شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صحن اليوم
استمع الآن لنشرة الصباح الباكر وعلى الريق مندوبنا الإذاعي الأستاذ حنجيصا.. وكان يرافقه على حين غرة منه رفيق الطفولة وأخوه في الحارة السيد جابر الشهير بين العيال لجعلص السابع.. وقد حمل كل منهما المصنف والحمودي في طريقهما إلى الحلقة بعد أن أديا صلاة الفجر جماعة بالمعمار..
هذا ولم تكد تطرق مسامع الأستاذ حنجيصا وصفيه.. وصفة طبق اليوم حتى أطبق كل منهما على زمارة رفيقه المذعور من هول المفاجأة.. فاستنجد أولهما ضد ثانيهما بابنته الكبرى التي كانت تبربق لهما من طرف اللحاف فاتحة الراديو على مصراعيه.. وقال مخاطباً أياها في جوع واستنفار.. وبلهجة كلثومية ذكرهما بها وببعض المداخل والمخارج فيها أبو الزيادين الأول مقرعاً بينهما وقائلاً لهما رفقاً بالقوارير:
((ألا هبي ((بصحنك)) فأصبحينا
ولا تبقى خمور الأندرينا))
وسيبك من رجيم (1) طال حتى
عييت به .. كما أنا عيينا
وهاتى الفول مرشوشاً بسمن
ومعصوراً به الليمون حينا
وحطى جنبه الدُقَّا ـ وقرنا
رفيعاً من فلا فلنا .. ثخينا
وشيئا من طحينتنا .. عليه
فإن الفول يلحس بالطحينا
وصونى من تميزك ما تبقى
فما شغل "المنى" (2) منا .. وفينا
وجيبى العيش مفروداً ولفناً ـ
على أقراصه الطعمى .. سنينا
ولو قمرته لغدا تميزا
به الأوطان تفخر .. يا حسينا
وإن فردت يداك لنا فطيراً
خبزناه على عجل.. وجينا
فنظفنا الصحون بلا كلام
وقمنا حامدين .. وشاكرينا
أبعد الفول والمعصوب صبحاً
وأصناف المطبق تشتهينا
نفك الريق بسكوتا وشايا
وحتة جبنة .. لا .. لا دعينا
دعينا .. فالكلام له كلام
وهذا ليس شغل الأقدمينا
لعمرك إننا ضعنا وجعنا
وقد نشأ الولاد ممصرنينا
كذلك فالبنات معصصات
كأقلام من الأبواص .. لينا
فما خَلَّى الأجانب في بلادي
لنا .. لبطوننا .. لحماً سمينا
ولا الطبخ المسبك من قديم
ولا الأكل المتبل .. والثمينا
فأين اليوم قدر الست أمى
وخالتنا رُقَيَّا .. أو أمينا.؟
فتلك كتوفنا شحماً ولحماً
وتيك رقابنا حبلاً متينا
فللمعدوس مخمخ يوم غيم
معان تستبيك وتستبينا
به الفيتامين باء ثم حاء
وشين أعقبت في الحرف سينا
وللحوت المشرمل يا حياتى
وللمطفي حياة لن تشينا
وصياديتي الحمراء فن
على أرزازها الأولى ربينا
قفى يا بنت .. واستمعى إلينا
وحسبك من إذاعتنا .. رطينا
فقد وصفت لنا كبلاد برا
من الأطباق .. سلقاً أو عجينا
ومن مرق الهوا .. ما ليس يغنى
وليس يقيتنا .. ركنا مكينا
كأنا في أوربة .. أو أميركا
وإن أحسنت .. جاباناً وصينا
كأن الست سلفانا وسوسو
أوانك ـ يا هنا ـ هوهو ونينا
فروقي يا ابنة الجيران روقي
ووطي الحس منك .. وروِّقينا
وَعَلِّى صوت راديوكم فدوبي
أخذت على كلامك أسبرينا
وهاتى الصحن بيتياً وإلا
إذا ما جاء غربياً مبينا
بلاشى توزعيه بكل صبح
شمالاً "للجماعة" (3) أو يمينا!
يمينا لو سمعتك بعد هذا
تجيبي سيرة للكسفرينا (4)
فسوف أدق بابك بالإذاعا
وفي كفى الهريسة والطحينا
وأصناف العريكة والمربى
مفتقة (5) حكت في اللون طينا
وأخلطها مزاحاً .. بعد جد
متى رمشت عيون بني أبينا
بجاه الله خلوكم معانا
فنحن معاكمو دنيا .. ودينا!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :784  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 173
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.