شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فركة كعب!؟
كتب إلينا مراسلنا الطالب فضل الرحمن .. بعد أن ظهرت بوادر الضعف في النتائج الأخيرة من العمود الفقرى على جميع الطلبة الأذكياء والأغبياء .. الفقراء منهم والأغنياء .. وانضح قبل الكشف والتحري أن هناك غلطاً في الحساب. أو ضعفاً هزيلاً في الأرقام .. يستدعى كلاهما طلب أقرب بواب لفتح باب الدور الثاني على كراستيه من الجلدة للجلدة .. مع هدم البعجة البارزة من الركن الغربي من قاعدة أن السقوط من الدرجة في مادة واحدة يستدعي السقوط من البسطة من الدور الأول وطيلة عام واحد مقداره ثلثمائة وستون يوماً أو محراها ستروح بلاشاً في بلاش في بلاش.
ويقول المراسل المذكور أنه بعد ما سلف قابلت الورع مالك بن أم مالك بالولادة بالطبع .. والذي كانت عائلته تقطن أيام عميدها "محلة المظلوم" ثم أصبحت مهاجرة كثيرة التجوال بين جرول .. والمثناه .. وقبا .. وعرعر .. حتى استقرت بعد وفاة المرحوم في ديرة بني مالك ..
وما أن وجهت إليه هذا السؤال الأول والأخير وقد ظهرت عليه بوادر الشيخوخة .. حتى اندفع من وراء الخدر ساحباً أمه وراءه وهو يصول ويجول ويدعو بالويل والثبور على ماضيه الذي ضاع .. وحاضره الذي تبحور ..
وما أن نثر كنانته حفظه الله لأمه ولأخواله من بعده حتى انتقينا منها بعض الذكريات الطريفة عن طفولته في المدينة ـ فاخترنا له شيئاً من أيام الهجولة وشيئاً من أيام الدراسة المنتظمة بمدرسة الفلاح الأولى راقنا بها بعض ما يستحق الذكر لأبناء الجيل الحاضر وقليل من النصائح الغالية والمقترحات البالغة الأهمية والحفاوة بها دون علم أو إلمام تام ..
ولما كان رعاه لله لأمه ولأخوانه الصغار فهو ابنهم البكرى ساقط كفاءة بكفاءة ممتازة هذا العام فقد أخذ يصيح وينيح ونحن نمسح الدموع المتسرسبة على خدودنا والمغبشة لمناضرنا في صبر واستشهاد .. ولكن ما أن طال علينا الحال حتى ناولنا والدته المشعاب فأخذته أم مالك وانهالت عليه به في سكون ووقار ـ ثم مشت تدلف إلى الخدر في غيظ مكتوم وإستحياء مكشوف.
هذا وقد صاح بها ابنها الشحط سائلاً إياها الوقوف بجانب البئر الملاصقة للدار المملوكة لبنى فهر والتي يحدها طريق الأسفلت من جدة غرباً ـ ومحرقة سيارات بن لادن جنوباً ـ والخلا الخالي شمالاً بقبلة .. ويبلغ عمق هذه البئر ثلاثين متراً وثلاثة أرباع السنتيمتر ـ ويمكن تكسر حسابها بالذراع الشرعي لدى محكمة الرويس العليا.
وها نحن نتحف القراء بصورة من هذا الصك الشعري متمنين لهم التمتع في سرور بالغ بقراءة هذه الحجة المخضرمة الغراء:
ألا دلدلي الحبل يا أم مالك
لأشرب بعض الماء من أسفل البئر
فما ترك الخلان إلا شوية
ويا دوبها تطفي الحريقة ـ في صدري
فإن تذكريني بعد خمسين حجة
ألا فاذكري المرحوم صاحبنا القمري (1)
ولا تسألني أين كنت فإنني
تركتك مجبوراً على الترك والهجر
لقد عشت أيام الطفولة في الخلا
أصيد الدَّبا دون الجرادة والنغري
وأسرح بالأسواق في كل حارة
لدى رمضان طيب الاسم والذكر
وفي كل عيد أركب اللوح نافحاً
رفيقي .. إن لم يمسك الحبل بالضفر
رعى الله أيام الكبوش كما رعى
بلعبتنا الشبرين .. تنقز بالشبر (2)
ولاحط في هدى المداوين خيطها
مفرفرة كالجسم في حزة الظهر
ولا جعل الدوم القديم هوايتي
ولا الكبت المحدود بالشخط كالمتر
فقد كنت يا أماه خير مطارح
بباطين أو باط اعتقل سي فخري (3)
واصقع بالكف الولاد تورمت
خدود لهم حمراء .. فاصرخ أو أجري
فيفزع لي في الحال أولاد حارتي
عيال تجاروا في الأزقة كالمهر
عيال لهم مني التحية والهوى
ومنك دعاء بالهداية والستر
فقد يشربون الماء من شُعْرِ قربة (4)
تنزنز .. والسقاء لاه عن الأمر
وقد يأكلون الموز يوماً بقشره
وقد فهمو أن الحلاوة في القشر
فقومي وصلي الركعتين وسبحي
لرب الورى ـ رب الفراشة والنسر
وقولي لهذا الجيل أبناء أمتي
بني وطني أبناء عمي أو صهري
ألا فاحمدوا مولا كمو يا بزورتى
فحبحبكم حال .. وخال من البذر
فلوس لكم قبل الدروس وبعدها
فلوس ـ وعز شامخ الجاه والقدر
تعيشون في كل المدارس مبلشاً
وباليونيفرم الحلو تمشون كالطير
وعشنا على الفيات (5) تكسر ظهرنا
ويا ويل من عاش الحياة بلا ظهر
وبالأتوبيس الفخم رحتم وجئتمو
فلا تعرفون الشمس في الصبح في العصر
وكنا نصلي الصبح والله حاضراً
لنلحق ميعاد المدارس ـ من بدري
نمد إليها الخطو سيراً على الحفا
وإلاّ على بطن المداس لها نجري
وشتان من هز المواتر راكباً
ومن جاء محمولا على المدس السمر
فطف برجالات المعارف يا فتى
وكندش لهم لفظا تكندش بالشكر
وقل للذي أمسى وأصبح قافلاً
عليه دراف الباب في زمن الحر
كلام جميل بس لابد بعده
لنا من مجاراة الحضارة ـ في جهر
نريد مزيدا من عنايتكم بنا
تغيظ الأولى عاشوا المدارس في فقر
أعدوا لمبروك وسلمى ومسفر
مدارس شتى في القفار وفي الخدر
فانهموا منا اللباب كما النوى
كما بزرة الجمار ـ كالعطر فى الزهر
حرام علينا أن يطلطل بدونا
علينا بشطب الباب يفتح في السر
كذلك عبوا للصناعة أهلها
فقد بدأت فينا طلائعها تغري
وقولوا لأرباب المطابع حضروا
كراريسنا بدري .. فكم حضرت وخرى
وفكوا .. وفكوا .. ثم فكوا مدارساً
فمن فكها صك السجون مدى العمر (6)
ونقوا لنا خير الأساتيذ إنما
بأستاذنا تأتي نتائجنا ـ دغري
فقد كسرت هذه النتائج خاطري
سقوطاً وأوراقاً وشيئاً بها يسري
دعي الطابق المستور فيها موارباً
دعي الدور يأتى ثانياً واسع الصدر
ولا تزعلى في الحق يا أم مالك
على راسب قد جاب صفراً على صفر
فما ضره إلا اللغات ضعيفة
وفركة كعب في الحساب وفي الجبر
ورب جواد قد كبا كان عذره
وأنت به أدرى أخس من العذر
ومن أعجب الأشياء أن تفصل الفتى
إذا سنة فاتته .. مدرسة الثغر
سليها لماذا كان هذا يا دَلْعَدي
ففي جسدي منها الحبقبق يستشري
وقد بت أدعى ساقط الثغر حاملاً
وراي كراريساً من الشخط والنهر
دعيني .. دعيني لا تلومي فقد بدت
على كما شفتى الشقاوة من صغري
وخاصمني الدهر الخؤون مبسبسا (7)
وقد قال لي "بُرِّيه" منك ولم أدرى
فبت قعيد السطح عند جماعة
لبانتهم مضغ اللبان ـ من الشحر
أصحصح إن جاء الفطور وأن أتى
إلينا الغدا بربقت بالنظر الشزر
فإن كان مبشوراً وقفت مباشرا
وإن كان راص مندى نتفت له شعري
وإن كان يا أماه عيشاً وجبنة
مسحت له التختا .. وقلت لها أقري
فما أهمل الطلاب أو حط قدرهم
سوى السندوتش الحاف في آخر الدهر
 
طباعة

تعليق

 القراءات :727  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 173
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.