شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ محمد قنديل ))
و اختتمت كلمات الاحتفاء بكلمة للأستاذ محمد قنديل، حيث قال فيها:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- أيها الحفل الكريم.. بداية أود أن أوجه خالص شكري لهذا الرجل الَّذي يكرم الناس.. أحياء وليس بعد مماتهم، كما كان متبعاً من قبل.. وللأسف لا يزال؛ فالأستاذ عبد المقصود خوجه جعل من اثنينيته هذه رمزاً للوفاء والاعتراف بالجميل، لكل من أحسن وأبدع وتعب في أن يقدم للناس شيئاً.. سيظل مذكوراً أبد الدهر؛ واليوم وهو يكرم الأستاذ عماد الدين أديب.. يكرم في شخصه شباب وجديد الصحافة العربية، التي أصبحت الآن طباعة متخصصة. تخضع للعوامل التقنية والتطوير المستمر.
- لقد تحمل عماد الدين أديب - والَّذين معه - مسؤولية تقديم كلمة.. تحترم عقل القارئ، وتعيد إليه متعة القراءة.. التي فقدها من كثرة ما ازدحم عليه من مطبوعات، قلماً يجد فيها الفائدة والمتعة؛ فالكلمة مسؤولية والتزام، والصحافة مهنة ضمير ورسالة مقدسة؛ من هنا كان الانطلاق، وكان العمل.. للرقي بفكر القارئ، وليس لمجرد ملء صفحات وإخراج مطبوعة.. تزاحم في الأسواق، بحثاً عن إعلان أو مدحاً لجهة تغدق وتمول.
- لا أريد أن أطيل في هذا المجال لأن الشائعات كثرت هنا وهناك، ولكن الحقيقة باقية وظاهرة للعيان، وهي: أن المؤسسة التي عنوانها "الصحفيون المتحدون" هي شركة بريطانية الجنسية - وهي ليست مصرية - تضم مجموعة من الصحفيين الشباب المستقلين، الَّذين أنشأوا هذا المشروع.. بحيث يكون الصحفي ناشراً للصحيفة، ولا يعمل لدى جهة أخرى؛ وبحكم خبرته المتأصلة في العمل الصحفي - تحريراً وصناعة - قاد الأستاذ عماد الدين أديب هذا الفريق من الشباب، وكان النتاج لدى القارئ الَّذي نعتبره الحكم الأول والأخير على "كل الناس" و: "العالم اليوم" وجديد المستقبل بإذن الله.
- وهذه اللمحة المختصرة عن - الصحفيين المتحدين - لا تمنعني من أن أتحدث عن شخص عماد الدين أديب، وأرجو أن لا تعتبروا شهادتي مجروحة، فالَّذي يعرف عماداً.. يعرف نموذجاً بشرياً من المشاعر الرقيقة، والحس المرهف، والمواقف الإنسانية المشرفة؛ الكتابة لديه محاولة اعتراف، نوع من العلاج النفسي، حيث يضع كل مشاعره على الورق.. ليقول للناس ما يختلج في نفسه.
- ولعل هذا سر تفاعل القارئ معه، الَّذي يجد في كلماته صدقاً إنسانياً بعيداً عن الكتابة المحترفة. وجمال اللفظ والتراكيب الكلامية، التي تفقد الصدق وتفقد التعاطف مع القارئ؛ وعندما تقترب من عماد تجد إنساناً بسيطاً للغاية، يتعامل معك على سجيته، بعيداً عن أي رسميات.. حتى وهو رئيس تحرير؛ ولعلي لا أذيع سراً عندما أقول: إن عماد الدين أديب، يتحول إلى طبيب نفسي.. ينصت ويسمع لكل ما يقول له أي من فريق العمل في: "الصحفيون المتحدون".
- فعلى دعوة غداء في مطعم برستيدج - القريب جداً من مكتبه بالمهندسين - يجلس مع هذا الإنسان الَّذي ثقلت نفسه بالهموم والمشاكل، ولا يتركه إلاَّ وقد راقت نفسه.. وعادت إلى وضعها الطبيعي؛ ربما يكون هذا صعباً في ظل مشاغله ومسؤلياته، ولكن المشاعر الإنسانية فوق كل اعتبار، خاصةً أنه يعترف: أن رئيس التحرير الناجح هو خادم المحررين، وهو الَّذي يعمل ليخرج أفضل ما لديهم، وبالتالي هم الَّذين يصنعونه.. وليس هو الَّذي يصنعهم؛ لقد تعلم أهم شيء من والده.. تعلم كيف يكون الإنسان إنساناً، وهذه نقطة مهمة جداً، ويعتبرها الثروة الحقيقية التي تركها والده.. أدامه الله.
- أما من حيث العمل الصحفي، فهو عاشق للصحافة، دفع من أجلها ضرائب قاسية جداً من عمره.. الَّذي لا يتجاوز الآن سبعة وثلاثين عاماً، ولم يعش حياته في استرخاء.. ولكن في توتر شديد جداً، وعمل دؤوب جداً، ودفع ثمن ذلك من حياته وصحته.. ليقدم مع زملائه شيئاً يستحق الاحترام؛ عانى من الحقد - كما هو الحال - عندما يقذف الناجحون بالحجارة، لكنه كان يعتبر ذلك شيئاً إنسانياً طبيعياً، رغم أن الأصحاء نفسياً يعتبرون هذا النجاح وساماً على صدر المجتمع.. الَّذي ينتمون إليه بل ويسعدون بذلك، ليكون هناك الآلاف الَّذين يحققون هذا النجاح.. بل وأفضل منه.
- إن معرفتي بعماد الدين أديب كإنسان لإنسان، لم أجد منه إلاَّ طيبة النفس ونقاء المشاعر، ولعل هذا هو سر حب الناس الأصحاء نفسياً له، قبل أن يكون كاتباً كبيراً ورئيساً لمجلس إدارة: "الصحفيون المتحدون" ورئيساً لتحرير: "كل الناس" و "العالم اليوم" وجديد المستقبل بإذن الله؛ وشكراً لكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :429  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 84 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .