شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مساجلة
كان الشاعران أحمد غزاوي والسيد عبيد مدني في جلسة بأحد ركبان مدينة (( الطائف )) ومعهما زمرة من الأخوان وذلك في عام 1356 هجرية، وقد تساجلا بالأبيات المسطورة. وحين اختلفا حكما بينهما سعادة الشيخ محمد سرور الصبان الذي وكل إلى الشاعر أن يحكم بينهما. وفيما يلي تسجيل هذه المساجلة والحكم عليها:
أحمد: إذا لم يكن بين المروج عشية
  جميل، فسيان المصيف أو القفر
عبيد: فما قيمة المصطاف إن لم تكن
  به مسارح غزلان يضوع بها الزهر
أحمد: ورُبّ مَكانٍ تزدري العين شكله
  ولكنه بالأنس يغفو به الدهر
عبيد: وهل نضرة الأدْغال يشفي نُوارها
  غليلاً إذا لم يضفها الظبي والبدر؟
أحمد: تملك قلبي حول ((وَجٍّ)) شعوره
  غداة اعتراه الوجد والصد والهجر
عبيد: فأملت عليّ الحب نظرة ساحر
  فاض بما أوحته نظرته الشعر
أحمد: تراءى كخوط البان يهتز عطفه
  دلالاً، ويحمي حسنه النظر الشزر
عبيد: وحسبك منه إن ظفرت بوصله
  معانٍ من النجوى، ومن دونها الخمر
أحمد: تلفت استذري القنا من جفونه
  وهيهات أن أنجو ومن دأبها الأسر
عبيد: وقد صدفتني عن نطاق وروده
  مهابة إجلال تضمنها الطهر
أحمد: فلولا اتقائي أن يغادرني الهوى
  ذليلاً لأعياني على بطشه الحذر
عبيد: وهل في الهوى غير المذلة عزة
  ففيها العلا والفخر والعز والكبر.
أحمد: إذا لم يكن في الحب إلا غضاضة
  فما هو إلا الإفك والزور والوزر!
الحكم: ولكن رأي القلب في الحب حاكم
  وليس لنا من دون طاعته أمر
  على أننا لم ننس عزة أنفس
  تسامى بها الوجد المبرح والكبر
  فإن هزّنا من لاعج الشوق وجده
  دعانا الإباء الحر فاحتكم الصبر
  وإن رق في عين الظباء حنانها
  وهبنا لها روحاً يزلزلها السحر
  فكنا كأطيار الربيع صبابة
  متى طابَ جني الورد طاب لها السكر
  وطرنا بأجواء الدلال شوادياً
  تباعدنا المنأى، ويدنو بنا الحذر
  هوينا فأرضينا الهوى متبادلاً
  وعشنا كما تهوى اللذاذة والطهر
 
طباعة

تعليق

 القراءات :568  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 157 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل

[محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ): 2001]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج