي القلوب وثيق!
ما نطيق الفراق عنك ـ وهل يحمل قلب في الحب ما لا يطيق؟!
لك فضل على المدائن ـ يا مكة ـ ما يجتويه. إلا المروق!
أين منه فضل المدائن يخلبن؟ وأين الإغراء والتشويق!
أين منه الغدير والروض، والعزف. وأين الطلاء والتزويق!
إنما الحسن في النفوس. فما يعشق ثوباً من الخيوط المشوق!
أترانا من الثرى. فإذا الروح غريب. والحسن جسم مشيق!
لصقت بالتراب أجسامنا الغلف. فأهوى إلى اللصيق. اللصيق!
يا نفوساً تطوف بالبيت لولا. حرمة البيت ميزتها الفروق!
أنت لولا الإسلام. كنا نرى السباق منه. يفوقه المسبوق!
ما تأنّقت في المقال .. ففي سحرك معنى ـ يعي المقال ـ أنيق!
واللسان الذليق ـ يعجز أحياناً ـ إذا أحصر اللسان الذليق!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :833  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 101 من 173
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج