شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة معالي الشيخ أحمد صلاح جمجوم ))
ثم تحدث معالي الشيخ أحمد صلاح جمجوم فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- هذه ليلة من ليالي التكريم لعلماء هذه الأمة وفضلائها وقادتها إلى طريق الحق والصراط المستقيم، وإن الأخ عبد المقصود خوجه أحسن الله إليه يعمل بهذا التكريم الجميل عملاً جيداً ومتكرراً إن شاء الله، رمزاً للمحبة والتقدير والإِجلال لعلماء هذه الأمة. ولقد كرمني في هذه الليلة لأشارك في هذا التكريم بكلمة وأرجو أن أوفق في عرض بعض الأمور التي تلوك بها ألسن المسلمين في كل مكان، وفي البداية أرجع خطوة إلى الوراء وأسجل أن قيام منظمة العالم الإِسلامي منذ أنشئت بجهود الملك فيصل رحمه الله تعالى كانت في نظري خطوة متقدمة وعملاً جليلاً في حد ذاته انبثق من هذه المنظمة العظيمة مجمع الفقه الإِسلامي الذي نحتفل الليلة بعلمائه ورجاله الأفاضل وبنك التنمية الإِسلامي وبعض المنظمات الأخرى مثل منظمة الإِذاعات الإِسلامية وخلافها، وفي يقيني أن قيام مجمع الفقه الإِسلامي يعتبر خطوة رائدة إلى الأمام ذلك أنه يمثل مشاركة الدين في هذه الحياة وقد انحسر الدين فترة طويلة من الزمن لا يشارك في اتخاذ القرار السياسي بالنسبة للأمة الإِسلامية منذ بدأت في تدهورها منذ عدة قرون، قيام هذا المجمع ومواكبتنا لإِنجازاته عاماً بعد عام يؤكد لنا أن هذه الأمة بخير وأن فيها من الرجال والعلماء والأفاضل من يستطيع أن يضع لهذه الأمة قواعد التقدم التي فقدتها الأمة لسنوات طويلة، وبحثت عن بدائل أخرى في غير دينها وفي غير نظامها وفي غير وسائل حياتها، منذ قيام هذا المجمع نطلع سنة بعد أخرى على منجزاته في الفتاوى، وفي القرارات التي يتخذها لمعالجة المشاكل المتغيرة عاماً بعد عام ولوضع القواعد الإِسلامية السليمة لمعالجة هذه المشاكل وفي رأيي أن هذا العمل الجليل يلقى من تأييد هذه البلاد حكومة وشعباً وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد تأسياً واقتداء بما سنه إخوانه ملوكنا السابقون هذا العمل الجليل وهذا الدعم المتواصل وهذا السند الدائم لا أشك أنه سبب أكيد من أسباب نجاح هذا المجمع، ولكن هل تقف رسالة هذا المجمع عند هذا الحد؟ في اعتقادي أن العمل الجليل الذي نطلع عليه عاماً بعد عام هو بداية لعمل أجل وأكبر، ذلك أن الأمة الإِسلامية في هذا العصر الذي نعيشه وكلنا نرى ونسمع ونتابع الذل والهوان والقتل والانتهاك في جميع أنحاء العالم الإِسلامي دون أن يتحرك العالم الإِسلامي بشيء فمن يحرك هذا العالم الإِسلامي؟ إنَّ الواجب يقضي أن تتحرك هذه الأمة لاتخاذ قراراتها السياسية على أساس دينها وعلى أساس منطلقاتها الدينية وعلى أساس قوتها الاقتصادية، قوتها العددية البشرية، أنا في يقيني أن هذه رسالة العلماء في هذه الأمة، العلماء هم الذين يقودون القرار السياسي ويقودون الأمة ويحركون مشاعر الناس للقيام بواجبهم الإِسلامي نحو أمتهم ونحو كيانهم، وإذا استعرضنا وضع هذه الأمة التي يبلغ عددها ألفا ومئتي مليون مسلم في أنحاء العالم، إذا استعرضنا ثرواتها، إذا استعرضنا مركزها الجغرافي، وانسياحها في وسط العالم كله وقوتها المنداحة من هذا التجمع الهائل الذي يجمع بين أمم مختلفة وأخيراً عاد إليها وإلى عرينها جزء هام وكبير كان له أثر عظيم في نهضة الأمة الإِسلامية من حيث الفقه والتشريع يمثل أكثر من سبعين مليون مسلم، في يقيني أن العلماء عليهم واجب كبير جداً في هذا المجال وإن القتل الذي يسود العالم الإِسلامي في البوسنة والهرسك في بورما في فلسطين في كل مكان من أرجاء العالم الإِسلامي لا يمكن أن يرضى به أحد من المسلمين. إننا نصغي إلى الإِذاعات وإلى التلفزيون ونرى يومياً الانتهاكات بقتل المسلمين بالآلاف في مساجدهم والتعدي عليهم وأخذ أموالهم وانتهاك أعراضهم ونحن نعيش في هذه الحياة المترفة الجميلة نتمتع بأحسن المطعم والمشرب والملبس، ونتمتع بالمكيفات والنقل الجميل والتحرك الذي لا يسوده جزع ولا خوف ولا مرض ولا شعور بأن هذا جزء من الأمة الإِسلامية ونقرأ كل يوم القرآن الكريم وأحاديث الرسول والتشريع الإِسلامي والفقه الإِسلامي، لا أستطيع أن أتصور أن أمة من الأمم يمر عليها واحد في الألف من هذا الانتهاك وترضى بما يسير عليه دون احتجاج، دون تحرك، دون جهاد، دون مشاركة، أظننا كلنا نتفق على هذا الشعور وعلى هذا الفهم لهذه الأمور، ولكن لماذا لا نتحرك؟ ينبغي أن نتساءل لماذا لا نتحرك؟ لماذا لا يجيش في نفوسنا شعور المسؤولية والأمة الإِسلامية كالجسد الواحد والأمة الإِسلامية ينتهك عرضها وتؤخذ أموالها وتؤخذ أراضيها ويقتل رجالها ونساؤها وأطفالها ونحن نتفرج، الواقع ليست القضية قضية إثارة مشاعر بمقدار ما هي إثارة مسؤولية، مسؤولية توجب التحرك لهذا العمل؟ منذ أيام قليلة اجتمعت هيئة تسمى هيئة الصداقة الأمريكية الإِسرائيلية، في هذه الهيئة اتخذت قرارات على نوعين: قرارات معلنة وقرارات سرية أما القرارات المعلنة فتقول بصريح العبارة دون مبالاة ودون أخذ اعتبار لمشاعر المسلمين إطلاقاً، إنه بعد انتهاء الاتحاد السوفييتي وروسيا الشيوعية ليس أمامنا إلاَّ أن نحارب التحرك الإِسلامي لأن هذا هو الخطر الوحيد الذي يجابه الديموقراطية الغربية، وأعتقد أن كثيراً منا قرأ هذا، أما القرارات السرية فأعلن بعضها أيضاً وتسرب بعضها في الأخبار ومنها: إن علينا أن نتسلط على حكام المسلمين فرداً فرداً لنبحث عن الطرق التي نؤثر عليهم بها لكي يميتوا التحركات الإِسلامية. ولا أظن أن أحداً منا في هذا المجلس الكريم وفيه العلماء والفقهاء ورجال الفكر ورجال العلم ورجال المال والمثقفون من كل مكان لا أظن أن أحداً منا يخفى عليه شيء من هذه الأمور، والسؤال مسؤولية من أن نتحرك؟ أنا في يقيني أنها مسؤولية هؤلاء العلماء الأفاضل، هؤلاء الرجال الذين يعلمون الدين الإِسلامي ويفقهوننا في أحكامه ويفتوننا يوماً بعد آخر بكل ما يتعلق بمشاكل الحياة، ولا أريد أن أطيل عليكم ولكن أريد أن أقول إنَّ على هذا المجمع مسؤولية كبيرة وخطيرة، هذه المسؤولية تتمثل بأن عليه وعلى رجالاته وعلمائه أن يتوجهوا إلى حكام العالم الإِسلامي فرداً فرداً ويبصرونهم بشؤون دينهم ويبصرونهم بواجباتهم لحماية هذه الأمة من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق وأول هذه الأمور الجهاد في سبيل الله، كما ساهمت الأمة الإِسلامية بصورة عامة في جهاد الأفغان وكلل الله سبحانه وتعالى هذا الجهاد بالنجاح والتغلب على ثاني أكبر دولتين في العالم وقد محاها الله من الوجود.
- في عقيدتي أنه لا بد أن نتحرك ضد الشراذمة الملاعين في يوغسلافيا لإيقاف السيول من دماء المسلمين التي تسفك بدون وجه حق وفي كثير من الجهات الأخرى، بروما وفلسطين وخلاف ذلك، وعلينا، وعلى علمائنا أن يقودوا هذه المسيرة وقد أصبح لهم منطلق ينطلقون منه لدراسة هذه الأمور وتقديم وجهة نظر الدين وحكم الدين في القضايا المختلفة، وأعتقد أنَّ الخطوة التالية وقد بلغ المجمع الآن من العمر الاثنتي عشرة سنة وأظن أنها كافية لنضج الفكر ونضج الفتوى ونضج الرأي، فالخطوة الجديدة هي التحرك الفعلي لجمع كلمة هذه الأمة وللمشاركة في القرارات السياسية التي ينبغي أن تتخذها هذه الأمة في مواجهتها للعدو الأكبر من الناس.
- في كلمة طويل العمر خادم الحرمين الشريفين تفضل الأمير ماجد في اجتماع الافتتاح وقال كلمة عظيمة، ينبغي أن تتوحد الجهود وأن تجمع لحرب أعداء المسلمين وهذا ما نطالب به وما نسعى لتحقيقه.. إمكانات الأمة الإِسلامية ليس لها حدود إطلاقاً، نحن نملك أعظم قوة بترولية في العالم كدول إسلامية، نحن نملك مائة في المائة من الجوت في العالم، نحن نملك منتجات القمح في العالم، العالم الإِسلامي بخير، قوة بشرية، قوة مالية، مركزاً اجتماعياً، مركزاً جغرافياً، ينبغي على كل منا أن يتساءل عندما يسأله الله سبحانه وتعالى وقد أعطانا التشريع الإِسلامي الذي ليس له مثيل، والتشريع الذي تقوم عليه الحياة بأفضل وجوهها وقد أعطانا هذه الثروات وهذا العدد الكبير وهذه الإِمكانات ماذا عملنا من أجله؟
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :706  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 158 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج