الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > > أصداء.. ومرايا..

أَصْدَاء.. وَمَرَايَا..

قُلْ لِنَاءٍ عَنِ الْجَزِيرَة.. أَلْهَتْهُ قُشُورٌ.. عَنْهَا.. بِهَا يَتَلاَهَى ⁽¹⁾

لَيْسَ هَذَا الّذي رَأَيْتَ قَدِيماً

هُوَ عُنْوانُهَا.. بِهِ تَقْرَاهَا

مِثْلَمَا فَلْسَفَ الْمَظَاهِرَ مَنْ قَالَ: طَوِيلُ الْحِرْمَان أَصْلُ بَلاَهَا

إنَّهُ في حَقَائِقِ الرَّأْيِ حُرًّا

في مَجَالِ الْحَيَاةِ شَتَّى.. نَرَاهَا

مَظْهَرٌ عَابِرُ الْمَرَائي تُعَانِيهِ

نُفُوسٌ في الْكَبْتِ طَالَ مَدَاهَا

قَدْ أَبَاءَتْ مِنْهُ إلَى خَيْرِ عُقْبى يَوْمَ فَاءَتْ.. فَرْحَى.. لِسِرِّ هُدَاهَا

إِنَّهَا الْيَوْمَ نَهْضَةُ الْحَيِّ.. وَثْباً

في حَيَاةٍ.. يَزْهُو بِهَا مَغْدَاهَا

* * *

قُلْ لِمَنْ قَامَ عَائِباً يَأْكُلُ الْغَيْظُ مَرِيراً مِنْ نَفْسِهِ أَنْقَاهَا ⁽²⁾

إنَّ مِنْ حَقِّهَا امْتِلاَكَ وُجُودٍ

صِيغَةً حُرَّةً.. تَصُونُ بَقَاهَا

لَمْ تُحَاوِلْ بِهِ.. اعْتِباطاً.. وَطَيْشاً شَلَّ رُوحِ الْوُجُودِ فِيمَنْ عَدَاها

ضَلَّ مَنْ يَحْجُرُ الْحَيَاةَ عَلَى الْغَيْرِ.. عَمَتْهُ حَيَاتُهُ عَنْ سِوَاهَا

* * *

قُلْ لِصَوْتٍ عَنَى الْجَزِيرَةَ.. غَمْزاً مِنْ قَنَاةٍ.. لَمْزاً لَهَا.. مَا زَرَاهَا ⁽³⁾

إِنَّهَا.. وَالْحَيَاةُ تَسْرِي.. وَتَجْرِي

كَرِيَاحٍ تَنَاوَحَتْ.. بِفَلاَهَا

لَمْ تَزَلْ لِلْخِبَاءِ.. لِلْخِدْرِ.. لِلصَّخْرِ.. لِلَيْلِ الصَّحَرَاءِ في قَمْرَاهَا

لِلْهَوَى.. لِلْخَيَالِ.. لِلْشِّعْرِ.. لِلْحُبِّ.. كَمَا كَانَ حُبُّهَا.. وَوَفَاهَا

لِلْحَيَاةِ الْفُضْلَى.. تَعِيشُ بِهَا الْعَصْرَ ذَكِيًّا.. مَا نَدَّ عَنْهُ ذَكَاهَا

لِلْحَيَاةِ الأُوَلى.. أَطَلَّ بِهَا الْكُوْنُ.. حَفِيلاً بِهَدْيِهَا.. بِهُدَاهَا

عِنْدَمَا كَانَ مَنْ يُلاَمِزُهَا الْيَوْمَ.. هَلاَماً.. أَنْشَاهُ مَنْ أنْشَاهَا

إِنَّهَا.. إِنَّهَا عَلَى الدَّرْب.. وَالدَّرْبُ طَوِيلٌ.. مَا عَاقَهَا مَنْ ثَنَاهَا

لَمْ يَزَلْ أَمْسُهَا وَضِيئاً.. كَمَا الْيَوْمِ: عَزِيزاً.. لَمَّا يَزَلْ أَبْنَاهَا

يَتَحَدَّى إيمَانُهَا ذِرْوَةَ الْخَطْبِ.. إذا مَسَّهَا.. فَهَزَّ قَنَاهَا

[1]	مناقشة لمن يستشهد بالتصرفات الفردية والشخصية البحتة على روح الجزيرة العربية وأهلها ككيان ـ وتبيان للواقع المجرّد كما هو.. كما تستدعيه الطبيعة البشرية.. لا تفرق بين الناس.. كأفراد يتساوون في الأمر.. لا كقياس للمجموعة في جوهرها ـ وفي حيثيتها الذاتية ـ الكبت: الامتلاء بالغيظ ونحوه وأباءت.. عادت.. وفاءت به رجعت.
[2]	رد على من يعيب على الجزيرة استخدام حقها ـ في الطاقة ـ دفاعاً عن حق.. وإرشاداً له بطريقة عملية ملموسة ـ بعد أن استنفدت الإيضاحات العقلية ـ والشروحات المدعمة بالبراهين المنطقية موضوعها دون جدوى !!
[3]	تقرير.. للجزيرة ككيان.. وكحياة.. إزاء ما توالى في الآونة الأخيرة من استعراض لحالتها قبل ظهور النفط ـ من غمز ـ ولمز ـ بلغا أخيراً حد التهديد لمقوّماتها ـ وإنها في إصرارها القائم على الحق والعدل ـ لن تتراجع عن التمتع بسيادتها ـ وبحقوقها ـ مسترخصة ما يبدو أنه العرض الذي لا تستغني عنه ـ وإدلال بواقعها.. وحيثيتها الذاتية ـ في ماضيها العظيم ـ وفي حاضرها العصري المشرق.
	تناوحت الرياح: هبت صبا مرة.. وشمالاً مرةً.. وجنوباً مرة أخرى ـ نَدَّ: نَفَر.. وذهب شارداً ـ الذكاء: حدة الفؤاد ـ سرعة الفطنة ـ لامزه: غامزه.. ولمزه: عابه.. وغمزه: طعن عليه وسعى به شراً ـ والهَلام: مادة غروية ـ والمقصود بها هنا.. مادة التكوين للإنسان وللشيء.. والوضيء: النظيف الْحَسَنُ.. والذروة: أعلى الشيء ونهايته والخطب: الأمر العظيم المكروه والقناة: ج قناً: الرُّمْح ـ أو عوده.