شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"21"
قالوا: عليك بضحكة الرَّاضي .. وإخفاء الجهامة
في كل ما أبصرت من خلل .. يقال له .. دعامة
أو شِمْتَ مِنْ قُبْحٍ .. تَرَبَّعَ عَرْشَ أَرْبَابِ الوسامة
إن كنت تنشد في الحياة .. حياة طُلاَّب السلامة ..
قلت: السلامة مطلب الشَّاكي إلى الدنيا سقامة
وأنا الصحيح .. برغم فقري .. وافتقاري للقسامة
والكاشف المستور فينا .. ما فَلَتُّ له زمامة
هيهات .. أن أحْنِي لغير الله .. أو للحقِّ .. قامة!!
* * *
"22"
قيل: هذا آمرٌ بالخير
.. نَاهٍ عن سواه ..
من عصاه اليوم
ساقته إلى الدرب عصاه ..
قلت: حكم الغاب
لا ترضاه بالحي الحياه
إنما تخشى عصا الرَّاعي
فَتَنْسَاقُ الشِّياه! ..
* * *
"23"
وقالوا: لهم الدنيا
فهم بالله كفار ..
وأما نحن . فالأُخرى
لنا .. والخلد أعمار
ففي الجنة .. ما نرجو
وليس لمثلنا النار
لديها كل ما نطلب
لم يمنعه إعسار
ففيها الحور ـ والولدان
كاللؤلؤ ـ أبكار
وفي أفيائها غنت
على الأغصان أطيار
وقد رفَّت بواديها
من الأوراد أزهارْ
وماس شبابُها يبدو
كما ـ تشرق أقمار
ومالت من فواكهها
على الْجُلاَّس أثمار
وسيل الخير ألوانا
بما يرويه ـ مدرار
بذا بشَّرنا الشيخ
وليُّ اللهِ ـ عَمَّار
وللشيخ كرامات
وخلوات وأسرار
شربنا عنده الجنة
فالخلد لنا ـ دار
وبعنا عاجل الدنيا
لأمثالك .. يا جار
* * *
"24"
قيل من أحببت ـ بعد الله. حباً مسنديما
ومن استأثر ـ غير النفس ـ بالحب قويما؟
قلت: أهلي .. والمنى .. والوطن الغالي عظيما
وصحابي .. أصدقاء .. وهوى شب قديما!!
* * *
"25"
يقولون ـ وبعض القول
في الأنفس ـ معقول!
لماذا الفرق في الدنيا
فمتخوم .. ومهزول؟
وبعض الناس مشهور
وجل الناس مجهول؟
وللسطوة ـ والجاه
تماثيل ـ وتهويل؟
وإن مرَّ وحيَّانا
فقير ـ فهو مَمْطُول
ولو صادفنا ـ يوما ـ
غَنِيٌّ طال تبجيل!.
فقلت: الأمر افتتنا
به الْقَمْلَةُ والفيل
وأطرى بحثه الفأرُ
وأمضى حُكْمَهُ الْغُول
وقد طال به الْقَوْلُ
وما غيَّرهُ .. القيل
فَلِكُلٍّ موازينٌ
وَلِلْعِلَّةِ .. معلول
وفي الجنة كالدنيا
كما قد جاء .. تَفْضِيلُ
وليس لسنة الله
على الأيام .. تبديل ..!!
* * *
"26"
قيل: ما تملك .. في دنياك ... والدنيا تدور
قلت: آمال على الشط ... وآلام بحور ..
* * *
"27"
وقالوا: تَزَوَّجْ !! فالعزوبة غُرْبَةٌ
يضيق بها .. من عاش في نفسه وحدا
فقلت: جِدُوا من لا أحِسُّ جِوَارَهَا
بِغُرْبَةِ روحي وَابْحَثُوا البَحْثَ إنْ أَجْدَى!.
* * *
"28"
وقال القلب: .. بعد الحب
في دنياك .. ما كَسْبي؟
وأنت اليوم .. لا تعشق
من بُعْدٍ .. ولا قُرْبِ
أَأُصْبِحُ مَاضِغاً هَمِّي
وأُمسي حَاسِياً كَرْبِي
ولا شيء عدا اللقمة
في شَدٍّ .. وفي جَذْب
لقد ضِقْت بما ألقاه
من سجن .. بلا ذنب!!
فقلت: الحب .. لا يوجد .. بالرغبة في الحب
ولا يَسْكُنُ في الأرجل .. تلقاه .. على الدرب
ولا في الرأس .. حيث الأمر والنهي .. إلى اللب
ولكن منك باللهفة .. أو فيك .. على غصب
إذا ما عشت .. لا تعرف غير الحب .. يا قلبي!!
* * *
"29"
قال: طفل رنا إليَّ طويلا
وانثنى لاَئذاً بصدر أبيه
إن هذا ـ كقارع الطبل بالليل
زمانا ـ قد خفت منه وفيه ..
قلت: هذا جزاء مِثْلِيَ. لا
يُتْقِنُ فَنّ التَّرْبِيتِ والتمويه
لو بكفِّي حَلْوَى وبالثغر ضحك
كاذب .. كان منظري يرضيه!..
* * *
"30"
قيل: حب الخير .. للخير ... شرعه
قلت: لكن .... نزعة .. الشر طبيعه!..
* * *
"31"
وقالوا: تزوج فالزواج فضيلة
يحث عليها .. الكون والدين والعقل
ولا أهل في هذي الحياة لأعْزَبٍ
فقلت: دعوني فالعزوبة لي أهل!
* * *
"32"
وقال صديق كنت أرجو دوامه
صديقاً ـ: دع الأحكام والشعر جانبا
وكن بحياة الناس كالناس جهدهم
ثَرَاءٌ .. ثَرَاءٌ ـ لا يُحَدُّ ـ مطالبا ..
فقلت: وما جَدْوَايَ إنْ أَنَا نِلْتُهُ
أسيراً له ـ أسعى له العمر كاسبا
نصيبيَ منه الإِرْثُ للغير وَارِثاً
وَحَظِّيَ منه الذكرُ للذِّكْر خائبا
ألا فلتدعني للحياة .. طليقةً
أمارسها كيف اشتهيت تجاربا
سألقى بها عسراً ويسراً وأبتغي
بها ـ بهما ـ من دونك اليوم .. صاحبا
* * *
"33"
وقالوا: تَشَبَّهْ في حياتك بالذي
من الناس قد أحببته الآن .. أو قبلا
فقلت: وهل مَسْخُ التَّشَبُّهِ كَافِلٌ
لِشَخْصِيَ تبديل الذي فِيَّ قد حلا
بِشَخْصِيَ أصْلاً ـ عشتُ ذَاتاً
ومَظْهراً ـ وهيهات أرضى أن أعيش به ظِلاَّ!!
* * *
"34"
قال صياد .. وقد غَيَّب في البحر .. شبَاكَهْ
وانثنى .. يرنو إلى الخيط .. وَيَسْتَنبِي حراكه
ليتني أدري بما سوف يقول الخيطُ: هَاكَه
قبل أن أشْقَى بِمقْسُومِيَ .. لا أرْضَى امْتِلاَكَه!..
قلت: لو يدري كذاك السَّمَكُ الرَّاجي فَكَاكَه
بالَّذي يَلْقَاهُ في الخيط .. لما اسطعت دِرَاكهْ
غاية الرزق المُخَبَّا .. بعثت فينا .. عِرَاكَه
رُبَّ عِلْمٍ دَسَّ للمرء .. على جهلٍ .. هلاكه!!..
* * *
"35"
قالت الحلوة: زدني فوق ما أعْطَيْتَنِيهْ
إن ما تمنح تذكاري الذي ألقاك فيه!.
قلت: هاتي وخذي فوق الذي لم تأمليه
إن دنياكِ عطاءٌ ـ رهن أخذ ـ نرتجيه
من أمانٍ ـ ومعان ـ وَطِلاَبٍ تبتغيه
غاية الإعطاء للإعطاء .. أوهام السفيه!!..
* * *
"36"
قالوا: تَغَيَّرَ عَمَّا كان وانحرفت
فيه الطباع ـ إلى ما ليس نألفه
وتلك فاجعة الخلان ـ في رجل
ِبخَيْرِ ما عُرِفَ الخِلاَّنُ نعرفه!!
فقلت: حكم الهوى في النفس تُرْسِلُهُ
للنفس تبديه نَصًّا أو تُحَرِّفُه..
والمرء بين ميول الناس من قِدَمٍ
لدى الحقيقة ـ حَيًّا ـ عَزَّ مُنْصِفُهُ!!.
* * *
"37"
قال: في عينيك همسٌ
وعلى فيك سؤال!!
قلت: أحلى أمنياتي
فيك .. ما ليس يُقال!..
* * *
"38"
قيل: إن الفن للفن .. خلود ـ وأداء
وارتقاء عن غذاء. يتسامى وكساء
ريشة الفنان صيغت .. لفضاء ـ وضياء ..
قلت: عفواً !!! من لأهل الأرض ـ يا أهل السماء!!
* * *
"39"
قلت للسائل ـ إذ قال: أجبني عن سؤالي
نحن بالكون مررنا .. لبقاء ـ أم ـ زوال ..
هل إذا قلت ـ سيغنيك ـ ويغنيني مقالي؟
نحن لا نفتأ ـ أو نفتر عن هذا السؤال ..
رحلة العمر تقضَّتْ ـ أو تبدَّت ـ بارتحال
كلنا يسبح في أفلاكه دون مطال
حكمة البارئ للأكوان ـ تغزو كل بال
إنها ثورة أيام .. وأحلام ليالي
أو هي القدرة لا تعجز .. حالاً بعد حال!!.
* * *
"40"
قال لي: إنِّي بعيد الدَّار والأهل .. غريبُ ..
قلت: ما في الناس شَاةٌ .. يا أخا الناس ـ وَذِيبُ
إنما الإنسان ـ للإنسان جارٌ ... وقريب
كل من في الكون بالحب إلى الكل حبيب!!.
* * *
"41"
قال: ما نفع ثرائي
وبقائي .. كأسير
إن في جِسْمِي وَهْناً
وبقلبي .. زمهرير ..
قلت: حقاً .. خلجات
الْحِسِّ حُبٌّ مستطير
أنت بالمال غَنِيٌّ
وإلى الحب فقير !!..
* * *
"42"
قالوا: هو الشعر في دنياك معترض
طريق مجدك. لم ينهض به فردُ ..
فقلت: حسبي بشعري أن أكون به
وليس فَوْقِيَ من دُنْيَاكُمُو أحدُ ..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1607  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 4 من 173
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج