شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من الأرشيف
بمناسبة عودة وفد جامعة الملك عبد العزيز الأهلية بجدة من الطائف الثلاثاء 26 ربيع الأول عام 1384 هجرية واحتفالاً بيوبيلها الفضي لليوم الثلاثاء الموافق 26 ربيع الأول عام 1409 هجرية فقد بعثنا مندوبنا فوق العادة الشاعر المعروف الأستاذ حافظ إبراهيم نيابة عنا في المشاركة بأفراح الجامعة المومى إليها:
وقد استطاع الابن حافظ حفظه الله أن يغافل المدعوين وهم على المائدة وأن يتسلل إلى قسم الأرشيف بمستودعات الجامعة: وبعد تقليب في الوثائق التاريخية والأوراق القديمة عثر بطريق الصدفة على هذه الرسالة النادرة التي بعثت بها جريدة البلاد المدورة في ذلك الحين إلى شقيقتها جريدة المدينة المنورة:
وإليكم نص الرسالة النثرية كما وردت في الأصل المحفوظ بالأرشيف
أختي العزيزة المدينة:
علمت الآن بعودة الوفد من الطائف الجميل. ولهذا أبعث إليك بغطاريفي القلبية على هذه الخطوات الأولى في المشوار الطويل. ويسرني جداً أن أمسك لك يا أختي العزيزة القفة من أدنها الشمال فالقفه أم ودنين لازم يشيلوها إثنين كما تقول أمثالنا البائدة في سابق العصر والأوان. وإنني على أتم الاستعداد لأن ألضم لك الإبرة كلما احتاجت الأخت العزيزة إلى تفصيل فستان جديد مثلما تفعلين معي ويفعل كذلك شقيقاتنا الآخريات فكلنا يا حبيبتي أخوات لا فرق بين أختنا في منطقتنا الشرقية أو في منطقتنا الغربية .. فالصبا مثل البحري .. مثل الشمال .. وأكتب لك الآن والمطرة نازلة وأنا شايفاها من البلكونة وقد ناديت على عمك عبد الله دباغ وأخوك أحمد جمجوم والزملاء علشان يقطفولك وحدة مشمشة من البستان .. وسيبيكي يا أختي من الناس اللي بيقولوا "في المشمش" وكمان من الناس اللي بيقولولك عبي الحطب قبل ماخطب وربنا يتمم أفراح الجميع ـ أختك ـ البلاد.
هذه وقد استطاع ولدنا حافظ إبراهيم أن يترجم ما في هذه الرسالة من النثر القديم إلى الشعر الجديد المحفوظ بدولاب المحفوظات المدرسية بجامعة الملك عبد العزيز الأهلية لعام 1384 هجرية:
"الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق"
"أولاده كبناته .. ورجاله
كنسائه .. في حلبة وسباق"
ساروا على درب الحياة كأنهم
في الفجر بالطابور في قشلاق
الكل في الصف الطويل مشمر
في البيت في الحارات في الأسواق
سيان زالط جبنة بفطيرة
حافا.. ولاهط كفتة برقاق
حملوا المساحي في اليمين ليحفروا
ساساً غويط الحفر في الأعماق
ورموا الحجارة والحداد تشعترت
ما بين طاق في الطريق وباق (1)
يبنون جامعة لنا أهلية
بيضاء طائرة .. كوز عراقى (2)
مسمية باسم العزيز بقومه
عبد العزيز الشامخ العملاق
في جدة بنت البحور تدهلزت
في البر للحرمين مثل زقاق
ممتدة الأسياب طيبة الهوا
من كل شباك وكل طياق
مفتوحة الأبواب من خوخاتها
مر ابن شدياق وبن مرشاق
مرفوعة الأطناف غطرف فوقها
الأهل والجيران بين عناق
فكأنها وكأنهم ما بينها
أبناء بيت واحد متلاقى
وكأن بعض بني أبي وبناتهم
سكنوا الجزيرة عند واق الواق
يا أيها الماشي على أطنافنا
ما بين كحكحة .. وبين زعاق
درِّج على اسم الله موزون الخطى
متشعبطا .. أو ماسكاً بخناقى
هيهات نمشي في الطريق لوحدنا
من غير بنزين .. ولا سواق
دع عنك من مد الحبال معنقلا
من مر بين الحبل والأطواق
فلقد مررت أنا على دكانه
وشربت بَرَّاداً بغير مراق
ونغزته في بطنه وزغدته
في جنبه .. ونفخت في أبواقى
ومرصت منه الأدن قوالاً له
لا . لا تمد السمع للقلاق
كالحافظ بن الحافظ بن عَليَّة
وابن المدينة .. نخلة وسواقي
لما قرا ألفية مشهورة
منظومة منثورة الأوراق
أهدى أبوه له المسا في غفلة
منا .. هدية والد مشتاق
زنبيل زهو لا يخالط زهوه
جادى على برنى ـ على الإطلاق
وإذا تبرع في الصباح محمد
بو بكر .. باخشب .. بغير نفاق
بالواحد المليون بات مسبحاً
لله .. بالأوطان ـ للخلاق
قام الرجال ـ ونام خلف زوالهم
من عاش بين زواله البرباق
يندس في طرف اللحاف مبلبصا
أو غارزا عينيه . في الأطباق
بين البنوك تكندشت أرجاؤها
عند المعارض حلوة المعلاق
فوق المكاتب فتحت أدراجها
تحت المباسط حرة الأغلاق
في كل منعطف .. وكل حنية
من صادق أو كاذب الأملاق
من ضارب ودعاً يخط مشاركاً
في الغيب علم الصادق المصداق
أو ضارب بقا يكرر قائلاً
شغل العيال بضاعة البقاق
يا ناثراً يا شاعراً بالمغص بل
يا أيها المفتاق للمفتاق (3)
قل للذي شنكلته متعكبلاً
في القول ملفوفاً ببعض طماق (4)
الجامعات كما الجوامع في الهدى
في النور منطلقا بغير وثاق
دفنت نعوش الجهل تحت رجولها
بالعلم محمولاً على الأعناق
إن العيال تخرجوا من بينها
لهمو الرجال بقية وبواقي
والعابدات القانتات تهجداً
للصالحات محطة الأشواق
من حب أبناء العلا وبناته
أغلى لهم ولهن خير صداق
يا أيها المتبرعون مكانكم
في الصف سباقاً ورا سباق
كونوا جميعاً في الزحام سوية
للخير دون تراشق وشقاق
متسابقين على الجيوب جماعة
أو راكبين زوارق الأخلاق
مترصرصين على الحصير تواضعاً
أو فاردين مفارش العشاق
أو واقفين لدى المراية لم يزل
صالونها المفتوح للطراق
من ناتف ذقناً بغير حلاقة
أو بالل رأساً لدى الحلاق
ما عاش من عاش الحياة .. رحيبة
متلسلساً في السيب .. في الأنفاق!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :744  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 173
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.