شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور عبد الله مناع))
أسعد الله مساءكم بكل خير..
لم أكن أتصور أن الاحتفاء بالصديق العزيز علي حسون سيأخذ هذا الشكل، أقرب ما يكون من الرسمية، وإنني كنت أظن أننا سنجلس في داخل المكان وأننا صحبة كريمة مكوّنة من عشرة أو عشرين شخصاً نحتفي بتعيين علي حسون رئيساً لتحرير جريدة البلاد لكن الشيخ عبد المقصود أبى إلا أن يجعل من الحالة أوبرا كبرى وقد طلب مني أن أتحدث في هذه الليلة وقد كنت أعتقد أننا سنكون في الداخل وأقول كلمتين وكفى، ولكنها ليست جديدة علينا ولا على الأستاذ حسون ولكن وجدنا أنفسنا في حفل كبير ضخم كهذا وقد أعدت شيئاً وفي العادة لا أعد شيئاً وأقول ما يمكن أن أقوله..
في البداية يمكن أن أسمي علي حسون أيوب الصحافة فقد صبر صبر النبي أيوب عليه السلام، سنين طويلة مكلفاً، سنين طويلة نائباً، سنين طويلة أيضاً مكلفاً وإلى متى، تساءلت هذا السؤال وأنا أجيب عن الأستاذ عدنان صعيدي في الصفحتين اللتين استحدثتهما مع الأستاذ عدنان صعيدي أو سرقهما الأستاذ علي حسون ووضعهما في صحيفة البلاد، وقلت إلى متى مكلفاً، قضى عشر سنوات نائباً ومكلفاً ونائباً ومكلفاً، كأن معالي الأستاذ إياد مدني قد قرأ هذا، ونحن وإن نتحدث الليلة ونحن نحتفي بالأستاذ على حسون لا بد من أن نحتفي بالأستاذ إياد مدني حقيقة أنه وزير للثقافة والإعلام جاء على قدر وفي الوقت المناسب زماناً ومكاناً، أعتقد أن معالي الأستاذ الصديق إياد مدني لولا قدرته التي أعرفها ومكانته التي أعرفها فهو من أولئك الناس الذين يحققون أحلامهم مهما بدت بعيدة ومستحيلة وكأنهم من أولئك الرجال الذين يحفرون البحر بإبرة، الأستاذ إياد كان يحفر البحر بإبرة، والحقيقة تعيين الأستاذ علي حسون يأتي متأخراً ولكنه ليس ذنب معالي الأستاذ إياد مدني وربما ذنب السابقين، وقد شرح معالي الدكتور بعض لمحات ذلك الزمن، أننا الآن نحتفي بالأستاذ على حسون رئيسا لتحرير صحيفة البلاد، سعداء بهذا التعيين، ونتمنى له دوام التوفيق.
الأستاذ علي حسون يمتلك مواهب متعددة، بعضها يعرفها أصحابه، وبعضها يعرفه كل من عاشره، فهو ذوّاق فيما يقرأ وفيما يكتب وهو صاحب خفة دم قد تخفى على الكثيرين وهو صاحب مجموعة ضخمة من المقالب قد تجد نفسك في داخلها وأنت لا تدري.. والأستاذ علي حسون له تاريخ طويل في الصحافة، وإذا كان التاريخ الشخصي الذي قدم في بداية هذا اللقاء قد جامله فنحن سنغض الطرف ونوافق على هذا المجاملة ونقول له مبروك وأنت رئيساً للتحرير، الأستاذ علي حسون من أولئك الرجال الذين يملكون قدراً من الشجاعة ولكنها شجاعة متزنة ليست متهورة وليست متراجعة، وأعتقد عندما عقد ملتقى المثقفين في الرياض بعد أن صدرت الموافقة على إقامة وزارة للثقافة وإلحاقها بالإعلام أنني من الذين تشاءموا أشد التشاؤم بهذا الإلحاق ولم أكن سعيداً به وكنت أتمنى لو أنها كانت وزارة مستقلة بوزير مستقل، ولذلك كنت أصف ذلك الملتقى لأرى ماذا يجري، بعنوان ((نصف ثقافة نصف وزارة)): وكنت اشترطت على الأخ علي حسون وأعطيه هذه المقالات وهي ثلاثة مقالات طويلة لينشرها ولكن شرط ألا يحجب سطراً واحداً منها، ولكنه وبكل أسف لم يحذف شيئاً من المتن ولكنه حذف العنوان فقلت له يا أستاذ علي العنوان بريء، نصف ثقافة نصف وزارة، نصف ثقافة نصف إعلام، تردد وتلجلج ولكنه أغفل العنوان، ولكن شجاعته كانت تكتمل لأنه أجاز المتن بكامله، حتى قولي نقلاً عن ابن المقفع إنك لا تأمن أنفة الغلام إن أنت أعلمته، ولا تأمن غضبهم إن أنت كتمتهم، ولا تأمن عقوبتهم إن أنت صدقتهم، أجاز هذا فكان شجاعاً بذلك القدر من الاتزان، الأستاذ علي حسون كاتب وصاحب اتصال بزمن الصحافة الجميل وزمن الإبداع الجميل وقد يسألني سائل عن زمن الصحافة الجميلة والإبداع الجميل أقول بكل صدق وصراحة وجرأة كانت في الستينات والسبعينات أو أوائل السبعينات، الأستاذ علي حسون من أولئك الناس الذين تتراءى في خلفيتهم تلك الصور لذلك الزمن الجميل وأظن عندما كتبت أرد على الأستاذ عدنان وذكرت هذا فتح لي تلفوناً وقال لي أنت كأنك تأبنني، الحقيقة لم أكن كذلك ولكن كنت أقدره، علي حسون حقيقية من الصحفيين الذين يقدرون، قد يقول قائل إن البلاد على صورتها التي نراها الآن ليست هي البلاد التي يرجوها محبوها، وأقول نعم صحيح ولكن البلاد ولا أرجع تاريخها إلى صوت الحجاز 1350 هـ ولكن أرجع تأريخها إلى عام 1383 عندما بدأت البلاد، وأقول أنه تعاقب على رئاسة تحريرها أناس لا علاقة لهم بالصحافة، ونستثني شخصاً واحداً هو الأستاذ قينان الغامدي الذي أصبح فيما بعد رئيساً لتحرير جريدة الوطن، أما ما عدا ذلك فقد كانت كارثة تتبع أخرى ولذلك التراكمات أمام الأستاذ علي طويلة وكثيرة وعليه أن يتماسك ويواصل صبره الطويل حتى يغير هذه الصورة أو تلك الصور إلى صحيفة كتلك الصحيفة التي نحبها ونقرأها..
الأستاذ علي حسون أمامه مشوار صعب ومشوار طويل وإذا كانت أزمة البلاد برئاسة التحرير التي سبقت فهي أزمة أيضاً في إدارتها، نتمنى له أن يتماسك وأن يقوى على مواجهة المتاعب الكثيرة التي تنتظره ومن جانبي أنا وأعتقد أنه من جانب الحاضرين الذين اجتمعوا هنا الليلة للاحتفاء بتعيين علي حسون أعتقد أنهم جميعاً سيمدون له كل عون حتى ينجح في مهمته الصعبة والكبيرة ولكنها ليست صعبة لأن هذه الجريدة صاحبة تاريخ وشرف أن يعيد الأستاذ علي حسون صورتها التي كانت عليها في الأزمنة الماضية..
شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عريف الحفل: أحيل الميكرفون الآن إلى الأستاذة منى مراد الكاتبة الصحفية والمشرفة على ملاحق الأسرة في جريدة البلاد ومجلة اقرأ..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1185  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 201 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج