شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > محمد سعيد عبد المقصود خوجه - صفحة في تاريخ الوطن > بعض ما كتب عنه > مقصود والتاريخ الإجتماعي - بقلم: محي الدين اللاذقاني
 
مقصود والتاريخ الاجتماعي
* بقلم: محيي الدين اللاذقاني
أبيات قليلة متفرقة عن مكة والبيت الحرام لا تبرح الذاكرة لشدة رسوخها، وما ثباتها عند هذا الجيل فحسب إنما عند مختلف الأجيال، ومن هذه الأبيات
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ومع الاتفاق على أن الحجون اسم مكان كان هناك خلاف كبير حول طريقة نطق هذا الاسم فهناك من يجعلها بفتح الحاء وضم الجيم كالطبري وابن منظور والجوهري مقابل فئة بينها ابن خلكان تجعلها بضم الحاء والجيم.
وكنت أظن أن الخلاف على النطق، إلى أن وصلتني الأعمال الكاملة لمحمد سعيد عبد المقصود خوجة والد صاحب الاثنينية الذائعة الصيت عبد المقصود خوجة، فوجدت أن المؤلف المرحوم الذي كان رئيساً لتحرير صحيفة ((أم القرى))، أول صحف السعودية يشير إلى خلاف آخر حول موقع الحجون بين من يجعله بعيداً عن مكة وآخر يضعه في قلبها.
وقد ناقش محمد سعيد عبد المقصود خوجة رواية الأرزقي مؤرخ مكة وقارنها بروايات الفاكهي والنووي والفاسي وغيرهم. وبعد أن يقف المؤلف وقفة طويلة عند رواية الخزاعي يقفز إلى رواية من القرن العاشر الهجري لعقبة ابن ظهيرة يتابع فيها الأرزقي والفاسي، ويقرر بعد بحث تاريخي وجغرافي معمق أن مكان الحجون الحقيقي هو الجبل الذي فوق القبر المنسوب لآمنة بنت وهب والدة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وغير الحجون وأماكن كثيرة فإن في الأعمال الكاملة لمحمد سعيد عبد المقصود خوجة مجموعة أبحاث بيئية واجتماعية نادرة يمكن أن تطالعها بشغف وتترحم على ذلك الجيل الذي كان يبذل جهوداً كبيرة في التحقيق، ومن تلك الأبحاث مبحث مطول أطلق عليه المؤلف عنوان ((بحث في المسائل الحاروية)).
وهو كما يبدو من عنوانه يهتم بثقافة الحارة وتكوينها وعلاقاتها ونزاعاتها، ويطبق ذلك البحث على حارات مكة التي عاش فيها طفولته وشبابه، فنكتشف من خلاله ثقافة اجتماعية مختلفة نادراً ما نجدها في الكتب التاريخية التي تقتصر على سرد الأحداث الجسام وتتناسى أن التاريخ الاجتماعي المرتبط بحيوات الناس اليومية هو التاريخ الحقيقي الجدير بالتسجيل والمتابعة.
والأمثلة عند خوجة كثيرة، فهو يتحدث مثلاً عن وجود حارة من المعلاة تحمل اسم غزة ويطلق عليها أهل مكة أسم ((الغزة)) باضافة ((الـ)) التعريف، وقد نشأ هذا الاسم من سوق موسمي للغزاويين في مكة المكرمة كان وما يزال قائماً إلى أواخر القرن الماضي.
وترتبط بحارات مكة التاريخية تسميات انحدرت إليها من عصور الرقيق، فالقادم من الغزة يطلقون عليه عبد الغز، أما القادم من الشامية واسمها القديم المربع فلا يطلقون عليه اسم عبد الشام، إنما عبد اسطنبول لأن معظم سكان حارة الشامية كانوا من الأتراك.
ومن أسواق مكة التاريخية سوق الليل الذي اشتق أهل مكة اسمه منذ أيام البعثة النبوية، وقد نشأ ذلك السوق حين قاطع المشركون بني هاشم وحاصروهم في الشعب المعروف اليوم باسم شعب علي، ومنعوا عنهم الطعام، فكان المحاصرون يخرجون للتسوق ليلاً من المنطقة التي تقطع حالياً أمام الحراج، ولذلك حمل المكان منذ ذلك التاريخ العطر اسم سوق الليل.
إن أعمال محمد سعيد عبد المقصود خوجة التي حققها وأعدها وقدم لها الأديب حسين عاتق الغريبي موسوعة حقيقة للثقافة الاجتماعية والتاريخية، وهذا ما كان يدركه ويعرفه حق المعرفة ابنه رجل الأعمال عبد المقصود خوجة، ولذا حرص ونتيجة لمعرفته بالأهمية الأدبية لأعمال والده أن يقول لمعدها ومقدمها: إذا أردت لعملك النجاح فاكتب للتاريخ وتمثل ((محمد سعيد)) أديباً من أبناء هذا الوطن المعطاء وليس والد عبد المقصود خوجة.
وقد عمل الغريبي بالنصيحة فقدم عملاً لا يمكن أن يستغني عنه أي باحث في التاريخ الاجتماعي لمكة وجيرانها.
جريدة الشرق الأوسط العدد 8149
تاريخ 1/10/1422هـ، الموافق 16/12/2001م.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :503  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 52
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج