شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رسالة إلى غريب الدار
هذه القصيدة موجهة من الشاعر إلى الطلبة السعوديين المقيمين في بريطانيا، وألقيت في الأمسية الشعرية التي أحياها الشاعر بلندن في ديسمبر 1992م.
يا غريب الدّار من دارك لفيت (1)
أنقل الأشواق واحمل لك سلامْ
كل روض وكل طعس وكل بيت
أرسلوا معنا سواليف وكلام
من روايح زاهر الروض انتشيت
والخزامى (2) والنفل (3) ريحه غرام
والفَجر مع سارحاته لك مشيت
نسمته والطير وظبيّ العدام (4)
كلهم لك حلفوني لو حكيت
أحلف أن الشوق جاحد الهيام
والصديق يقول والله ما نسيت
والقريب يقول سلواكم حرام
كل نظرة حب منها لك خذيت (5)
ومضة تشعل دياجير الظلام
صوت دقّات الخوافق لَى طريت (6)
مثل حبات المطر فوق الخيام
كل له طريقة وأسلوب في كتابة القصيدة وكتابة الشعر، وهناك كثيرون يقولون: إنهم يكتبون الشعر ويكتبون القصيدة لأنفسهم ولا يهمهم إذا أعجب بها الناس أم لا.
فالحقيقة إنني أكتب القصيدة للناس، ولو كنت أكتبها لنفسي لما نشرتها.
كلكم تعرفون الصقر، وكلكم تعرفون حب العرب للصقارة والصقور، ولكن هناك أناس كثر يعرفونها منذ زمن بعيد وهناك أناس كثر ما لهم خبرة بالصقور، ولذلك يعتقدون أن الصقر مثل الطيور الأليفة، حتى أنني في مرة سمعت أحداً يقول: ((وفاؤك مثل وفاء الصقر)) فهذه أكبر شتيمة أن يكون الصقار مثل الصقر، لأن الصقر لا يوجد ما هو أنكر منه. والصقار أكثر الناس معرفة بالموضوع. لأنه مهما دربت صقراً ولو مكث معك 10 أو 20 سنة، (وبعض الصقور يعيش 20) سنة إذا شبع راح. فالحقيقة المعاملة مع الصقر (حُبْ من طرف واحد). لكن هذا الحب وهذا العشق من طرف واحد يجعل الصقار فعلاً يمارس هذا الحب ويعبّر عن هذا الحب، لأنه إذا ضيَّع طيره، قعد يومه كله حزيناً مهموماً. وبعضهم لا يأكل ولا يشرب ولا ينام.
القصيدة القادمة عن الصقر والصقار الذي ضيّع طيره، لكن الطير أو الصقر في هذه القصيدة هو الفكر. ويبدو أن ضياع الفكر في عالمنا اليوم شيء ظاهر وبائن ومعروف، ويبدو أن العرب عادوا لضياع الصقور مرة أخرى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :512  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.