قلْ للسراة الألى شادت مكارمهم |
بنياننا المتداعي: اليوم يومكمو |
اليوم يفتتح التاريخ صفحته |
واليوم تجمعنا الأنساب والرحم |
عاهدتمونا قديماً أن نَهيب بكم |
إذا الحقوق دعتنا واقتضى القسم |
وقد ضربتم لنا الأمثال رائعة |
يوم الفخار وما زلّت بكم قدم |
فلا تميتوا رجاء لن يجف به |
عرق الحياة وفي أعراقنا نسَم |
ولا تضنوا بما يقضي الوفاء به |
وما تؤكده الأخلاق والشيم |
اللَّه يرقب ما تأتونه أبداً |
والشعب يشهد والآثار والأمم |
هذا البناء الذي مالت دعائمه |
يكاد من قسوة الأرزاء ينهدم |
هذا الضياء الذي تخبو بوارقه |
تكاد تغمره في لجّها الظلم |
إن ((الفلاحَ)) تناديكم مرجعة |
صوت الضمير الذي تحيا به الهمم |
مشت على البؤس حيرى في تعثرها |
معنى النداء ومن صمت الأسى كلم |
ترنو إليكم بألحاظ مشتتة |
نشوى من الهم شكرَى ملؤها السقم |
تلك التي طالما قامت مغردة |
أطربتنا جميعاً وهي تبتسم |
تلك التي هطلت سحًّا معارفُها |
فكان أن كان منها هذه الديم |
تلك التي ضمت الأفلاذَ ساحتُها |
ولم تضن على طول المدى بهمو |
نيف وعشرون عاماً وهي سائرة |
نبراسها فوق أجواء الحمى علم |
والآن إذ عبثت أيدي الزمان بها |
أتت يقود خطاها نحونا الألم |
فاليوم يوم الرجال العاملين بما |
يقضي به الدين والقربى، فأين همو؟ |
أين الأباة الكرام الرافعون لنا |
بين الخلائق هام العز، هل عدموا؟ |
أين الشباب الذي شدت عزيمته |
عقائد هي في أعتاقه ذمم؟ |
تردد النوح والشكوى فما وجدا |
أهلاً وكان نصيبَ الصارخ الصممُ |
أيقفل الباب والأعناق شاخصة |
إلى رحاب بها الطلاب تزدحم؟ |
أيهدم الصرح والأكباد واجفة |
على بناء به الآداب تعتصم؟ |
ألا يعز عليكم أن تودّعنا |
وأن نبوء بعار ليس ينفصم؟ |
فاخشوا الحقيقة وابنو حول معقلكم |
سوراً يدعمه الإحسان والكرم |
إن تنصروا العلم تنصرْكم مآثره |
وتدرأوا عن سواد الشعب ما يصم |
الشعب أنتم ومن للشعب إن وهنت |
قواه وهو بصخر الروع مرتطم؟ |
يا أيها الأمل الذاوي على مهل |
في ذمة اللَّه إن يظفر بك العدم |
ناح اليراع وما عودته قِدَماً |
صوغ الأنين ولكن الأسى عمم |
فقل لمن ظن وهماً أنها بدع |
ومن يرى الرأي فينا أنها النظم |
قد قلتها غير وانٍ عن ترددها |
عقبى التراخي وتزويق المنى ندم |
سألتهم أن ينيلوا الأمر جانبه |
والحق قوته، فاليأس محتدم |
من يألفِ النّير يستمرئ مرارته |
ومن يرَ الحزم عيباً فهو متهم |
وآلف الضعف في بلواه محتقر |
وكل مشتمل بالبأس محترم |
فليتق الحق من لم يخشَ صولته |
إنا إلى الحق والأخلاق نحتكم |
إني أجل يراعي أن يُراق به |
ماء الحياة الذي يزهو به الشمم |
لكنما هي أحداث تنوء بها |
كواهل العصبة المشكور سعيهمو |
وفي مجال التقى والخير مفخرة |
كبرى يهش لها في لوحه القلم |
فليسعَ للبر من طابت سريرته |
فنفحة البر موصول بها الرحم |
ليس التحسر بعد اليوم مجدية |
آلامه، ففوات المرتجى عدم! |