شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رحلة الصيف
قال عنترة بن شداد العبسي متغنياً برحلته الصيفية في ربوع الطائف المأنوس:
هل غادر الشعراء من متردِّم
أم هل عرفت الدار بعد توهم
يا دار خالى بالحوية علمي
خالي ـ بأني قد وصلت، وسلّمي
فإذا تمحك في السؤال فغمغمي
وإِذا تلكلك في الجواب فنمنمي
ما جئت من عندي لعندي طافشاً
بل إن أمي أرسلتني ـ فاعلمي
ولقد رأيتك للمطار قريبة
قرب الحفائر من ضريح الأدهم
مثل الشبيكة من مخازن جعفر
أو مثل بركة ماجن من خندم
فحملت من شوقي إليكم شنطتي
وركبت من لهفي عليكم مقدمي (1)
هيمان لا أحد يقول لحضرتي
عَوِّدْ.. فلا درب أمامك يا سمي (2)
فرحان بالخال العزيز مصيفا
بالطائف المعمور مفتوح الفم
حتى إذا فصخت فيك عباءتي
والثوب مبلول ـ له لون الطمي
خالى رعاه الله قال مبرجلا
يا مرحباً بابن الشقيقة كلثم
قلت الحبيبة أختكم في مكة
تهدى السلام لكم بفردة معصم
توصي عليَّ بخير ما يوصى به
خالى على ابن الأخت .. لما ينسم
فالجو يا خالى بمكة شعلة
بسمومه المتلهب المتضرم
البوخ فيه كأنه لفح اللظى
والصهد منه كقرمة بجهنم
ولقد مررت بجدة فرأيتها
عرقاً يشرشر كالدلاء بزمزم
فعصرت ثوبي واللباس وغترتي
ونشرتها بالسطح فوق السلم
وشردت أطلب في المطار سلامتي
وطلبت في البوفيه.. ما لم يقسم
فإذا الحساب لدى الحساب فضيحة
للجيب .. لم يصرخ .. ولم يتألم
إنى غلطت به ورحت مُجَبِّياً
إن الجبا غلط الغشيم الأعشم
ولقد ركبت على السلالم خاشعاً
أتلو على الكونفير سورة مريم
فرصدتها بمكانها ـ فتصلبت
منها المراوح، لم تدر، أو تبرم
وجلست والركاب بين جنوبها
فكأنني .. وكأنهم في قمقم
حتى استعانوا في الأخير ببطبط (3)
شهم . . كشمطان اللحى متقدم
إن البطابط في مطارات الورى
فن الأعارب .. لا فنون الأعجمي
ما ضرهم يا خال لو عملوا لهم
تيستا (4) يقوم بها مقام المرهم
ولقد أتيتك في النهاية سالماً
حَرَّان .. جوعاناً .. ولما أكرم
قال الفطور مجهز . . ومواتري
بقراشها .. مرصوصة كالأنجم
وقفا عليك .. على أبيك ونسله
وابن السبيل .. وكل شخص مسلم
فاخترت واحدة .. وقد نقيتها
حمراء، فاقعة، بلون العندم
وذهبت أرمح ضارباً بوريها
عند اللزوم .. وعندما لم يلزم
وبرمت برمة من على خيلانه
بنزينه ـ وله الجبافى المطعم
لم أبق من كل الربوع جديدها
ومن الديار قديمها . . فالأقدم
فاسأل شهارا والسداد وقروة
ومنازل المثناة . . لم تتهدم
والشول، والمسيال تحت رقابها
والسوق مفلوتا وغير منظم
حتى الفنادق حرة هيئاتها
فيما تقرره . . لخير الموسم
قد زرتها للعلم مزنوقا بها
بحسابها . . احتجنا به لمترجم
إن مت في شبرا هوى بعقيقها
ودقيقها وهميسها المتبسم
وقطفت من عنقودها أعقابه
قطف المحب الشيء غير محرم
فلقد حييت على الخيال نديه
وطَلِيّه .. والرز غير مكمكم
بمرابع التوفيق (5) ، في بستانه
في البيت مرشوشاً بلون الكركم
فلربما صعد المحب إلى الهدى
وحبيبه في جنبه .. كالأبكم
سرحان فكر في الطريق مسفلتا
ومعبد الأطراف غير مكمكم
متذكراً عهد البهائم صاعداً
نحو الشفا.. في حيرة المحرنجم
أو هابطاً نحو السلامة من كرا
أو ساقطاً تحت البرادع يرتمي
إن الذي وهب الدروب حياتها
يستاهل القبلات من فوق الفم
يا حبذا الدرب الجديد على كرا
في صنعه .. في شكله المتكسم
كالموز مقشوراً وكاللوز الذي
في قشره .. وكما حبوب السمسم
إنى أحبذ أن يتم تمامه
كالبدر .. قبل سلوكه المترسم
لم لا يكون من العواصم بعضها
الطائف البردان لم يتسلجم
لا حاجة فيه إلى كنديشن
ومراوح بالسقف أو بين الدمي
لم لا أعيش بدار خالي دائما
في الصيف في المشتى وبين بني عمي (6)
يا دار خالى إن رحلت فغطرفى
وإذا جلست إلى الشتاء .. فبرطمي
وعلى العموم. فإنني لك راجع
فعمي مساءً دار خالى .. واسلمي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1641  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 173
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.