شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: السؤال الأول من صاحب الفضيلة الشيخ محمد علي الصابوني وكان سباقاً في إرسال الأسئلة يقول:
ما هي في نظر فضيلتكم أهم صفات الداعية الناجح الذي يغزو القلوب والعقول بأسلوبه الحكيم الذي دعى إليه ديننا الحنيف ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ (النحل: 125) وجزاكم الله خيراً؟
فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني: وإياكم.. أولاً شكراً للشيخ العلامة الجليل المفسر الكبير الصابوني الذي نفع الله بجهوده وبعلمه أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته وأن يتقبل منه ما قدم للإسلام وأن يوفقه لكل خير وقد فعل سبحانه.. ثم إنني أعتذر لأنني تكلمت عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم وبجانب الأدب ولكنه أجدر مني في معرفة هذا الفن هو ومعالي الدكتور محمد عبده يماني فإنه هذا الفن وحتى يقول أبو الطيب:
"بطل" منشد القريض لديه
واضع الثوب في يدي بزاز
لكننا نشارك لأننا نعتقد أن حب الرسول صلى الله عليه وسلم عقيدة ومنهجاً وشرعاً أما سؤال الشيخ العلامة الصابوني فإنه أدرى بذلك لكنه أراد أن يفيد مثلي وإخواني أقول إن الشرط الأول هو الإخلاص إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ (هود: 88) يريدون وجهه، أن يكون عملنا خالصاً لوجه الله تعالى أن نسعى لطلب الثواب منه سبحانه، إنما الأعمال بالنيات، ومنها الرفق أن يكون الإنسان رفيقاً في دعوته، يقول صلى الله عليه وسلم ما كان الرفق في شيء إلا زانه، يرسل الله موسى وهارون إلى فرعون ويقول وهو طاغية العصر في تلك الفترة، فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (طه: 44) ومنها العلم، وقال فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (محمد: 19)، قال البخاري فبدأ بالعلم قبل القول والعمل، أن نتجند بالعلم، العلم النافع ومنها وهو الرابع معرفة الواقع الذي نعيشه فالداعية لا يكون جاهلاً بأمور الحياة المعاصرة التي يعيشها، بل يفهم الآراء والمذاهب والآراء والأفكار ويدرس أحوال العلماء والمؤسسات وما يكتب وما ينشر حتى يتكلم عن بصيرة ومنها أن يكون لديه صبر، صبر على الأذى، صبر على طول الطريق، صبر على جفاء المدعويين، صبر على ظلم الظالم، صبر على إعراض المعرض، هذه الأسس في ظني أنها الرئيسية في الباب وإلا فهناك آداب كثيرة وقد ألف فيها كصفات الداعية وصفات الداعية المسلم كيف ندعو الناس ونحو ذلك. ومن قرأ كتاب الله كفاه في ذلك. فإن الله بيَّن صفات الدعاة في شخص النبي صلى الله عليه وسلم وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم: 4) وهذه أعظم شهادة ربانية إلهية لإنسان خلقه ربه ثم يشهد له الذي على العرش استوى أن خلقه عظيم ومنهجه عظيم ودينه عظيم حتى يقول الزمخشري سيد البلاغة، عجب من صبره على.. فقال له: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم: 4).. وقال فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ (آل عمران: 159)، ويقول لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (التوبة: 128). وإلى هنا حتى أتقيد يمكن أنني زدت في الإجابة فسامحوني.
عريف الحفل: الآن أطلب من الأخوات أن يتفضلن بطرح السؤال ومن ثم التعليق.
الأستاذة نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. كل عام وأنتم بخير..
بداية نشكر الله سبحانه وتعالى ونحمده أن جمعنا بدعاة الفضل والقدوة وشرفنا بمجالس العلم لتحفّنا ملائكة الرحمن من كل جانب أصالة عن نفسي ونيابة عن هذا الحضور المتميز من السيدات لا نملك في هذه الأمسية إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير والامتنان لصاحب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في لقاءاتنا هذه سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه حفظه الله ولضيف هذه الأمسية فضيلة الشيخ عائض القرني واسمحوا لنا بداية بطرح الأسئلة.
عريف الحفل: سؤال موجّه من سعادة الدكتورة رقية قشقري لفضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني السؤال هو:
ما هو رد فعلك عندما قيل إنك تناقض نفسك في حجاب المرأة؟
فضيلة الدكتور الشيخ عائض القرني: شكراً للأخت السائلة وللدكتورة التي وجهت السؤال، في الحقيقة مسألة الحجاب سبق أن أصدرت فتوى فيها أعلنت في وسائل الإعلام وكانت مع إحدى الصحفيات ونشرت في السفارة الفرنسية بثاً يعني في فيلم وكان بصوتي، وكنت أقول إن مسألة كشف الوجه هو مسألة خلافية فإن الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأبا حنيفة الثلاثة المذاهب يرون كشف الوجه، وتغطية الوجه مذهب لأهل الحديث ورواية عن الحنابلة، وذهب هذا وكتب في الصحافة القرني يدعو إلى كشف الوجه.. ونحو ذلك ومنهم من عرض ومن طول ثم لا تسأل عن فاكسي ماذا حصل فيه، ولا عن جوالي ولا عن البيت يضرب يداً برجل، وبناتي في المدرسة، وأسئلة يميناً وشمالاً، ثم جرى اتصال مع المفتي ومع وزير الشؤون الإسلامية ومع علماء وناس، وقالوا إن من المصلحة أنك توضح المسألة وتقول إن المسألة خلافية، ولكن في بلادنا أنك ترى هذا الرأي، طبعاً وماذا تفعل أنت عشت المعاناة.
يقول المتنبي :
لا تعذل المشتاق في أشواقه
حتى يكون حشاك في أحشائه
فقلنا ما دام المسألة نرى ما رأيتم.. والمسألة الحمد لله في الأمر سعة.. لأنه أُختلف في هذا الباب، لكن بعض الأخوات كتبن في بعض الصحف والمجلات. الواجب أنك تصبر إلى آخر قطرة من دمك.. عشان إيش.. عشان تكشف وجهها وأنا أروح إلى آخر قطرة.. هي تبغاني مثل واحد من الأكراد المشهور عنهم الصمود والتحدي حتى لأتفه الأسباب.. مثلاً لو قلت له إننا سنتغدى الساعة الثانية يقول الثانية والنصف ويصر حتى يروح دمه. يقول الشيخ علي الطنطاوي في مذكراته أن كردياً كان عند السلطان في العراق، قالوا هذا الكردي الذي معك ما يمكن أن يوافقك حتى لو كنت أنت الأمير.. قال حتى أنا ما يسمعني قال عناد في الأكراد قال تعال : قال جربه في أي مسألة ولو تافهة، قال طيب البطيخ (الحبحب) هو يقسم بالسكين أم بالمقص، قال بالمقص قال روح غرقه في البركة، قال بالمقص، فما نزل رأسه حتى طلَّع يده من الماء ويؤشر بأصبعه (بالمقص). فأنتن ترون أن أواصل على هذه الحال، طيب يا أخي ما دام في دولة وفي أشياء أنا أطالب مع الإخوة حتى يكون العمل مؤسساتي، حتى قيادة المرأة للسيارة قد كتبت وكتب غيري من الطلبة نطالب بقرار مؤسساتي من الدولة وتكون لجنة أو هيئة تدرسها، أما أن يأتي واحد منا فيأتي عليه المشاق من كل جهة ويتفرجون فينا الإخوان، حتى الصحفيون يتفرجون فينا إذا غلطنا غلطة جلدونا.. فعلى كل حال هذا شيء وإذا أتى إن شاء الله مجال آخر حتى لا أطيل في الجواب والمسألة فيها سعة والحمد لله.
معالي الدكتور محمود سفر قال لي مثلاً عادة الاثنينية وصدق والحقيقة نبهني بعض الناس وهو الدكتور عبد العزيز الحربي من جامعة أم القرى قال في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه يستحسن أن يتحدث الإنسان عن نفسه، قلت صعبة يا أخي أروح أترجم لهم حياتي كأني مالك بن أنس أو الشافعي، بس إذا كانوا طلبوا هم سأدخل في الموضوع وإن كنت قد جعلته أدباً، الآن قالوا يتحدث بعض الشيء، أنا أقول يا إخوان التجربة بسيطة ترى سبقني علماء كبار، لكن هناك أشياء استفدتها في حياتي وتجارب ووقفات أريد أن أذكر بعض الشيء، أنا الحمد لله بدأت بدايات بسيطة وتجارب أحياناً تصلح للتسلية أو للنكتة أو كلمة ألقيتها هي في معهد الرياض زارنا معهد الجوف من شمال المملكة، في ذلك الأسبوع قتل الملك فيصل غفر الله له (شهيداً بإذن الله تعالى)، فقالوا أنظم قصيدة وأنا ما تعودت الخروج أمام الناس، فأوهمني الأستاذ في الفصل أني مثل المتنبي ليشجعني طبعاً.. قال ما هذه الفتوحات سبحان الله ما توقعت، فأنا صدقت ونظمت هذه القصيدة أولاً رثيت الملك فيصل وثنيت على المعهد ثم رحبت بالضيوف الحضور في القصيدة نفسها، ثم ذكرت مستقبل الأمة الإسلامية، ولما أنظر إلى هذه القصيدة أضحك على نفسي كيف قبلوا هذه القصيدة وتحملوا هذا الكلام، أما الوقفة الثانية فإنني ألقيت كلمة في جامع بالرياض فأتيت على وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأتيت على حديث عكاشة، فغلطت بين عكاشة ومعاوية، مرة أقول عكاشة ومرة أقول معاوية، وأخذتني رعدة، ثم قيل لي أحسن شيء قال لي أحد المشايخ أن تتعلم في القرى، ونحن نسكن في الجنوب في القرى الجبلية، يقول تعلم الحلاقة في رؤوس الأيتام، فانطلقت في الصيف فكنت ألقي كلمات هناك، فأقوم في أهل القرية، وأكثرهم لا يعرف نواقض الوضوء... فآتي مرة أخلطها بالأبيات وبالأحاديث فيقول فتح الله عليك.. ويوم الجمعة قلت أنا آخذ الخطبة.. قال ما عليك فخطبت أبشركم وأرتجل أحياناً وفي العيد صليت بهم على هذا ثلاث سنوات حتى تعلمت أن أخرج أمام المحترمين من أمثالكم، من التجارب أنك لا تصنع عدواً لك ولا تستهين بالناس وعليك أن تقدر مشاعرهم، الذي يظن سوف يكون داعية ويلغي مشاعرهم أو يصادمهم فعليه أن يترك الساحة. ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل: 125)، أعرف أن للناس قدرات ولهم قلوب ولهم أرواح ولهم مشاعر ولهم عواطف، المقصود أن تدخلهم الجنة وليس المقصود أن تصنع منهم الأعداء، إنني أريد أنا أن يدخل بدعوتي يهود إلى الجنة لا أن يقتلوا ولا أن يذبحوا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول له ربه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (الأنبياء: 107) والوقفات الأدبية صدقوني كثيرة، لأن في حياتي شيئاً منها أنني على خلاف ما يعرف عني بعض الناس، أنا رجل الدعابة تجري في دمي، لا أتركها حتى وقت الجنازة، وقد أضحكت الشيخ بن باز وهو ما يضحك إلا قليلاً، يتبسم، مرة حضرنا عند الشيخ فأخذ الدعاء حوالى خمس وعشرين دقيقة.. يقولون يا شيخ في تهامة يحتاج إلى وايت ماء يعني يمدونه بالماء.. قالوا اكتبوا لنا أنا ذاك الوقت أوقفوني من الدوام.. وعندي من الكتابات عند الشيخ ما تجدي قال اكتبوا لنا.. يعني فهمي.. قالوا في اختلاف عند جامعة الملك سعود.. قال اكتبوا لنا.. قال واحد يا شيخ يحتاج إلى مكاتب الدعوة في منطقة تهامة.. فسكت الشيخ.. فقلت اكتبوا للشيخ.. ففهم الشيخ الرسالة أنها لم تجدِ.. قال سامحك الله.. سامحك الله.. وابن العثيمين لي معه وقفتان أحدثكم عنهما الأولى: جاء الشيخ ابن العثيمين إلى هنا إلى جدة فصعدنا إلى جبل في منتزه، فقال أنشدنا من الشعر قلت ما أذكرك يا شيخ يوم زرناك في بيتك وأنا ظننت أنك حنبلي متعصب فقلت:
وابن عثيمين وصلنا داره
أمتعنا بمجلس أداره
وحمي الجدال والجال
وبرز الأبطال للنزال
والكل ألقى في الوغى قنابل
والشيخ يحمي عسكر الحنابل
قال لا أنا مع الدليل مع الدليل
جاء من أمريكا وكان مصاباً بالسرطان غفر الله له، فالتفت إلى المجلس قال يا شيخ عائض، ما عندكم شعر اليوم، طبعاً من الأدب أنه مريض ما تروح تفصح بقصائد:
يا ظبية البان ترعى في خمائله
ليهنك اليوم أن القلب مرعاك
والموت يدب في جسم الشيخ.
قلت يا شيخ لي بيتان للمتنبي قلت:
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم
وزال عنك إلى أعدائك الألم
وما أخصك في برء بتهنئة
إذا سلمت فكل الناس قد سلموا
قالها المتنبي في سيف الدولة.
عموماً الوقفات كثيرة يعني صراحة ما هيأت نفسي أن أتحدث عن نفسي، لأن التحدث عن النفس صعب، وأنا صراحة كان يدرسنا بعض المدرسين غفر الله لهم، ورحمهم الله، تصدق ما نسي أحدهم، كان يأخذ نصف المحاضرة في الثناء على نفسه، فهو الأول على مستوى الجمهورية وكتبه سارت بها الركبان وهو شاعر من الطراز الأول فكنا ونحن أطفال نستمري هذا الحديث عن النفس، حديث صعب ويقول لابن تيمية أنا الفقير أنا المسكين في مجموع حالتي أنا الفقير إلى رب السماوات أنا المجدي وابن المجدي وهكذا كان أخي أبي وجدي، نحن فقراء إلى رحمة الله لم نأت بجديد ولم نخترع جديداً، علمنا محمد صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث والآيات، قمنا نتحدث مع إخواننا في الناس رأوا الجميل وستروا القبيح سامحاً بالقليل من غير عدل ربما أقنع القليل وأرضى، وسوف يصدر هناك بعض الكشكول في أخبار النكات.
الشيخ عبد المقصود خوجه: يبدو أنني أخطأت وزملائي سكرتيرية الاثنينية، المقصود بالحديث عن حياة الضيف هو التوثيق، فنحن جيل بجانبي كريمان فاضلان زملاء الدراسة، أحدهما أصغر منا ولا أقول من.. على كلٍّ جثونا على الركب أمام أساتذة أعلام أثروا في تاريخ هذا البلد وفي كتبهم كما يقال سارت بها الركبان.. لا نزال نحن تلاميذهم الذين بقوا يعدون على أصابع اليد الواحدة.. نختلف حتى اليوم متى ولدوا وأين وكيف درسوا وكيف صارت طريقتهم.. المقصود الأساسي والأول أننا نأخذ معلومة من في الضيف، فليس هناك أهم ولا أقوى من قول القائل فلذلك بجانبها أحياناً لتجميل الحديث مواقف، أيضاً مختلف عليها كثير فليس القصد لا رفعة النفس ولا التحدث عن النفس.. لكن التوثيق، وأنا أرى بعد خمس وعشرين سنة وأنتم ترون ولا أقول إلا إن شاء الله صدقاً وليس لي في ذلك شيء، الآن في أحيان كثيرة يذهب أحد إلى رحمة الله، وأرى بعضهم بكل تواضع أنه كذا كذا كذا.. كما ورد على لسانه في الاثنينية أو كما ذكر عن فلان في الاثنينية، فنحن من باب التوثيق فطبعاً يستحب إذا كانت هناك أمور مختلف عليها أن يثرينا بها الضيف الكريم.. يبدو أننا قد ارتكبنا خطأ كبيراً إذ لم نوضح أن لمرضي وربما إخوتي في الاثنينية باعتبار أول اثنينية دائماً على طريقة المثل الذي قلتموه يتعلم الحلاقة في رؤوس اليتامى.. تأتي ناقصة في كثير من مواقعها فالمطلوب هو هذا الطلب.. وبعد ذلك.. ما شاء الله ما لكم من حكمة في القول ومعرفة ما في شك ستجدون ماذا يقال وماذا لا يقال، الأهم لدينا هو التوثيق.. ولكم الشكر .
ثم بعد الاثنينية بعد كده يكتب هذا الكلام.. أين درس؟ من أساتذته..؟ الخ.
فضيلة الدكتور الشيخ عائض القرني: أحسنتم.. أشكر الشيخ عبد المقصود أنه نبهني إلى هذه المسألة.. عموماً سبق في أول الحديث عن حياة أخيكم.. يعني عموماً مولدي كان عام 1379هـ في بلاد بلقرن وهي جنوب المملكة العربية السعودية ومحافظة الآن تتبع إمارة عسير ودرست الابتدائية هناك في مدرسة آل سليمان، وكان أساتذتنا فضلاء والحقيقة الذي فقدته الآن في حياتي هو جمال قريتنا التي كانت رابضة في سفح جبل أخضر هناك في غدير وفي شجر وفي حياة بسيطة سهلة وكان بين الناس أنس وكان بينهم راحة.. وقد كتبت الآن مقدمة للمذكرات حتى إذا وصلت إن شاء الله مائة وعشر سنوات أخرجها لكم إن شاء الله.. فهذا يسمى الظمأ على ضفاف النهر.. أنا فقدت ذلك الحنين والجمال والأنس ثم انتقلت إلى معهد الرياض كان أعمامي هناك فدرست وتعلمت من بدايتها الأدب حيث أرشدني منهم عبد الرحيم الجوير الإعلامي المعروف الأديب، ودرسنا في الأدب والشيخ المحيذيف والفنتوخ رجل آخر رجل أديب وشاعر مع العلم الشرعي طبعاً.. وبعدها إلى معهد أبها ثلاث سنوات، وهناك كانت أكثر انطلاقة في الدعوة حيث كان معنا الشيخ عبيد الله الأفغاني وهو عالم جليل في المسجد النبوي يدرس هناك والشيخ إبراهيم سير وغيرهم ونفعتنا المخيمات حيث كنا نرتجل حتى إني رأيت بعض الكتَّاب يقول لأحد الساسة وجدت أنك ـ يبدو أنه يمزح ـ دخلت أحد المخيمات من جوانبها الإيجابية، أنها تعلم الخطابة ومواجهة الناس والإلقاء، عدت بعدها إلى كلية أصول الدين في أبها ودرست علم الحديث في السنّة في الكلية ثم ارتحلت إلى الجماعة حيث التقيت بأذكياء من أذكى الدعاة على الإطلاق وهم الدكتور سلمان العودة والدكتور عبد الوهاب الطريري والدكتور محمد التركي والدكتور سعد الزيد، فكانت استفادتنا من لقاءاتنا يمكن أعظم من استفادتنا من الدراسة ودرسنا أعلاماً منهم الشيخ عبد الفتاح أبو غدة.. الدكتور أديب أبو صالح والدكتور أحمد معبد.. يعني هؤلاء قمم علمية استفدنا من علمهم ومن تواضعهم ومن ثقافتهم ومن أدبهم ما يمكن أن يفوق الدراسة المنهجية التي وضعت في الباب، ثم كانت رسالة الماجستير وأشرف عليها الدكتور مسفر الدميني في الحديث النبوي البدعة وأثرها في الدراية والرواية، وكانت تتخللها طبعاً محاضرات، والسفريات أول سفر من المملكة كان بعد الجامعة، دعينا إلى المؤتمر العربي المسلم في أوكلاهوما بأمريكا.. هذه وقفة قصيرة على منهجية الشيخ عبد المقصود.. ولما وصلنا إلى هناك قال لي الدكتور طارق السويدان نريد الرحلة أن تكون شعراً.. فألقيت الأرجوزة المشهورة التي ربما يعرفها كثير منكم..
يقول عائض هو القرني.. أحمد ربي هو لي ولي مصلياً على رسول الله.. والمجلة لا تسأل على ذكرها.. لكن أخبار الرحلة كلها في هذه الأرجوزة.. السفرة الثانية إلى كولورادو في مؤتمر.. ثم سافرت الحمد لله إلى أوروبا وآسيا للدعوة والمحاضرات واللقاءات، أما الدكتوراه فكانت في المفهم على صحيح مسلم كما تعرفون للقرطبي والآن متفرغ للدعوة.. وأبشركم أن الله سبحانه وتعالى أعطاني رغبة لا تنتهي في القراءة.. فهي معي دائماً وأبداً ولي كتاب سوف يصدر إن شاء الله من مكتبة الريان من بيروت اسمه ((عاشق)) في خمسمائة صفحة ذكرت رحلتي فيها مع الكتاب وعشقي للكتاب وقصتي مع كل كتاب، كيف أنعس فيسقط، مشاعري مع كتب الجاحظ مع الرافعي مع العقاد مع طه حسين مع المتنبي مع ابن خلدون مع ابن تيمية مع المغني، كتاب كان ثقيلاً وكان أنيساً وكتاب كان شرساً وكتاب كان مصاحباً، ونحو ذلك.. أنا أكتب بحمد الله أعانني الله عز وجلّ على الكتب الموجودة من فضل الله ورحمته وتوفيقه وليس من جهدي أنا، والحمد لله أنني أعتني بجوانب السيرة والتفسير والأدب، وقد استولى علي رجلان أقولها بصراحة في عالم الأدب وعالم العلم أحمد وأحمد، بعد أحمد الكبير صلى الله عليه وسلم مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (الصف: 6) فعندي أحمدان أحمد بن تيمية وأحمد المتنبي، وأنا أحب المزاح سافرت مع الدكتور سعد البريك والشيخ الدكتور مقحم وغيرهم، في أسبانيا فقلت انتبهوا لثلاثة أصول: الصلاة في وقتها.. ولا تعرضوا لبنتين ولا بد من أن تستشهدوا بشعر المتنبي.. وإلا لن يكون لكم شأن هذه من اللطائف.. أنا الآن دخلت في ثمانٍ وأربعين، ومن ثلاث سنوات فأنا أقف ما أستعجل وأسأل الله أن يتقبل.. والآن ما زلت دون الخمسين صراحة لكني أحب أن أمزح.. رحت إلى أفغانستان أرسلني بن باز أنا ورجل الأعمال المشهور الثميري، إلى القادة وكانوا مختلفين، سياف وحكمتيار ورباني وغيرهم.. فلما وصلنا أتى بنا المغرب عند يونس خالص وصليت بجانبه.. فلما قال الإمام وهم أحناف ما يجهرون باسم الله.. وفي المسجد ما يقارب عشرين صفاً كبيراً، فلما قال إمامهم ولا الضالين قلت آمين وحدي أنا، فلما ذهبنا إلى البيت قلت للشيخ يونس خالص طبعاً ودي أعتذر الهجوم خير وسيلة للدفاع.. قلت يا شيخ التأمين سنّة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد رواه الحفاظ في البخاري ومسلم.. قال هي سنّة أو واجب.. قلت سنّة.. قال تبطل صلاة أو لا تبطل.. لكنها سنّة قال يعني الدليل معنا في ذلك.. قال نحن على هذا من زمان قال أذكرها من سبعين سنة.قلت هي ليست بالعهد، قال شوف أضرب لك مثلاً: يوجد أفغاني عندنا سألوه عن عمره قال عمري 30 سنة وبعد عشر سنوات سألوه قال 30 سنة، قال أنا أفغاني ما أترك رأيي من الشجاعة.. هذه من الوقفات في هذا الباب أنا جئت وفي ذهني شيء، لكن المقصود أن الدكتور سلمان العودة كلمني، وقال سلّم لي على الشيخ عبد المقصود خوجه.. الحمد لله أنه تذكرنا هذا.. قلت ما هو موضوعك.. قال موضوعي الحوار.. وأنا حضرت عناصر على الحوار.. قلت ما دمت سبقتني فأنا سيكون موضوعي في الأدب والكلمة وصنع الكلمة.
فعموماً الحمد لله في مثل هذه المجالس تحصل فائدة وتحصل مدارسة ويحصل التناصح وتلاقح الأفكار فأسأل الله التوفيق للجميع.
الشيخ عبد المقصود خوجه: ما أفدتنا به الآن يا سيدي الفاضل ربنا يطيل في عمرك وفي الأساتذة الكرام.. هو من سيجيبنا في يوم من الأيام أو من سيعرفنا بالأسماء التي قلت؟ نحن نعيش هذه المأساة . أنا أوجّه السؤال لزملائي ولزميلي معالي الدكتور محمود سفر ولزميلي معالي الدكتور محمد عبده يماني، نحن نختلف الآن مع أساتذتنا ومع زملائنا ولا نعرف بعضنا بعضاً، فهذه وسيلة من أهم الوسائل التي يجب أن نحافظ عليها، وليس القصد أن نطلب من الشخص أن يعلي من شأنه، لكن القضايا المختلف عليها التي يعرف عنها مثلاً نحن منعنا هذه السنة.. كانت مسيرة خمس وعشرين سنة كنا نترك للضيف المريدين الإخوان الذين يعرفون كيف يتكلمون لكننا وجدنا قضية ((تطبيل وتزمير)) لا تفيد في شيء، فمنعناه، لكننا وجدنا هذا حق، في شيء عنده شيء لم يسمع به أحد ولا يريد صاحب الشأن أن يقوله، لأنه ربما في ذلك منفعة أو ربما وجهة نظر لكنها لا تخل فنعتبرها مداخلة ونسمح بها، وللتوثيق أظن أنكم توافقون عليه من أهم الوسائل وخصوصاً بعد خمسة وعشرين عاماً.. إذا قدر لنا أن نستمر وأراد الله سبحانه وتعالى أن يكرمنا في ذلك فهذه معلومات مهمة.. وهذا ما أردت وشكراً..
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الله فراج الشريف يقول:
ألا ترى معي أنه آن الأوان لمثلك أن يجاهد معنا لتغييب خطاب دعوي لم يعد ملائماً.. بل هو التقريع ولحمته الالتئام والتصنيف.. وسداه لا أريكم إلا ما أراه وإن لم توافقوني فأنتم ضد الإسلام محاربون له.. ألسنا جميعاً مسؤولين عن هذا الخطاب الذي أسسه بعضنا وصبر على أذاه آخرون منا.. ولو واجهناه منذ ظهوره لربحنا الدين والدنيا، فهلاّ أفضتم في الإجابة لعلك تطفئ حريقاً يشعله اليوم منتسبون إلى العلم الشرعي يزعمون أنهم دعاة الحق وشكراً..
فضيلة الدكتور الشيخ عائض القرني: شكراً لأخي الكريم السائل وأنا أوافقه في السؤال إلا في فقرة واحدة يقول إذا ما ترى هذا فأنت محارب للإسلام أجل هذا التقريع الذي تنهى عنه أنت وهذا التصنيف.. لأنه يقول إن هناك خطاباً تقريعياً.. لا.. حتى إذا ما وافقك أحد في مسألة ولا رآها فليس محارب الإسلام، الأمر واسع والحمد لله والطرق تؤدي إلى مكة والأمر فيه سعة وفيه اجتهاد.. فأحياناً يتعول الإنسان.. لأنه أحياناً يرى رأياً ويظنه الناس أنه يكفر به أو يفسق، لكن له مخارج في الإسلام وفي الخطاب الشرعي.. أنا معه في مسألة أن هناك خطاباً قوياً فيه تقريع للأمة وتقريع للجيل وتقريع للشعب وتقريع للأمة وللرجل.. والإسلام جاء دين رحمة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا.. صحيح أن أخطاء البشر هذه تعرض على كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منا إلا راد ومردود عليه إلا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وقع هذا من الجيل ووقع من الدعاة ولكن الحقيقة الحمد لله بدأ الآن، السن له دور، بدأ تجديد في الخطاب، بدأت كما تلاحظون أنسام رحمة، بدأ تفاؤل، بدأ حوار، بدأ التقاء وهذا بدأ يتلاشى، أبشرك كثيراً لكنه باقٍ في الساحة، ومهمتنا نحن والإخوان أننا نسعى في التقليل منه أو في محاصرته حتى يبقى اللين الذي قال سبحانه وتعالى: فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً (طه: 44) وادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ (النحل: 125). أيضاً هناك مرض التصنيف وهو أن بعض الناس مغرم بالتكفير والتفسيق والتبديع والتجهيل.
حتى أنا أحب النكتة سامحوني قبل ما التقي الشيخ عبد المقصود في اللقاء الثاني التقينا في اللقاء الأول وحضر أحد الإخوة جزاهم الله خيراً.. فأخذ يعطينا من العيار الثقيل بعض الأخوة كدة.. معنا مشايخ يقول: شوف الحمد لله الذي لم يجعل مفاتيح الجنة في جيبك ولا في جيبي، فللجنة أبشرك ثمانية أبواب ومصراع الباب من صنعاء إلى بيت المقدس وسوف يأتي عليه يوم من الزحام.. أما أنت لو كانت مفاتيح الجنة والله ما تدخل إلا 13 منهم 6 بدون إقامات.. فضحك الناس.. فالحمد لله الأمر واسع ورحمة الله واسعة.. ونحن في رحمة أرحم الراحمين، يا إخوان يبقى الحكم للعلماء الجهابذة.. وأما الإنسان يدعو يا أخي أدعُ إلى سبيل ربك ولا تصنف أحداً.. أنا يعجبني عند تبليغ كلمة.. يقول إذا قمت لا تحمر عيونك في الناس وأنا في المسجد.. في واعظ أحمق مهبول قام يقول: يا أخي والله يا إخوان ما أحد يضمن لنفسه الجنة.. أنا هو أنا ما أضمن لنفسي.. لأن عند نفسه شيئاً خطيراً.. فهذا من التصنيف وهذا من التقريع لكننا نتعلم من مدرسة الرسول عليه الصلاة والسلام يا أخي أصحابه أخطأوا وردّهم صلى الله عليه وسلم، معاذ شدد الطول في الصلاة فقال أفتَّان أنت يا معاذ. وأصلح الموضوع وصلح.. لكننا لا نريد خطاباً إقصائياً يعالج خطاباً إقصائياً.. يعني الأخ الكريم لا نريده أن يقول فمن لم يفعل فهو محارب للإسلام، هذا تقريع وهذا تصنيف لأن عندنا مثلاً.. اتجاهات منهم من يلجأ إلى الدين الإسلامي ويقول ظلاميون وحادون ومزعجون وإرهابيون.. فيرد هؤلاء، قال هؤلاء علمانيون يريدون فساد العباد والبلاد ويحملون الكفر وهم طريق وجسور للمستعمر.. شف هذا الظلم والعدوان من هنا والظلم والعدوان من هنا فالواجب أن يعتدل الإنسان في كلامه يقول كلمة الحق وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى (المائدة: 2).. وعلى الإنسان أن يتقيد بالألفاظ الشرعية.. السؤال خطير ومهم مع حذف جملة ((فمن لم يوافقني فهو محارب للإسلام)) بل نحن إن شاء الله لسنا محاربين ولو خالفناك وإن خالفتنا والأمر واسع وأبواب الجنة ثمانية.. عسى الله أن يجمعنا بكم في جنات النعيم.
عريف الحفل: ننقل الميكروفون للسيدات.. تفضلي الأستاذة نازك.
نعم.. سؤال من الأستاذة أميمة عبد العزيز زاهد.. كاتبة ورئيسة قسم وحدة الإعلام التربوي في إدارة التربية والتعليم.. السؤال هو:
كثر الحديث في هذه الأيام عن زواج المسيار فهناك من توافق عليه وهناك من ترفضه من قبل النساء طبعاً. بحجة أنه ليس شرعياً.. فما رأي فضيلتكم في ذلك؟
فضيلة الدكتور الشيخ عائض القرني: شكراً أنك ذكرتنا بفتح الغفار في زواج المسيار.. وهذا الزواج قد أفتى فيه كثير من علمائنا هنا وفي العالم الإسلامي كالقرضاوي وعلماء في الأزهر.. وعندنا علماء كبار أفتوا فيه بالجواز.. فالأمر واسع.. وأقول للإنسان الذي لا يريد المسيار أو المرأة التي لا تريد المسيار.. يمسكون ويصلون ويبقون على مسألتهم ولا يتعرضون ومن أراد المسيار فهو شرطه شرعي ترى وهو قائم بالعقل لأنه رضى وقبول، هناك ولي وشاهدان وعقد وتم.. أما المسوغات الأخرى التي تحدث عنها بعض الإخوة الصحفيين بأن ليس هناك بيت ولا استقرار ولا ذرية والإسلام لم يشترط هذا.. الزواج صحيح من حيث هو.. والمسيار عند من تكلم من العلماء كان حلاً إسلامياً حلاً لظروف بعض الرجال وظروف بعض النساء بعض أعمالهم.. بعض ظروفهم الخاصة.. المسألة واسعة، والذي نص عليه الآن غالب الفتوى على جوازه وعلى أنه زواج شرعي، صحيح فيه سلبيات وليس كالزواج المستقر لكنكم تسألون عن الحكم الشرعي الذي أتى من الله فهذا هو.. حتى إن بعض الإخوة يقولون إنه صار حلاً عندنا في أوروبا.. لأنه زنا وإما أنه يقع في هذا الأمر.. فصار حلاً، وبعدين سبحان الله قد يتزوج زواج مسيار ثم يجعل الله بينهما حباً ثم اتصالاً ثم بناء بيت.. لكننا نحدثكم عن أناس حتى إن بعض الفاضلات من النساء كتبوا رسائل.. والله ما نستطيع في حياتنا وظروفنا إلا زواج المسيار لأن إما في أسرة تعيش الطبقية مثلاً.. أو ظروف معيشية أو لها قرابة يمنعونها.. فهي المرأة نفسها تنادي بالمسيار.. هذا رأيي وإذا ما عجبكم لا تزعلوا علينا..
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
هل رب العزة والجلال غاضب على الأمة الإسلامية حيث سلط عليها اليهود والأمريكان والنصارى في الدول الأوروبية لقتل وتدمير وتشريد المسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق والشيشان والصومال والسودان والبوسنة من جهة.. والإساءة للرسول الكريم واتهامه بالرجعية والإرهاب.. المسلمون ينصرون الله إذاً لماذا هذا الغضب من السماء والأرض عليهم.. ولا إجابة لدعائهم والتفرقة السائدة بينهم؟
فضيلة الشيخ عائض القرني: يظهر أن الأخ السائل خسر في الأسهم.. فصار عنده إحباط.. أولاً أشكرك على سؤالك ولكن انظر بتفاؤل وبانشراح صدر.. وأبشر بما يسرك المستقبل للإسلام.. الشيخ صالح بن حميد خطيب الحرم في العيد الماضي ألقى كلمة فقال أبشروا فعمر الإسلام أطول من أعماركم.. وآفاقه أوسع من أوطانكم.. فأبشرك أن الإسلام دخل في الكونجرس.. ذهبت منا بغداد فأخذنا اسطنبول والآن الإسلام عبر القارات ووصل إلى الصين وإلى أكبر المراكز الإسلامية في بكين.. القرآن أكبر كتاب يوزع في العالم الآن.. قنوات فضائية في الدنمارك والنرويج تبث للإسلام.. صحيح ما قلت أن هناك جوانب إخفاقات، هناك أشياء مزعجات في الإسلام في فلسطين في العراق في أفغانستان وفي البوسنة والهرسك ونحوها.. لكن المكاسب يا شيخ إذا نظرت بعينين وبإنصاف.. الآن أنا أسألك وأنت أكبر مني سناً أقول للشيخ سعيد الغامدي اليوم في الطائرة.. قلت تذكر ونحن صغار قليل من يصلي من الشباب في المسجد.. ما كان من يقرأ حتى المصاحف قديمة ممزقة.. ما يقرأ القرآن في المسجد ولا شريط إسلامي.. وكانوا من يصلي التراويح يستهزئون به.. شايب عندنا في القرية قالوا له صلِّ التراويح قال ما يصلي في الليل إلا الجن، والإنس ما يصلون في الليل. يقصد التراويح..
أما الآن يا شيخ فقد امتلأت المساجد وأبشرك أنني رحت إلى أوروبا والمشايخ ذهبوا إلى هناك وذهبنا إلى أمريكا حيث المساجد والمراكز الإسلامية، تعرف أن الإسلام سوف يكون الدين الأول بعد سنوات في العالم، تعرف أن فرنسا الآن قد يسيطر الدين الإسلامي فيها على المسيحية. وقال الشيخ صالح في خطبته سوف يكون الدين الأول الآن ذهبنا إلى باريس وإذا المراكز الإسلامية والمتاحف كلها مسلمة كأني في الرباط كأني في الجزائر.. الإسلام قادم لأن الله وراءه سبحانه وتعالى قال: وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (آل عمران: 139)، يقول الدكتور غازي القصيبي :
لا تهيئ كفني ما مت بعد
لم يزل في قلبي برد ورعد
أنا تاريخي ألا تعرفه
خالد ينفث في جسمه وسعد
أبشرك بالخير وبما يقر عينك وأنت غيور على الإسلام وأشكرك على غيرتك ولينشرح صدرك أن الإسلام سوف يكون الدين الأول في العالم وبشهادة مَنْ هم أكبر تجربة مني، الدكتور محمد والدكتور محمود والأستاذ عبد المقصود، يعرفون هذا بتجاربهم وبسفرهم الكثير للغرب، أن الغرب الآن أصبح حقيقة ماثلة للإسلام لا بد من أن تتعامل مع الإسلام، يا أخي الشارع في الغرب إسلام، المنبر إسلام، القنوات إسلام الإنترنت إسلام، الصحف إسلام، المجلات إسلام، قبل خمسين سنة يا شيخ إذا كان أحد عندنا أراد أن يكتب خطاباً إلى ابنه في الرياض، يستعينون برجل من القرية الثانية ويأتي ويكتب الخطاب ويغدونه خروف، لأنه كتب رسالة، وصدق أنه إذا رجع الخطاب يستعينون برجل من قرية ثانية فيقرأ لهم الخطاب من ابنهم، نحن الآن سطرنا أبشرك وبدأنا ندلف على العالم وأتينا بالجيل الجديد وأصبح الفجر والمستقبل لنا.. وأبشر بما يسرك فنحن لنا اليوم والأمس والغد لأننا من أمة رسول معصوم بشر الله برسالته التي سوف تطبق الأرض وستكون الحل لكل البشرية بإذن الواحد الأحد والله، وليس الحل مع اليهود ولا النصارى لكن الحل مع محمد عليه الصلاة والسلام الذي حتى الغرب اعترف به، يا أخي مايكل هارد في كتاب (مائة رجل في التاريخ) جعل العظيم الأول محمد صلى الله عليه وسلم، قال أعلم أن هذه الحقيقة ستغضب الأمريكان، ولكن ماذا أفعل إن الحقيقة تفرض نفسها.
عريف الحفل: السؤال عند السيدات تفضلي أستاذ نازك.
سؤال من الشاعرة هند خوجه:
هل هناك قصيدة كتبها الشيخ تحث على الألفة بين الزوج وزوجته، لما نلاحظه الآن من كثرة الطلاق ونسيان المودة والرحمة بينهما، وقد أفضل كل منهما للآخر ميثاق عهد؟
فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني: بارك الله فيك.. أنا عندي مقطوعات ولكنني لا أحفظها، ولعل إن شاء الله تأتي ندوات أخرى.. وأنا مدعو لندوات نسائية في جدة وفي الرياض، ولعل هذا يصلح الحديث لكن هناك وقفات شعراء مع أزواجهم في الألفة والمحبة والتقدير. يقول الشهرزولي وهو عالم لزوجته:
والله ما جئتكم زائراً
إلا وجدت الأرض تطوال
ولا انثنى قلبي على بابكم
إلا تعثرت بأذيال
وعلي بن جبل يقول:
بأبي من زارني مكتتماً
حذراً من كل واشٍ جزعا
كابد الأهوال في زورته
ثم ما سلم حتى ودعا
أشياء كثيرة ولكن نبدأ بسيد الخلق لأنه هو الذي أسس الحب في الأسرة، وكانت عائشة تقول إذا دخل علينا دخل بساماً ضحاكاً، وكان يمازح عائشة ويسابقها ويقطع معها اللحم فكان هو الرحمة المهداة الذي صنع الحب في قلوب الرجال والنساء بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم، ويحتاج هذا السؤال المهم الخطير إلى محاضرة في ألفة الزوج والزوجة، الطرق الموصلة إلى التآلف والتآخي شعراً ونثراً وإن شاء الله أن يكون هذا عندي أو عند غيري من طلبة العلم.
الشيخ عبد المقصود خوجه: ننتهزها فرصة ونعتبر هذا وعداً لتكون المحاضرة بهذا الشأن حتى نرضي السيدات والسادة.
فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني: أنت يا شيخ عبد المقصود وإن تطلب من دمائنا فكيف لو طلبت كلامنا.
عريف الحفل : سؤال من الأخ عجلان الشهري يقول:
قال أحد المفسرين المجتهدين إن تفسير الآية الكريمة طه . مَآ أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (طه: 1 ـ 2) هو ضع رجلك ما أنزل الله عليك القرآن لتشقى وتتعب نفسك في القيام في صلاة الليل حيث كان صلى الله عليه وسلم يرفع إحدى رجليه أثناء القيام في الليل عند شعوره بالتعب، ما رأيكم كرجل متخصص في تفسير كتاب الله؟
فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني: عموماً أنا هذه الصورة قريب عهد بها حيث إنني قدمتها مفصلة مفسرة في برنامج، أما بعد، في قناة دبي، فأنا قريب عهد بالأقوال وهذا القول ضعيف لا يسنده لا اللغة ولا الأثر. من حيث النقل عنه أو عن المفسر مع اعتذاري للأخ الذي قال هذا القول لا يثبت ولا يستقيم مع سياق الآية ومدلول الآية بل الصحيح أن طه من الحروف المقطعة.. وخلاف بعض أهل العلم يقول بأن طه من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكن بحثت في الأحاديث الصحيحة وكلام العلماء المحررين والمحققين أن ليس من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم طه، ولو من البردوني لما مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، دعونا قليلاً نعيش معه في قصيدته التي ما ألقيت في العصر الحاضر أجمل منها في مدح مخلوق ولا زعيم إلا في سيد الخلق صلى الله عليه وسلم الذي يقول في آخرها:
طه إذا ثار إنشادي فإن أبي
حسان أخباره في الشعر أخبار
أنا ابن أنصارك الغر الأُلى
جيش الطغاة بجيش منك جرار
إذا تذكرت عماراً وسيرته
فافخر بنا إننا أحفاد ((عمار))
هذا طه صحيح ليس من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم، الصحيح أن طه حرف مقطع.. من الحروف المقطعة ثم يبتدئ الكلام ما أنزلنا عليك القرآن خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم لتشقى بل لتسعد فليس من شقاء في تلاوته، لا يكثر على نفسه منه بل هو ميسر ولا في قيام الليل بل مسهل إنما أتى القرآن لتسعد لتفرح لتتناول مباهج الحياة والحلال لتمشي مع النبل والفضيلة والعز في الدنيا والآخرة هذا هو المعنى إن شاء الله.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت الصحفية إيمان الكاف:
ذكر لنا التاريخ العديد من النساء الأديبات أمثال سكينة بنت الحسين، فما هو نظركم حول وأد المبدعات الواعدات في مجتمعنا؟
فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني: بارك الله فيكن.. هو الحقيقة أنتم يا أهل جدة وأهل كلمة إقرأ لأن في بلدكم نزلت، أنتم سباقون إلى الثقافة والإبداع وكان عندكم مجالس من زمان في التاريخ لم تكن في أنحاء المملكة، وفي الكويت كان دعاني الدكتور طارق السويدان في هلا فبراير وكانت هناك خمس وعشرون دكتورة ومثقفة ومفكرة، من جدة بالذات التقيتهن هناك.. وكنَّ يطالبن بمجالس ثقافية، مثل هذه المجالس إذا لم يكن فيها محظور شرعي فإنها تقام وتدعى لها النساء وتسجل في كتب وتقيد، وحبذا أن الشيخ عبد المقصود ومعالي الدكتور محمود والدكتور محمد أن يتبنوا هذه الفكرة. الآن ترى أصبح هناك مجال للمرأة في مسألة الإبداع وفي مسألة المجالس الثقافية حتى وإذا حضر محاضر طبعاً نحن بلد مسلم ونتقيد بالإسلام لأن بعض الناس الآن يفهمون ((شيلة.. بيلة)) القصد يعني خذوا راحتكم، لا نحن بما أننا مسلمون يحضر المحاضر وتحضر المحاضرة في النساء وتلقى قصائد بينهن، وتكون مجالس ثقافية وتكون هناك اثنينية مثل هذه الاثنينية أو لا احتراماً لهذا اليوم يكون فيه يوم ثالث وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ (الأعراف: 163).
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الرزاق الغامدي يقول:
في القلب حسرة وفي الحلق غصة مما يجري لإخواننا في فلسطين والعراق فقد جاوز الظالمون المدى.. ما هو المخرج بحسب رؤيتكم من هذه الكوارث في ظل الضعف العربي الراهن؟
فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني: نحن كما ترى يعني لا نمنع من أن نقول لسؤال الأخ الكريم.. أن من الوقفات التي تحزننا وتؤرقنا منذ خمسين سنة هي مسألة فلسطين وهي التي أخفقنا فيها ولم نحسن التعامل معها، والحقيقة أن هؤلاء اليهود لا يجدي فيهم إلا العين ((الحمرة))، ولكن لما رأونا متخاذلين متفرقين فعلوا بنا هذه الأفاعيل.. حتى يقول نزار قباني:
يا ابن الوليد ألا سيف تؤجره
فإن أسيافنا قد أصبحت خشبا
في أي حال القرار الأخير الذي اتخذه وزراء الخارجية العرب إذا نفذ كان هذا أول خطوة في النجاح.. هذا جميل إن كان حصل وإن كان نفّذ.. الأمر الثاني ينبغي أن ندعو الله برفع الضيق.. الله سبحانه وتعالى الناصر.. ثالثاً يجب أن نوحد شمل الأمة لا نتجادل ونتصارع فيما بيننا والعدو يتربص بنا وإدخال بعضنا الجنة وإدخال بعضنا الآخر النار على حسب الأهواء، الواجب أن نتحد ونوجّه خطابنا ويكون عندنا موقف إسلامي موحد وهذا هو الذي يسعى إليه العلماء وقد اجتمعنا مع الشيخ عبد الله فدعق.. وكثير من المشايخ حوالى 400 عالم، قبل ستة أشهر في اسطنبول في تركيا، اتحاد العلماء المسلمين، ووجّهنا خطاباً على وجوب الوحدة بين المسلمين:
أنا الحجاز أنا نجد أنا يمن
أنا الجنوب بها دمعي وأشجاني
ومن ربي مكة تاريخ ملحمة
على ثراها بنينا العالم الثاني
في طيبة المصطفى عهدي وموعظتي
هناك نسيج تاريخي وعرفاني
بالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا
بالرقمتين وبالفسطاط جيراني
النيل مائي ومن عمان تذكرتي
وفي الجزائر إخواني وتطوانِ
فأينما ذكر اسم الله في بلد
عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني
أمة واحدة ولا نطاوع الأهواء السياسية ولا الإقليمية ولا المذهبية لتمزيقنا نحن أمة واحدة
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ (البقرة: 143).
عريف الحفل: ننقل الميكروفون للسيدات:
سؤال من الأخت مها الفهد من مجلة رؤى..
(( لا تحزن )) كتاب بين دفتيه تخطيت كل الحدود وخاطبت فيه المسرفين والمبتلين والمحزونين واليائسين فأثريت النفوس من خلال كلماته بحب الله فهل نطمع في كتاب بعنوان لا تفرح تخاطب من خلاله فئة استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم أنفسهم. فقسوا واستبدوا فنعيدهم من خلال هذا الكتاب إلى جادة الصواب.
فضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني: شكر الله لكم حسن ظنكم.. أولاً سامحوني.. شكراً لأهل جدة لأن فكرة الكتاب بدأت في جدة.. أنا سجنت في قصيدة 44 بيتاً وأخذت عندكم في جدة عشرة أشهر.. فبدأت في السجن أكتب ((لا تحزن)) وحتى الأمير سلمان وأنا في دبي بعد ما توفي ابنه الثاني الأمير أحمد غفر الله له ورحمه ورحم أخاه وجميع المسلمين، قال شوف يا عائض أنا ما نمت البارحة حتى قرأت 85 صفحة وشرح صدري وسهل علي جزاك الله خيراً.. ولو أعلم أنك تكتب كتاباً آخر مثله رددناك للسجن.. قلت تكفي هذه تجربة والعاقل ما ينسجن إلا مرة.. هذه من اللطائف طبعاً.. النجاح هو بيده سبحانه وهو الذي جعله فيه وهذه تجارب عاشها الإنسان وقرأها وأنا أتيت بما لدى الحكماء الغربيين والشرقيين يعني ليس لي إلا حق الترصيف والتوصيف. أما الكتاب الذي اقترحته أيتها الأخت فاتصل بي رجل صاحب مكتبة ابن الجوزي في الشرقية ابن المدرع أو كذا، وقال اقترح عليك كتاب ((لا تفرح)).. مثل ما قالت هي، لكنني أوجّه إلى ناس أطغتهم المادة أنساهم الدرهم والدينار لقاء الله سبحانه وتعالى والعدل والإنصاف والمواساة وأنا أقدم رجلاً وأؤخر أخرى.. مرة أقول أكتب ((لا تفرح)) ولكن يمكن أن يلغي كتابي هذا فلا يصدق الناس لا تحزن.. ويقولون لماذا هذا مرة يقول ((لا تفرح)) ومرة يقول ((لا تحزن)) ومرة يقول ((اكشفوا الوجه)) ومرة يقول ((غطوا الوجه)).. فأنا الآن استشير أهل العلم والثقافة الرواد هؤلاء وإذا أشاروا علي بعد استخارة الله سوف أفعل بإذن الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1136  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.