شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رُقَدي .. لأسباب!.
قال الشاعر أبو الأحلام الجداوي بعد أن أصبح مهاجراً من داره بالعلوي إلى أحد المقاهي المعمورة بطريق المدينة المرصوف .. أسباب هجرته المومى إليها .. في القصيدة السعودية المشهورة والتي سرقها بنفسه .. وتغنى بها الفنان المقيم في لبنان السيد فهد البلاَّن .. في أسطوانة غمرت جميع المقاهي والأسواق .. في كل العواصم العربية .. وفي بعض الروايات، والأجنبية أيضاً. ـ
"نالت على يدها ما لم تنله يدي
نقشا على معصم أوهت به جلدي"
واستفردت بي وقالت في ملاطفة
والله إنك بعد الله .. لي سندي
وطقطقت لي أصابيعي مكبسة
ضهري .. ومن خرمي قد فصفصت عقدى (1)
وحرشتني على أمي .. موكدة
بأن أمي تشوف البخت في البلد
وأنها كشحت يوماً لنا ودعاً
رمته باسمي محدوفا بطول يد
وسطحت بأعالي الصوت قائلة
لزوجتي. في كياد شَفَّ عن كمد
بأنني سوف أقضي العمر في قرف
وسوف أفضل محروماً من الولد
وربما في ربيع بعد عودتنا
من المدينة. أوفي النص من جمد (2)
أرمي عليها يمين الله واحدة
وربما كانتا تنتين في العدد
وإن بقينا معاً بعض إلى رجب
فسوف أنصاب في مالي وفي جسدي
وسوف أفتح دكاناً بحارتنا
أبيع جبناً ومشافيه .. كالصمدي (3)
وسوف يفرح إبني يوم دخلته
على الجديدة .. بين السبت والأحد
ونهنهت بعد هذا الهرج باكية
وخبطت صدرها .. من شدة الحرد
وقالت إسمع كلاماً واحداً فقطاً
لا فيه روحي .. تعالي ـ كف دي مع دي (4)
يا أَمَّا أبقى أنا في البيت ربته
من غير أمك رأس الشر والنكد
يا أَمَّا أمك تبقى فيه راقعة
بالصوت ضاربة بالعود والعمد (5)
فقلت يا ست عيني .. يا حبيبتنا
يا زوجتي يا قدوم السعد من مدد
دَحِّين ازهم أمى أو أقول لها
قدامك الآن .. ما يرضيك يا كبدي
وحين حست بما يجري هنا دخلت
أمي علينا .. ومطت بوزها العقدي
وقالت .. إن شا الله ما أوعى أشوف لها
وجهاً ويأكل دود الأرض من غددي
ما قلت .. يا ولدي شيئاً يزعلها
ولست أعرف فتح البخت كسر يدي (6)
لكن لأجلك حتى لا تقول كدا
ولا كدا .. سأسيب البيت. بعد غد
إلى الرباط .. ويا ربي تريحني
من عيشة .. ما بها راحا .. ولم أجد
لقد أراني أبوك الغلب من قدم
في البيت منفرداً .. أو غير منفرد
وجيت أنت .. عشان اليوم تطردني
في ليلة النصف من شعبان يا ولدي
طرد الكلاب لأجل الست حرمتكم
بنت الأصايل يا سيدي .. فخل يدي
وكيف أخرج والدنيا ممطرة
زي المرازيب .. بين الثلج .. والبرد
وصنقرت وتولت وهي زاغرة
لزوجتى .. ونضت كفاً كما الزرد
وأسرعت بيد المهراس ضاربة
كتفي .. وقالت خذه .. ثم زد
فإنك اليوم دلدول له ذنب
وقد عرفتك طرطوراً .. بلا عقد
أهذه مرة .. يا بئس من مرة
تهين بالكذب أم الزوج من حسد
وحقها أن تخلى البيت نغنغة
حتى نقوم صلاة الصبح .. في رغد
فعصبت زوجتي في الحال مخرجة
من فمها زبدا .. ناهيك من زبد
وكنت من سابق طبعاً أعالجها
بالزار والزار ممنوع إلى الأبد
فبت بينهما في ليلتي عدماً
غلبان أفرع بين العود والوتد
وقلت بعد كلام ليس موضعه
صدر البلاد . فإني راجل بلدي
لا أنت خارجة .. لا أنت طالقة
أديني سبت لكم بيتي .. بلا مدد
وعندما سرت في وسط الزقاق دجى
قابلت عمك عثماناً .. أبا عبد
فقال والله حالي مثل حالتكم
لها زمان بنا أشفى على لبد (7)
عندي يسيدي حرما زي حرمتكم
كقول أمي .. وطول العمر لم تلد
غرامها النزلا ترضى به بدلا
عن المعيشة في .. سعد وبين دد (8)
وطبعها عسل إن كان مطلبها
يغيظ والدتي . من سالف الأبد
وعندك الخير .. عندي الأم شغلتها
طعن المدام: بحد القول: كالجرد (9)
نامت وقامت وجابتني لها ولدا
فرداً .. وتاهت على المرحوم بالولد
وكرنكت يومها بالبيت جالسة
وبلطت فيه .. لم تنقص .. ولم تزد
فقلت يوها كأن الحال منتشر
وسط البيوت .. بلا عد .. ولا عدد
كأن تل أبيب في غوائرها
كأهل حارتها . في اللد .. أو صفد
كأن بن غورين أو كل بشكته
عاشوا بها عمداً .. من أسوأ العمد
هذه حكايتنا في البيت قد نظمت
أبياتها .. برداً من أحسن البرد (10)
وها أنا الآن مرزوع بغير غطا
أشكو لك الحال في القهوا وأنت كدي (11)
من يومها سبت بيتي يا أخي قرفا
من يومها..وأنا في قهوتي ..رقدي (12)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :721  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 173
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.