شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حديقة الأحباب
زار الشاعر مصيف الرمال الذهبية في (فارنا) عام 1982.
ذاكَ يومٌ جمعتُ فيه شبابي
وتخلَّيت عن أعزِّ صحابي
وهجرتُ الكتاب وهو صديقي
ورفيقيْ في رحلتي وإيابي
وقرأت الحياة سفرًا مضيئًا
كل شيء منسق بحساب
سُمِّرتْ في التلال عيني، وفي العشـ
ـب وفي البحرِ والسما والسحاب
في جنانٍ تلتفُّ حول جنان
وورود وشَّت ربيع الروابي
ومياهٍ تصب فوق مياه
وضياءٍ يمر عبر ضباب
وربيعٍ مورِّد كل شيء
كان ينمو فيه نموَّ الشباب
سَحرت عينيَ المناظرُ حتى
غرقت في مساقطِ الإعجاب
عجز العقل أنْ يصدقَّ أن الـ
ـعين عافت ملاعب الأهداب
وجرتْ خلف عالم عبقريٍّ
ألِقٍ بالفنون سمح الجناب
ومنَ المعجزات أن يحلم الفكـ
ـر (بفرنا) في عرسها الخلاَّب
***
قد نسيتُ الخمسين عامًا كأن لم
تكُ مرت كعاصف وثَّاب
كل ما قد وعيته من علوم
كل ما قد عرفتُ من آداب
كل ما كان مرَّ بي في حياتي
صار ذكرى شفيفةً كالسراب
***
وإذا ما الصباح هلَّ فإن الـ
ـشمس تبدو شفيفة كالرباب
تتوارى خلف السحائب حينًا
كالعذارى في حضرة الخُطاب
ثم تعلو فتملأ الغاب نورا
ألقًا كالصفاء في شهر آب
وتبثُّ الحياة في كل شيء
وتعيد النشاطَ للإخصاب
***
يا بلاجًا يمتد في سفح (فَرْنَا)
كامتداد الآمال والأحقاب
أنتَ قد صرت مسرحًا للصبايا
عبقًا بالنسيم والأطياب
شهد البحر أن شطك قد صا
ر خليطًا من عسجد وملاب
ثم سالت من فوقه قطراتٌ
نثرتها ذوائب الأتراب
كل عضو منها يفوح عبيرًا
مستطابًا كدهن مسك مذاب
وانتشى الشط بالصبايا كأن ال
ـبحرَ قد فاض باللآلي الرطاب
تترامى في مائهِ سابحاتٍ
مرحاتٍ كالشهب بين السحاب
صور جمة المفاتنِ لم يحـ
ـلم بها غير شاعرٍ مطراب
***
 
طباعة

تعليق

 القراءات :189  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 262 من 271
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج