الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > > حكايا التاريخ..

حكَايَا التَّارِيخ..

أيُّهَذَا الْمُصِيخُ سَمْعاً لِمَا قِيلَ.. حَكَايَا.. تَوَاتَرَتْ أَنْبَاهَا ⁽¹⁾

قَدْ رَوَتْهَا الأَسْفَارُ.. أوْ دَوَّنَتْهَا مَائِلاَتِ الْهَوَى لَدَى مَهْوَاهَا ⁽²⁾

سِيَراً تُجْتَلَى عَلَى الْبُعْدِ.. وَالْقُرْبِ.. تُحَاذِي صَوَابَهَا أخْطَاهَا

لاَ تَسَلْني عَنِ الْجَزِيرَةِ.. دُنْيَا

قَدْ تَوَارَتْ مَلْفُوفَةً بِثَرَاهَا

جَاهِليَّ التُّراثِ.. قَدْ فَاضَ بالرَّائِعِ فِيهَا.. أَزْهَاهُ مَا أَزْهَاهَا

مِثْلَمَا اكْتَظَّ بِالْمَعِيبِ مِنَ الشَّائِنِ ضَاقَتْ بِشَيْنِهِ دُنْيَاهَا ⁽³⁾

لَمْ يُلاَئِمْ بالأَمْسِ بَيْنَهُمَا الْحِسُّ صَرِيحاً، فِيمَا زَهَا . حَيْثُ شَاهَا

أَوْ يُوَائِمْ بِالقِسْطِ بَيْنَهُما السِّتْرُ رَقِيقاً.. شَفِيفُهُ أعْرَاهَا ⁽⁴⁾

فَتَوَألَتْ كما يَقُولُ.. رَثِيثاً

نَصُّ أُسْلُوبِهَا الَّذِي وَالاَهَا ⁽⁵⁾

عُجَراً لاَ تُحَلُّ.. في بُجَرٍ بَانَ قَذَاهَا.. كِلاَهُمَا سَايَرَاهَا ⁽⁶⁾

شَأْنَهَا في الْوُجُودِ شَأْنَ لِدَاتٍ

عَبَرَتْ فِي الدُّنَى إِلَى مَثْوَاها

حَيْثُ غَابَتْ لاَ تَمْلِكُ الأَمْرَ..

فَالْحُكْمُ عَلَيْهَا مُوَكَّلٌ بِسِوَاهَا

لِحَكَايَا التَّارِيخِ.. قَالَ: فَضَاعَتْ

أَوْ أَضَاءَتْ.. بِقَوْلِهِ.. ذِكْرَاهَا

* * *

[1]	أضاخ له: أصغى واستمع.. وتواترت الأشياء: تتابعت مع فترات بينها ـ أنباها: ج النبأ: وهو الخبر لأنه يأتي من مكان إلى آخر.
[2]	الأسفار.. ج سفر: الكتاب الكبير.. والفكرة في البيت: إن الأخبار تدوّن في الكتب أو تروى إنما تكون حسب ميل المدوّن أو الراوي لها يحكمه هواه الذاتي في ذلك.. إلا فيما ندر جداً بحيث لا يكون أو يصبح هو القاعدة.
[3]	اكتظ: امتلأ. والشائن: ما يزري بالإنسان. وقد كان في حياة الجزيرة ما يعيبها مثل الوأد والاقتتال في التوافه. و.. و.. كما كان فيها ما هو رائع وسامٍ.. الطبيعة في الفرد العربي: صريحة جداً بحيث تبرز ما هو شائه بنفس القدر الذي تبرز فيه ما هو حسن ومحمود وقد هذبها الإِسلام: وذلك بالنهي عن الجهر بالسوء وطلب الاستتار كما نص على ذلك الكتاب: ((لا يحب الله الجهر بالسوء)) والسنة: إذا بليتم فاستتروا.
[4]	واءم: وافق وناسب. والقسط هنا: العدل والشفيف: الرقيق لا يستر ما وراءه وأعرى: جعلها عارية ينزع ما عليها.
[5]	الرثيث: القديم البالي: والاها: تابعها ورافقها وسار معها.
[6]	العجر ج العجرة: وهي العقدة والبجر: ج بجرة: وهي العيب. ومن أمثال الجزيرة ((ذهب بعجره وبجره)) أي عيوبه. ظاهرها وباطنها، اللدات ج لدة: أي الترب النديد الذي يولد أو يتربى أو يعيش مع سواه ـ والمقصود باللدات هنا طبعاً: الأمم التي عايشت أمة الجزيرة العربية في جاهليتها.