لم يستدبر الحجاز عصر الحسين ويستقبل العصر الحاضر، الا وكانت قلوب الشبيبة المتأدبة تتأجج ناراً يندلع لهيبها ويتأجج اوارها، فكانت أفكارها تظهر كلما سنحت لها الفرصة بذلك، وأول ما ظهرت في كتاب أدب الحجاز ثم في المعرض، وبصورة أوسع على صفحات صوت الحجاز في بعض أدوارها.
ومما ساعد على انتعاش الحركة الأدبية وتقدمها في هذا العصر رفع بعض الحواجز التى كانت مفروضة في العصر السابق، وقد تدرجت الايام في الحركة الأدبية ـ شأن كل الامم ـ حتى وصلت إلى الشكل الحاضر الذي يراه القارىء ماثلا في هذا الكتاب. ولا نريد أن نعلق عليه بشىء تاركين الكلام عليه لواضع المقدمة الأستاذ الكبير محمد حسين هيكل ليوفى الموضوع حقه، ونؤمل أن تتقدم الأيام بالادب الحجازي فيستعيد ما كان له من مقام ممتاز، وليس ذلك على الله ثم على أولى الأمر ببعيد.