شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > سلسلة الاثنينية > الجزء التاسع (سلسلة الاثنينية) > حفل تكريم الشاعر زكي قنصل (اثنينية - 122) > كلمة المحتفى به الشاعر زكي قنصل.. مشتملة على قصائد شعرية من شعره.
 
(( كلمة المحتفى به زكي قنصل ))
ثم تحدث الأستاذ زكي قنصل، فقال:
- أيها الأخوة الأحبة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أود أن أكرر تحيتي لخادم الحرمين، وشكري لعلي الشاعر الَّذي تفضل بدعوتي إلى هذا البلد الحبيب؛ كما يسرني أن أنقل إليكم جميعاً تحيات إخواني في المغتربات وشعورهم الطيب نحو هذا البلد الَّذي أحبوه، دون أن يتعرفوا عليه، وكما كنت أحبه أنا، وكما سوف أحبه إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً؛ قصيدتي هذه الليـلة - إذا وجدتها - سوف تكون بعنوان (تسبيحة الحب):
درست الناس خافيةً وجهراً
وزرت الأرض يابسةً وبحرا
وذقت من الهوى حلواً ومراً
ولكني أحب الناس طرا
ولا أطوي على الشحناء صدرا
لعيني حلوتي أهوى العيونا
وإن يملأن آفاقي شجونا
إذا جارت عليَّ فلن أخونا
لها عهداً، وقلبي لن يكونا
لغير خيالها الغالي مقرا
أراها في الصباح وفي المساء
وفي الصيف الضحوك وفي الشتاء
بشاشتها على البلوى دوائي
ومن قطراتها قوتي ومائي
أيرجو عاشق أشهى وأغرى؟
ويا غلواء أدركني الغروب
ولاح على أساريري الشحوب
ولكني أموت ولا أتوب
ذنوبي.. ليس للصابي ذنوب
متى كان الهوى الروحي وزرا؟
يعيب عليَّ حبيك الصحاب
ولو حبوا.. لما لاموا وعابوا
هموم الحب في قلبي عذاب
وأحلاها الَّذي فيه عذاب
فلا تك للهوى يا قلب قبرا؟
رعاك الله يا متع التصابي
وإن كانت شراباً في سراب
ذوى من بعدها عود الشباب
فكيف أعيده غض الإهاب
وهل من صبوة في السوق تشرى؟
درجت بقريتي مرح الفؤاد
وعشت بغربتي قلق الوساد
أأجني بعد شق النفس زادي
وأبني للخراب وللنفاد
وأزعم أنني حققت نصرا
عيوبي مثل غيري لا تعد
وأوصافي المنيرة لا تحد
حديثي بعضه هزل وجد
وبعض آخر غي ورشد
فخذ نزراً ودع للغير نزرا
أنا كسواي من نار ونور
ومن حمأ، ومن ماء طهور
أطير إلى السماء مع النسور
وأخبط في جحيم من شرور
وأخطئ تارةً وأصيب أخرى
مدحت بدون شكراً أو جزاء
وصنت وقار شعري عن هراء
زكا زهري لجانيه ومائي
فخذ واشرب ووزع من إنائي
وهل غيري زكا ماء وزهرا؟
معاذ الله أن يخبو رجائي
وأزعم أن دلفنا للفناء
أرى بالأفق بارقتي ضياء
وألمح فيهما جند الفداء
يحرر أمتي قطراً فقطرا
تغير كل شيء في الوجود
وصار البخل منعوتاً بجود
تسابقنا ولكن للجمود
فلا تعجب لغطرسة اليهود
تغافلنا فأضحى القطر بحرا
أحب العرب أنهم عشيري
وأقرأ في مصيرهم مصيري
ولا أطوي على حقد ضميري
ولكن كيف أسكت عن حقير
على بيتي وأقداسي تجرا؟
رأيت الشعر في الدنيا يتيماً
يعيب النقد مذهبه القويما
فإن ترطن تكن فذاً عليما
وإن تعرب تكن جلفاً قديما
تشان وتزدري شعراً ونثرا
تعالى الله ما أغنى غناه
وما أسخى إذا وهبت يداه
فصف القلب واخشع في حماه
فما خاب الَّذي يرجو نداه
ولا عيب الَّذي يسديه شكرا
ويا أهلي بلغت بكم مكانا
يعز على النسور فلا يدانى
إذا اشتد الزمان علي هانا
لأن بسيفكم ألقى الزمانا
فيطلق ساقه للريح ذعرا
زكى من فضل حفلتكم طعامي
وبل سحاب عطفكم إدامي
كرام عشيرتي فوق الكرام
فلا يتشامخن أحد أمامي
فإني قد شأوت الناس فخرا
ويا أهلي سأشكركم جزيلا
وأحمل في الضمير لكم جميلا
كئيباً كنت يا أهلي ضئيلا
فصرت بظلكم طوداً جليلا
تعمم بالسحائب واشمخرا
غداً تأتي السنون على حياتي
وتمشي الحادثات على رفاتي
ولكن سوف تبقى ذكرياتي
لتهتف باسمكم بعد الممات
وتذكر فضلكم سطراً فسطرا
 
ثم ألقى قصيدته التالية في أطفال الحجارة، فقال:
(( أطفال الحجارة ))
لا لن أغض على القذى أجفاني
إني خلعت اليوم ثوب هواني
خاطبت جلادي بأعذب لهجة
طرقت مسامعه فما أجداني
فلجأت للحجر الأصم فهاله
أني قبست من الحجار بياني
لا حق إلا للقوي فكيف لا
أمشي إلى حقي بألف لسان
إن لم ينولني السلام مطالبي
فلسوف أبني بالحجار كياني
آليت لا أرتد مهما خضت من
هول، ومهما ذقت من طغيان
هذي يدي للنصر، فاقتطعوا يدي
لن تقطعوا عزمي، ولا إيماني
لا خير فيها إن هي ارتفعت ولم
تنزل على من زلزلوا أركاني
يا غاصبي أرضي بأي شريعة
تستهترون بشرعة الإنسان
بدموع عيني قد رويت حديقتي
كيف استبحتم حرمة البستان
لا تستهينوا بالحجارة إنها
لو تعلمون طليعة البركان
والقطر هذا القطر سوف يكون في
غدنا القريب علامة الطوفان
أنا وحدي المسؤول عن حريتي
فعلام أشكو للزمان زماني
لا أعتدي لكن أرد عداوة
بعداوة، وأذود عن أوطاني
أيغص حلقي بالشراب، وبالجنى
وأموت ميتة جائع ظمآن؟
ويعيش في داري الدخيل منعما
وإذا لمست جدارها أقصاني
مهما يطل ليلي وينشر جنحه
فوقي ففجري لا محالة دانِ
قد نمت حتى ظن أني ميت
وصحوت حتى قيل صحوة جان
للبطل يوم ثم تذهب ريحه
من حيث يأتي الحق لا يومان
أنا لا أصدق من يشارك في دمي
ويدين أعمال الأثيم الجاني
لو كان ذا حس كما هو يدعي
لم ينتصر في السر للعدوان
وشت العيون بما تكن جوانح
إنَّ العيون على القلوب جوانِ
للذئب رائحة على الآساد قد
تخفى ولكن لا على الحملان
والزور مهما بالمساحيق انطلى
لا يستوي والصدق في ميزان
عدنان علمني الرماية فَلْتَنَمْ
عيناه في أمن وفي اطمئنان
سأظل أنَّى كنت أهتف باسمه
هل يستطيل أب على عدنان
وأظل أرفع للسماء لواءه
إن العصور إلى بنيه روانِ
يا إخوتي في الضاد يجمع بيننا
نسب ومعتقد وبيض أماني
باتت ربوع العز قاعاً صفصفاً
فلنبنها بحجارة الإيمان
إن لم نكن في ساحة الجلى يداً
لم تجد في دفع الخطوب يدان
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :568  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 120 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج