شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صَرخَة الفَلاحِ
كان الشاعر أستاذاً بمدرسة الفلاح بجدة حين مرت بها الأزمة المالية عام 1354 هجرية وطالما أشار هو وبعض رفقائه من الأساتذة الشبان إلى المصير المحزن الذي ستنتهي إليه.
وكانت هذه القصيدة تعضيداً للجنة الفلاحية التي تألفت حينذاك وتصويراً لشعور شخصي وتذكيراً لموسري الأمة بواجبهم نحو هذا المعهد العظيم بمكة وجدة.
قلْ للسراة الألى شادت مكارمهم
بنياننا المتداعي: اليوم يومكمو
اليوم يفتتح التاريخ صفحته
واليوم تجمعنا الأنساب والرحم
عاهدتمونا قديماً أن نَهيب بكم
إذا الحقوق دعتنا واقتضى القسم
وقد ضربتم لنا الأمثال رائعة
يوم الفخار وما زلّت بكم قدم
فلا تميتوا رجاء لن يجف به
عرق الحياة وفي أعراقنا نسَم
ولا تضنوا بما يقضي الوفاء به
وما تؤكده الأخلاق والشيم
اللَّه يرقب ما تأتونه أبداً
والشعب يشهد والآثار والأمم
هذا البناء الذي مالت دعائمه
يكاد من قسوة الأرزاء ينهدم
هذا الضياء الذي تخبو بوارقه
تكاد تغمره في لجّها الظلم
إن ((الفلاحَ)) تناديكم مرجعة
صوت الضمير الذي تحيا به الهمم
مشت على البؤس حيرى في تعثرها
معنى النداء ومن صمت الأسى كلم
ترنو إليكم بألحاظ مشتتة
نشوى من الهم شكرَى ملؤها السقم
تلك التي طالما قامت مغردة
أطربتنا جميعاً وهي تبتسم
تلك التي هطلت سحًّا معارفُها
فكان أن كان منها هذه الديم
تلك التي ضمت الأفلاذَ ساحتُها
ولم تضن على طول المدى بهمو
نيف وعشرون عاماً وهي سائرة
نبراسها فوق أجواء الحمى علم
والآن إذ عبثت أيدي الزمان بها
أتت يقود خطاها نحونا الألم
فاليوم يوم الرجال العاملين بما
يقضي به الدين والقربى، فأين همو؟
أين الأباة الكرام الرافعون لنا
بين الخلائق هام العز، هل عدموا؟
أين الشباب الذي شدت عزيمته
عقائد هي في أعتاقه ذمم؟
تردد النوح والشكوى فما وجدا
أهلاً وكان نصيبَ الصارخ الصممُ
أيقفل الباب والأعناق شاخصة
إلى رحاب بها الطلاب تزدحم؟
أيهدم الصرح والأكباد واجفة
على بناء به الآداب تعتصم؟
ألا يعز عليكم أن تودّعنا
وأن نبوء بعار ليس ينفصم؟
فاخشوا الحقيقة وابنو حول معقلكم
سوراً يدعمه الإحسان والكرم
إن تنصروا العلم تنصرْكم مآثره
وتدرأوا عن سواد الشعب ما يصم
الشعب أنتم ومن للشعب إن وهنت
قواه وهو بصخر الروع مرتطم؟
يا أيها الأمل الذاوي على مهل
في ذمة اللَّه إن يظفر بك العدم
ناح اليراع وما عودته قِدَماً
صوغ الأنين ولكن الأسى عمم
فقل لمن ظن وهماً أنها بدع
ومن يرى الرأي فينا أنها النظم
قد قلتها غير وانٍ عن ترددها
عقبى التراخي وتزويق المنى ندم
سألتهم أن ينيلوا الأمر جانبه
والحق قوته، فاليأس محتدم
من يألفِ النّير يستمرئ مرارته
ومن يرَ الحزم عيباً فهو متهم
وآلف الضعف في بلواه محتقر
وكل مشتمل بالبأس محترم
فليتق الحق من لم يخشَ صولته
إنا إلى الحق والأخلاق نحتكم
إني أجل يراعي أن يُراق به
ماء الحياة الذي يزهو به الشمم
لكنما هي أحداث تنوء بها
كواهل العصبة المشكور سعيهمو
وفي مجال التقى والخير مفخرة
كبرى يهش لها في لوحه القلم
فليسعَ للبر من طابت سريرته
فنفحة البر موصول بها الرحم
ليس التحسر بعد اليوم مجدية
آلامه، ففوات المرتجى عدم!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :577  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 141 من 207
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.