شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: سؤال من فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني يقول:
من هم أشهر الذين تخرجوا في هذه المدرسة الصولتية التي خرجت نوابغ العلماء الذين نشروا العلوم الدينية في العالم الإسلامي هل تذكرون بعضهم جزاكم الله خيراً؟
الشيخ ماجد رحمت الله: ذكرت الكثيرين منهم ومنهم الشيخ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان والأستاذ مصطفى عطار وعدد كبير ويطول ذكرهم وهم معروفون مذكورون في كتاب ((سير وتراجم)) للشيخ عمر عبد الجبار آخرهم العلامة الفقيه الشيخ حسن مشاط وتوفي بعده الشيخ عبد الفتاح راوة وتوفي بعده الشيخ العلامة السيد محمد علوي المالكي.
الأستاذة نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها السادة والسيدات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يطيب لي في هذه الليلة المباركة وفي هذه الدار الكريمة، ليس ضيفنا وحده من يكرم بل هو تاريخ وأجيال احتواها منبر العلم عاش بين ردهاته ردحاً من الزمن.
سؤال من الشاعرة شهد الوادي:
هل هناك بعض الكتب التي كانت تدرس أو صور فوتوغرافية لهذه المدرسة للاحتفاظ بها كمعلم أثري؟
الشيخ ماجد رحمت الله: نعم موجودة صور كثيرة، مجلة الحج أصدرت ملحقاً خاصاً عن المدرسة، ومجلة الفيصل أيضاً أصدرت ملفاً خاصاً فيه الكثير من الصور، وكذلك ((رجال من مكة)) للدكتور زهير كتبي في الجزء الرابع فيه بعض الصور. وكتب أخرى كثيرة فيها بعض الصور. والكتب الدراسية موجودة في الأسواق ومتوافرة وليس فيها والحمد لله ما يمس العقيدة، أو يمس السياسة، وإنما كلها كتب دينية متداولة ومعروفة في حلقات ودروس العلم منذ قرون عديدة.
عريف الحفل : سؤال من السيد عبد الله فدعق يقول:
بداية أسأل الله أن يرحم السيدة الجليلة صولة وأن يسكنها فسيح جناته. لقد كان لي شرف التدريس في المدرسة الصولتية قبل نحو عامين فرأيت فيها كل ما يسر القلب ويثلج الخاطر، وكان ملحوظاً جداً عزوف أبناء منطقتنا عنها تعلماً وتعليماً، ومما رأيته أيضاً استمالة ناظرها الجليل الشيخ ماجد رحمت الله في المحافظة على كل موروثات الصولتية وسؤالي هو: متى سنرى فروعاً للصولتية في جدة وغيرها وهل هناك مانع لذلك ؟
الشيخ ماجد رحمت الله: المشكلة الأساسية التصريح والرخصة هي العائق الرئيسي والأول وإلا فإن الصولتية قد خرجت علماء ومدرسين ومؤسسين للمدارس وموجودة في أنحاء العالم الإسلامي وفي بلدان كثيرة، على مستوى كبير وأعلى وأكبر من الصولتية منها الجامعة المحمدية في الفليبين ومنها الباقيات الصالحات في مدراس في جنوب الهند ومنها نهضة الوطن للبنين والبنات في أندونيسيا وكثير من المدارس..
الأستاذة نازك الإمام: السؤال من مديرة المدرسة الثالثة والأربعين الأخت ميمونة:
كيف كان يحد من ظاهرة الغياب وظاهرة التأخر في الحضور الصباحي؟
الشيخ ماجد رحمت الله: طالب العلم الشريف الذي يتلقى العلوم الشرعية والدينية لا يبتغي هذا الطلب إلا بجد واجتهاد ورغبة وشوق واقتناع، أما أنه يبتغي العلم الشريف لطلب جاه أو شهرة أو سمعة أو لطلب شهادة أو لطلب منصب فإنه هو هذا الذي يتخلف عن الحضور وهو الذي يتأخر في الحضور ويغيب، أما الذي يريد هذه العلوم ويريد أن يكتسبها ويحرص عليها ويسعى لها ويتعلم كل صغيرة وكبيرة من أمور الدين والشريعة والحياة، فإنه لا يغيب يوماً واحداً، ولا يتأخر ولا يتخلف عن الدراسة.
عريف الحفل: سؤال من الأخ حسن الطاهر يقول:
دور المدرسة مذكور ودور الشيخ ماجد منكور، فإذا كان الرأي الغالب أن الصولتية مستمرة والشيخ من رواد حلقات المسجد الحرام لماذا لا يتم تحويل المدرسة إلى أكاديمية للبحث العلمي والمعرفة لمكة المكرمة خصوصاً أنه ذو باع في عملية التوسعة للصولتية؟
الشيخ ماجد رحمت الله: إن شاء الله في المباني القادمة وفي الأرض القادمة نتوصل الى هذه الأمور كلها..
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة سعاد الصابوني:
هذه المراة الفاضلة صولة النساء التي عملت هذه العمل المبارك، يذكرنا بالمرأة الفاضلة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد التي أنفقت الأموال الكثيرة لإيصال الماء إلى مكة المكرمة فيما عرفت بعين زبيدة، ألا يدل هذا على نبوغ مبكر وحس مرهف لدى النساء المسلمات وتسابقهن إلى الأعمال الجليلة العظيمة؟ فأين نساء اليوم؟
الشيخ ماجد رحمت الله: الاجابة لدى السائلة نفسها.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عجلان أحمد الشهري يقول:
هل ما زالت المدرسة الصولتية في مناهجها وخطها التعليمي على ما كانت عليه عند تأسيسها؟ وما مواردها المالية في هذه الأيام؟ كما أرجو أن تبينوا لنا هل وزارة التربية والتعليم لها حق الإشراف عليها؟
الشيخ ماجد رحمت الله: طبعاً أي هيئة لا تخلو من أي إشراف، حتى الدكتور أو الطبيب الوحيد المنفرد بذاته وجسمه لا يخلو من إشراف فما بالك بهيئة أو مؤسسة، لا تخلو من إشراف أو متابعة، أما المناهج فهي والحمد لله تسير مثل ما كانت عند التأسيس وإن طرأ عليها بعض التغييرات وبعض المتطلبات.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت دانية سعيد من مجلة استثمار:
ماذا أضاف ظهور المدرسة الصولتية في مكة عام 1290هـ بالنسبة إلى المدارس الأخرى؟ وهل كانت هنالك مدارس منافسة في ذلك الوقت؟
الشيخ ماجد رحمت الله: كما تحدث معالي الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، نعم كانت هنالك مدارس، لكن هذه المدارس كانت ملاصقة مع العمارة التركية للحرم الشريف، وكانت خلاوى ملاصقة ويدخلون ويخرجون منها إلى الحرم، هذه المدارس أنشأها بعض الأمراء وبعض الحكام كما ذكر قايتباي، وأنشأها بعض الحكام والأمراء فكانت هذه المدارس تنسب إليهم ويقيم فيها الطلاب ولكن لا توجد فيها دراسة متعمقة بصورة كبيرة، نعم هي مدارس كانت في المباني الملاصقة للمسجد الحرام.
عبد الوهاب أبو سليمان: عفواً.. مدرسة قايتباي كانت تدرس المذاهب الأربعة وفيها أقسام داخلية للطلاب وللمدرسين وكان يدرس فيها كبار العلماء المكيين، مدرسة الشرابي وهي معروفة، فالمدارس في مكة كانت تدرس أمهات الكتب ومصادرها.
عريف الحفل: الأخ فهد الغامدي يسأل:
ألا ترون أن المدرسة الصولتية انحصرت فقط في مكة المكرمة ولم تتوسع في بقية مناطق المملكة؟
وطبعا أجاب عنه سعادة الشيخ ماجد رحمت الله..
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ علي المنقري يقول:
ذكرتم بأن هنالك العديد من المناشط والروافد الأخرى في المدرسة الصولتية مثل مستشفى علاجي وأنشطة مهنية وأمسيات ثقافية وتدريس بنات، إلاّ أنها توقفت في الثمانينات فما سبب توقف تلك الأنشطة؟
الشيخ ماجد رحمت الله: سمعاً وطاعة للنظام والأمور واللوائح الداخلية .
الأستاذة نازك الإمام: ـ سؤال من الأخت هند خوجه.
لا بد من أن يكون لكل مدرسة نقاط ضعف وقوة، فما هي نقاط الضعف والقوة التي كانت تميز المدرسة في ذلك الوقت وكيف كانت تعالج نقاط الضعف آنذاك؟
الشيخ ماجد رحمت الله: نقاط الضعف لا تستمر وإنما تظهر في بعض الأحوال وفي بعض الظروف والمناسبات، فإذا ظهر بعض الضعف في عدد المدرسين وقلة الكتب أو قلة الطلاب أو الموارد المالية أو غيرها يتم علاجها وتستأنف العملية التعليمية كما كانت، وكل ذلك بتقدير الله وقضاء الله.. فما شاء قدر وما شاء كتب، فهذا النقص.
عريف الحفل: يقول:
تعرفون ما يحيق بالمدارس الدينية في العالم العربي الإسلامي من قبل السلطات الأمريكية فهل تعرضت المدرسة الصولتية لشيء من هذا؟ تغيير مناهج أو تطوير أو تخفيف من الدروس الدينية؟
الشيخ ماجد رحمت الله: طبعاً هذه المواجهات تحدث عنها باختصار معالي الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان.
الأستاذة نازك: سؤال مني:
ما هو الفرق بين دارس اليوم ودارس الأمس في مختلف الجوانب؟
الشيخ ماجد رحمت الله: دارس اليوم ودارس الأمس يختلفان والأوضاع تغيرت والأحوال والظروف تغيرت، ففي الماضي كان المسجد الحرام فيه الحلقات وفيه الدروس وكانت بعض المدارس القليلة التي فيها هذه الدروس وفيها هذه الحلقات فكانوا يتلقون العلم للعمل به وكانوا يدرسون كتب السنّة والفقه.. وهو يتلقى هذه الأشياء ويعمل بها وهو المطلوب منه في حياته كما قال تبارك وتعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (الذاريات: 56) فخلق الإنس والجن للعبادة، فكيف يعبد الله سبحانه وتعالى من دون علم، وكيف يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى من غير علم، فكل عبادة وكل قربى بدون علم تصبح من دون فائدة، ومن دون ثواب وليس فيها رضا الله سبحانه وتعالى، ولا يعود إلا بالوبال وبالخسران وبالحسرة والندامة، فهذا هو الفرق بين طالب اليوم وطالب الأمس.
عريف الحفل: سؤال من الأخ محمد إلياس إبراهيم يقول:
لماذا لم تتحقق تلك الأهداف كما ذكرتم وهل هناك برنامج لإعادة طرح هذه الأهداف النبيلة في الوقت الحاضر؟ وهل هناك عقبات أو صعوبات تمنع هذه الأهداف خصوصاً الحرف المهنية والزراعية وبالإمكان إضافة تعليم الكمبيوتر واللغة الإنجليزية وغيرها من العلوم العصرية لتعم الفائدة؟
الشيخ ماجد رحمت الله: هذه أمور كانت موجودة في المدرسة، التعليم المهني والزراعة والكشافة وغيرها ويمكن في المستقبل إذا شاء الله وتوسعنا في المباني وفي بقية الأمور، أما بالنسبة للكمبيوتر وتعليم اللغة الإنجليزية فالموضوع شاق وصعب من عدة أمور ومن عدة جهات كالترخيص وتوفير المدرسين والأجهزة وتعيين المتخصصين في هذه الأمور وهي هذه الأيام أصبحت كثيرة ومنتشرة لكنها خالية من المعلمين والمتعلمين.. فالموضوع يتطلب أموالاً وفيرة وجهوداً كبيرة، فكم من معاهد أسست في مكة وفي جدة والطائف لتعليم اللغة الإنجليزية والكمبيوتر، لكنها أقفلت لقلة ذات اليد وقلة المتعلمين وقلة النواحي التعليمية.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الصحفية مهى الفهد:
ذكرتم أن مدرسي مدرسة الفلاح تخرجوا في مدرستكم العامرة ألا يدفعكم هذا التلاحم العلمي والثقافي لتكوين مدرسة بإدارتكم وتكون منارة للعمل والثقافة بإمكانيات مادية أكبر لصالح الطلبة بجدة وتكون مشتركة بينكم وبين مدارس الفلاح؟
الشيخ ماجد رحمت الله: العلاقة بين الفلاح والصولتية قديمة منذ تأسيس الفلاح، وذكر زهير كتبي في كتاب ((رجال من مكة)) في الجزء الرابع في ترجمة والد الجد الشيخ محمد سعيد عن علاقته وصلته بالشيخ محمد علي زينل الذي قدم إلى مكة وزار المدرسة الصولتية ورأى المدرسة الصولتية، وأما المتخرجون الذين تخرجوا في الصولتية أو مدرسوها فقد انتقلوا إلى مدارس الفلاح كما سمعت من والدي ومن مولاه السيد إسحاق عزوز أن الفلاح ازدهرت بسبب الصولتية، لماذا؟ لأن أقطاب الصولتية الخمسة الذين انتقلوا من الصولتية إلى الفلاح وهم العلامة عيسى محمد رواس، والعلامة الشيخ أحمد ناظرين، والعلامة الشيخ سالم عبد الحميد والعلامة الشيخ يحيي محمد أمان والعلامة الشيخ أنعم ناصر اليماني، وسمعت الشيخ محمد أمين كتبي يقول لي بكل فخر إذا أنا لم أدرس في الصولتية فإننا أحفاد الصولتية، وكذلك سمعت الأمير بندر بن عبد العزيز ـ شفاه الله وعافاه ـ في جلسة من الجلسات كان يقول نحن أحفاد الصولتية لأن مدرسي الصولتية ومدرسي الفلاح هم الذين قاموا بتدريس أبناء الملك عبد العزيز، أخذهم الملك عبد العزيز من مكة إلى الرياض فكانوا يدرسون أبناء الملك عبد العزيز، مثل الشيخ عبد الله خياط والشيخ أحمد علي والشيخ حسن السناري والشيخ محمد علي يماني والشيخ عبد المالك طرابلسي.
عريف الحفل: أحد الأخوة وهو الأستاذ تاج الدين محمد يطالب ببناء مقر جديد للمدرسة الصولتية خارج المنطقة المركزية لمكة المكرمة، ويقول:
لقد تبرع أحد الموسرين ببناء مقر لدار الحديث في مكة المكرمة بحي العوالي.
الشيخ ماجد رحمت الله: أدع لنا بالتيسير والتسهيل إن شاء الله.
عريف الحفل: سعادة اللواء متقاعد إبراهيم هاشم شطا يقول:
هو ابن السيد هاشم شطا مدرس الفقه الشافعي لأكثر من ثلاثين عاماً، وإبراهيم شطا هو أحد تلاميذ هذه المدرسة ويقول إن الشريف الحسين بن علي هو أحد تلاميذ الشيخ محمد رحمت الله وذكر بيتاً من الشعر يقول فيه:
صولتية لها على العلم امتنان
علمتنا العلم في أعلى مكان
شكر الله السيد إبراهيم شطا على مشاعره الطيبة.
الشيخ ماجد رحمت الله: أنا أطلب من اللواء إبراهيم هاشم شطا أن يتحفنا بقصيدة طويلة عن المدرسة الصولتية.
عريف الحفل: الأخ علي محمد الشهري أيضاً له أبيات عن المدرسة الصولتية يقول فيها:
اخبرينا يا مدارسنا الفتية
هل في العلم نهج الصولتية
إنها في قلبنا في عقلنا
طالما تخطو مسار الوسطية
أسست للعلم صرحاً بارزاً
فأنارت الدروب السرمدية
الفتن من حولنا نصلي بها
فكأننا نجتر عصر الجاهلية
يا خافي اللطف نشكو حالنا
فاغمر الكون برحمة أبدية
عريف الحفل: نعتذر بحرارة لسعادة الدكتور محمود حسن زيني يقول:
إنه أحد أبناء هذه المدرسة ولكن لضيق الوقت لا نملك في نهاية هذا المطاف إلا أن ندعو سبحانه وتعالى لهذه المدرسة بالديمومة وبالتوفيق إن شاء الله، ولمديرها ولزملائه ولأحبابه الذين حضروا.
عريف الحفل: شكراً لكم أيها الإخوة الحضور والأخوات الحاضرات، ونذكر بأن ضيف الاثنينية القادمة هو سعادة الداعية الإسلامي الدكتور طارق السويدان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :955  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.