شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
آباء .. وأبناء
قال أبو العيال العم عبد الباسط القماش، والمشهور بولعه بدراسة الأدب المقارن مفاضلا بين أولاد الأمس وأولاد اليوم في قصيدة مسرحها من ثلاثة أبواب.
ـ 1 ـ
ولقد نتشت الواد حتة علقة
لما أتى للبيت "بعد المغرب"
وشقرت عيني صارخاً في أمه
لما جرت نحوي .. بفردة شبشب
لأقول سيبيني أربيه كما
ربيت في الماضي بأسلوب الأب..
ـ 2 ـ
كنا نعود إلى البيوت ولم تزل
للشمس فضلتها التي لم تغرب
فإذا تأخر واحد من بيننا
بعد الغروب فياله من مذنب
البيت كل البيت يفضل واقفاً
فعلاً على رجليه .. من فعل الصبي
فالأم ترجف والبنات وراءها
وبقية الأولاد .. خلف الموكب
وأبي يصرخ والمداس مشرع
في كفه "رمحاً" كذيل العقرب
فالخيزرانة قد رمتها عمتى
في وسط زيرفى الطهارة مغربى (1)
والوالد الغضبان يبحث هائجاً
عنها .. وعن ولد جرى كالأرنب
متهزهزاً متنافضاً متأثراً
ومعكنناً في ثورة المتغضب
متعثرا بجِلالة .. أو حنبل
يجري هنا .. وهناك غير مشقلب
ما بين ماسك وسطه متشفعاً ..
أو بين مكفى عليه مطبطب
أو بين حامل شربة في كفه
يسقيه بق الماء مثل المحلب
ولقد يبوظ عشاؤنا متناثراً
في صفة .. أو مجلس متكركب
ونبيت جيعانين إلا قطعة
من لبة .. أو رشفة من سحلب
إني لأذكر والدي ووقوفه
ما بيننا كالسبع وسط السبب
حتى الجفافين التي في فمه
قد شفتها لزمت حدود المشنب (2)
كنا كذلك حشمة وتأدباً
من بيتنا للبيت دون تغيب
ـ 3 ـ
واليوم لا ولد يعود لبيته
في الموعد المتناسب المترتب
ولربما طلع الصباح وقد أتى
بالثندر المكشوف غير محجب
متمطعاً متفصعناً متسحلباً
في أوضة الأولاد زي الثعلب
فإذا تجرأت الولية أمه
بسؤاله سيجيب دون تأدب
إنى على كيفى أعود فجيلنا
حر .. وليس كجيل بابا الطيب
أنسيت ياستى الدروس وكربها
والامتحان بهمه المتشعب
إن المذاكرة الطويلة تقتضى
منا البقاء بأي بيت أقرب
كنا لدى سامي أنا وحمادة
وعزيز مع أستاذنا عبد النبي (3)
دقي لنا التليفون كي تطمني
فلقد نسيت أدقه في المغرب
أو فاسألي عني أباي فربما
يا نينتي يدري .. ولا يدري أبي!!.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :757  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 25 من 173
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.