شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حول رواية روفائيل
للكاتب الإفرنسى الكبير لامرتين
روفائيل رواية وجدانية من أروع ما سطر قلم على قرطاس وأجمله وأخلده. انها ذوب قلب لامرتين الشاعر الفرنسى الفحل في غرامه النبيل الفوار، يشعر القارئ لهذه الرواية الخالدة أنه أمام عاطفة قوية جياشه داوية تثور وتتمرد حينا وترضى وتستسلم حينا آخر، ولكنها في كلا حالتيها هاتين هزازة للمشاعر ملهبة للاحساس معدية تتصل من الورق بالقلب بسرعة الشرارة الكهربائية فتلهبه وتعمر جوه بنواز قاهرةكتلك النوازى التى كانت تغمر قلب الفنان العبقرى ((لامرتين)).
يا لصولة القلم واقتداره على العبث بالنفوس والتحكم فيها اذا كان له باعث نفسانى صادق!! لقد أرانا لامرتين كيف تخلق العاطفة القلم، وكيف يخلق القلم العاطفة. وقد أرانا كيف يسمو الحب المتين النزيه على أدران الشهوة وأدناس الخطيئة، وكيف يضحي الحب الإنساني العامر باللذة البهيمية المأفونة، وكيف يرى المحب حبيبه فضيلة ماثلة وقداسة متحركة. وكيف يسخر العاشق من الثراء والجاه والمنصب والشهرة ويعدها صغائر حقيرة تتكسر تحت أقدام الحب السماوى الشامخ. لقد صور لنا ((لامرتين)) العظيم كل هذا بريشته الماهرة فلمسناه وتذوقناه وشاطرنا ((لامرتين)) سراءه وضراءه. وهيامه ولوعته. وسايرناه في كل أدوار غرامه ومراحل صبوته، فأقمنا معه طويلا في مصيفه الأول ((باكس)) معجبين، مغتبطين وقفلنا معه إلى ضيعة أبيه حزانى متأثرين ورافقناه إلى باريس نشطين آملين ثم عدنا برفقته ثانيا إلى ((إكس)) منتظرين متحفزين وأخيراً … كابدنا معه هول الصدمة وارتماض الحرقة وخاتمة المأساة.
والترجمة العمومية لهذه الرواية الرائعة وهي بقلم الأستاذ الأديب أحمد حسن الزيات فخمة غنية بالمفردات اللغوية العذبة ولكن المترجم قد يفرط في بعض الفصول في احترام اللفظ احتراما يكاد يخنق العواطف العميقة التى تناسب بين حفافى الرواية لولا القوة المعنوية الهائلة التى تمتاز بها والتى تكتسح وتحطم كل القيود والحواجز التى تعترضها وتخلص إلى نفس القاريء كما هي يوم أَن خطتها يراعة ((لامرتين)).
هذه كلمة عجلى أثبتها بمناسبة فراغى من قراءة هذه الرواية الجليلة التى شغلت لحظات مبعثرة من وقتى خلال عامين كاملين، لقد قرأتها في عامين ولكنها كانت وحدة قوية متصلة قائمة بذهنى لم تعتورها تلك المفارقات الطويلة التى فصلت بين قراءة حلقاتها بوهن أو مسخ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1715  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 170 من 181
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج