شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
يطيب لي ويشرفني نيابة عن جميع الأخوات الحاضرات أن أرحب بضيف الاثنينية فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد بن عبد الله العودة فسجل فضيلته حافل بالعطاءات والمشاركات ذات الأهداف الإسلامية والإنجازات الفقهية التي كانت سبباً وهدفاً لفائدة الجميع جزاه الله كل الخير والثواب عنا جميعاً، نبدأ بالأسئلة.
السؤال الأول من الأخت خلود العطاس من جريدة ((عكاظ)):
ذكر فضيلتكم بأن الاختلافات والخلافات الفكرية والمذهبية والمنهجية زادت اليوم، فما سبب ذلك وهل ترون بأنها وسيلة لهؤلاء الأعداء ودول الخلاف مقاصدهم لتمزيق الأمة الإسلامية وخصوصاً أننا نرى ونعيش اليوم لأن هذا الصراع الخلافي قائم داخل أمتنا الإسلامية وشعوبنا ودولنا العربية دون غيرها فما توضيحكم وتعليقكم على ذلك وشكراً لكم؟
الشيخ الدكتور سلمان العودة: بسم الله الرحمن الرحيم، السؤال يقول هل الخلافات هذه ربما هكذا فهمت هل هي بسبب زيادتها بسبب مؤامرة من الأعداء، واسمحوا لي أن أقول وأرجو أن لا أكون متشائماً، لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه، في كثير من الأحيان يتولد عندي قناعة أن الأعداء ليسوا في حاجة إلى التدخل، لأن المسلمين يؤدون الدور على أكمل وجه، من حيث لا يشعرون أيضاً، فقضية الخلافات وتفعيل هذا الخلاف وتوسيع دائرته تشعر وكأنه جزء من الثقافة التي يتلقاها المسلم في بيته ومدرسته ومكان درسه ومحاضرته وغير ذلك ولهذا كثير من المسلمين يتعلمون الخلاف ولكن لا يتعلمون فقه الخلاف، وبالمناسبة سبق أن عملت درساً في كُتيب مطبوع عنوانه ((كيف نختلف)) ذكرت فيه أهم الأسس والمبادئ التي تضبط منهج الاختلاف، لأننا إذا كنا نقرُّ بأن الخلاف ضرورة وأنه لا بد منه شئنا أم أبينا فلم يبق أمامنا إلا أن نتعلم كيف نختلف، وكيف نتعامل مع هذا الواقع بطريقة سليمة ترضي الله سبحانه وتعالى وتنفعنا حتى في الدنيا، كثير من المختلفين مهمتهم القضاء على الآخر، وهذا يحوِّل الإنسان عن هدفه، يعني كونك تجعل طموحك لا يتحقق إلا من خلال الإطاحة بالآخرين وتعويق مسيرتهم فهذا ليس جيداً يمكن أن تحقق نجاحاً كبيراً وإنجازاً بعيداً عن الآخرين يمكن أن تسبقهم أو تكون مثلهم، لماذا يجعل الإنسان منا في باله أحياناً أنه لا يستطيع أن يحقق أهدافه وطموحه إلا من خلال تعويق مسيرة الآخرين أو الإطاحة بهم، وهذا الذي يحوّل الخلاف إلى نوع من العراك والصراع.
عريف الحفل: فضيلة الشيخ الأسئلة.. الأسئلة كثيرة جداً كما تفضل معالي الدكتور رضا محاضرتكم أو كلمتكم الحقيقة اشتملت على الكثير من الإجابة عن أسئلة الحضور، فنحن عادة ما نختم هذه الاثنينية تقديراً لظروف الكثير وخصوصاً من هم يسكنون بعيداً في مكة مثل معالي الشيخ الصابوني، فنأمل التكرم من فضيلتكم الاختصار في الإجابة ونحاول قدر المستطاع أن نطرح بعض الأسئلة.
عريف الحفل: سؤال من الأخ سعد سليمان محمد يقول:
من المعروف أن لا اجتهاد مع النص، لكن البعض يقول بإمكان الاجتهاد مع النص، مشيرين إلى اجتهاد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام الرمادة، أرجو الإفادة عن إمكانية الاجتهاد مع النص، خصوصاً مع المتغيرات التي انتظمت العالم اليوم.
الشيخ الدكتور سلمان العودة: يقيناً أن لا اجتهاد مع النص في النص، بمعنى أنه إذا وردت النصوص إذا جاء نهر الله كما يقال بطل نهر معقل، وإذا كان الاجتهاد يمكن أن يكون مع النص فهذا يرجع.. إذاً ما قيمة النص؟ لكن الاجتهاد يكون في النص في ذاته، في فهم النص هذا لا بد فيه من الاجتهاد قد يكون النص قطعياً في دلالته أو يكون ظنياً، وقد يختلف الناس في ذلك أيضاً قضية اجتهاد عمر رضي الله عنه هذا اجتهاد مؤقت للحاكم في رفع الحد، يعني عمر رضي الله عنه اجتهد في عدم تطبيق الحد في فترة من الفترات بسبب الظروف الاقتصادية التي عاشها المجتمع الإسلامي فهذا للإمام مثل هذه الأشياء إذا نزل بالناس نازلة استثنائية غير عادية.
نازك الإمام: نعم كما ذكرت لدينا أيضاً هنا أسئلة كثيرة، هنا معي سؤال من الدكتور رقية قشقري:
في الوقت الحاضر ينقسم المجتمع الحاضر إلى فريقين فريق وسطي يعترف بالحوار مع الآخر وفريق رافض لا يعترف بالحوار معه، فكيف يمكننا أن نجعل هذا الخلاف إيجابياً وبنَّاءً لصالحنا وشكراً لكم؟
الشيخ الدكتور سلمان العودة: أعتقد أختي أولاً ذكرتني بنقطة مهمة أرى أن من المهم جداً أن ننأى بأنفسنا عن قضية تصنيف الناس أو الاصطفاف، لأن الآن في كثير من القضايا لاحظتها جيداً في مجتمعنا أي قضية تحدث يقع للناس نوع من الاصطفاف، وتجد أناساً معنيين بقضية تصنيف الناس إلى مجموعات على حسب الآراء المختلفة هذا مؤيد وهذا معارض، من هنا تأتي قضية العراقة وتأتي قضية داخلية أو قضية خارجية فهذا مع وهذا ضد ويتم تصنيف الناس على هذا الأساس، هذا ليس جيداً، ينبغي أن تُؤخذ الأمور بهدوء أولاً وسكينة كما قلنا وألا يكون هناك نوع من تصنيف الناس تجاه القضايا، المسألة الثانية هي أن التجربة تبين أن الناس قابلون للتغيير والرقي ولكن بشيء من الصبر عليهم، فالبعض يريدون من المجتمع أن يتحول بين عشية وضحاها، وهذا قد لا يكون متاحاً لأن الناس لم يتعودوا على كثير من الأشياء، في يوم من الأيام ركبت في الطائرة فكان معي مجموعة من الشباب ذاهبون إلى أفريقيا وقالوا لي عندنا أسئلة، فوجدتهم يسألون مثلاً نحن سوف نقدم أطعمة لمجاعة هل يجوز مثلاً أن نأكل مع أنثى والبلد الذي يذهبون إليه غالبيتهم من غير المسلمين، هل يجوز أن نقدم لهم طعاماً هل يجوز أن نأكل معهم هل يجوز أن نبتسم لهم هل يجوز أن نصافحهم؟ فقلت لهم: هذه الأشياء التي تسألون عنها كلها مقررة ومتفق عليها حتى عند العلماء بالجواز، وما دمتم ذاهبين يفترض بكم أن يكون عندكم فقه لهذه القضية فأنتم تنتقلون من مجتمعكم الذي ربما تعودتم على التعامل مع أفراده باعتبار أنهم مسلمون مثلكم إلى مجتمع آخر مختلف فالأمر يحتاج إلى نوع من الصبر وطول النفس مع الناس حتى يحدث لهم هذا التغيير الإيجابي وخصوصاً أن بعض الناس يمتنع بسبب التخوف من تغيير سلبي، لأنهم يخشون أو يشعرون أن هناك من يحاول زعزعة أحياناً بعض القيم وبعض الثوابت وبعض الضروريات أو المسلَّمات فيقع للناس نوع من التخوف أحياناً.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول:
خاطب الله عز وجل في كتابه العزيز بني إسرائيل في سورة البقرة بقوله عز من قائل: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (البقرة: 47)، هل تتساوى هذه المقولة مع ما يدعيه اليهود أن الله تعالى اصطفاهم على البشر بوصفه لهم أنهم شعبه المختار؟ وهل أثبت اليهود اليوم وبالوقائع من نجاحات باهرة كثيرة وتفوُّق وامتلاك قدرات عسكرية واقتصادية ونفوذ عالمي وقتلهم وتشريدهم للشعب الفلسطيني وخشية العالم من جبروتهم وسطوتهم بدون رادع ومناصرة العالم لهم وتأييده لمزاعمهم وأفعالهم الشريرة أنهم شعب الله المختار؟
الشيخ الدكتور سلمان العودة: أولاً هذا خطاب لبني إسرائيل في وقتهم وزمانهم لأن السياق في قصة موسى عليه السلام، ولهذا العلماء يقولون على العالمين أي عالمين زمانهم، ثانياً: التفضيل هنا ليس تفضيلاً عنصرياً لأن الدين كله من أصله من قطعياته أنه لا تفضيل فيه عنصرية لأحد يعني أنه يكون فاضلاً حتى مثلاً آل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلَّم وهم الذين لهم المزية ولهم الفضيلة والمودة في القربى مع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنما وليي الله وصالح المؤمنين فإنما يكون لهم الفضل إذا استقاموا، والتزموا بأمر الله عز وجل، واتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم إذاً الفضيلة هنا تكون لهم ببعثة الرسول ودعوتهم ومخاطبتهم فإن استجابوا له كانت لهم فضيلة وإذا لم يستجيبوا كان هذا دليلاً على أنهم ينحطون حتى عن رتبة العالمين غيرهم، لأن العالمين الذين لم توجه إليهم الدعوة قد يكونون معذورين بالجهل، أما هؤلاء فقد عرفوا ثم أعرضوا ولهذا قال الله لهم: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (البقرة: 44) أيضاً، ربما يكون من أكثر ما تفوَّق به اليهود الآن هو أنهم يسيطرون جزئياً على الإعلام ومعروف أن كثيراً من القنوات وكثيراً من وسائل الإعلام والسينما في غالبها وفي بدايتها كانت صناعة يهودية هوليود وغيرها، يعني تشهد بأن اليهود أدركوا أهمية الإعلام وسبقوا إليه، ولذلك أوجدوا عند الناس أكذوبة تتعلق بإنجاز اليهود ونجاح اليهود وأن الاقتصاد العالمي بأيدي اليهود، والسياسة بأيدي اليهود وأكبر النابغين هم من اليهود، والواقع يثبت أن هذا الأمر فيه مبالغة شديدة، الآن اليهود كانوا يتحدثون عن إسرائيل الكبرى، وإسرائيل التي لا تقهر ومع ذلك هم انسحبوا من جنوب لبنان وانسحبوا من بعض الأراضي الفلسطينية وهذا دليل على أنهم ينكفئون على أنفسهم، اليهود ما استطاعوا.. أمامهم شعب فلسطيني أعزل لا يوجد دعم مادي ولا مساندة ولا سلاح ولا اقتصاد ولا إمكانيات ولا قدرات، ومع ذلك استطاع أن يتغلب عليهم بالطفل الذي يرميهم بالحجارة يتغلب عليهم بالصبر بالإصرار ولا شك أن اليهود يعيشون حالة تراجع في قضايا كثيرة جداً، هم ملكوا أشياء عندهم نظام سياسي لا شك قوي وعندهم تقنية عسكرية وعندهم ألوان من النجاحات الاقتصادية داخل بلدهم لكنهم يواجهون تحديات ضخمة وكبيرة وأعتقد أن أي بلد إسلامي يمكن أن يكون أفضل بكثير، التفوق في العالم الإسلامي لا يتطلب الكثير، عشر سنوات كافية لتجعل المملكة العربية السعودية مثلاً دولة من أقوى الدول في منطقة الشرق الأوسط بمجرد وجود توجه لهذا الجانب، نحن نعرف ماليزيا ونعرف نمور آسيا ونعرف الصين، ونعرف كثيراً من الدول التي حققت تقدماً كبيراً خلال فترة وجيزة.
نازك الإمام: سؤال من الأخت منى مراد:
بعد أن راجت الفتوى الشرعية الجديدة التي أجازها هيئة أعضاء المجمع الفقهي الإسلامي التابعة لرابطة العالم الإسلامي، السؤال يتعلق بحملة زواجَيِ (( الفرند والمسيار )) بالخارج، هل هذه الإجابة ستطبق أيضاً على المغتربين للدراسة أو العمل داخل المملكة العربية السعودية؟ وشكراً لكم.
الدكتور سلمان العودة: طبعاً الفتوى كلكم سمعتموها وأنا أقول للأخوات الذين سألوني أكثر من مرة، زواج المسيار يفتقر إلى عنصر واحد هو موافقة المرأة، فالمرأة التي لا ترضى لا توافق، إذا كانت المرأة تعتقد أن المسيار يُخلّ مثلاً بأنوثتها بإنسانيتها بمكانها لا توافق هو لم يكن يحدث هذا الزواج لو لا أن المرأة ذاتها تقبل أو بعض النساء تقبل بهذا الزواج.
عريف الحفل: سؤال من الأخ علي محمد الشهري يقول:
في كتابك (( حوار هادئ )) مع الشيخ الغزالي رحمه الله سلطت الأضواء لطلاب العلم على مدرسة النقل بمدرسة العقل، ألا تعتقدون فضيلتكم أن الأزمات الفكرية في العالم الإسلامي حالياً هي نتيجة لعدم إعمال العقل لفهم النقل؟ ماذا تنصحون به حيال هذه الأزمة؟
الشيخ الدكتور سلمان العودة: جميل.. قد يكون من الأخطاء الكبيرة إيجاد هذه الثنائية بين العقل والنقل، سواء من أنصار العقل أو من أنصار النقل فافتراض أن هناك صراعاً أو أن القضية إما العقل أو النقل هو أحد جوانب الخلل بل أنا أعتبر أن هذا السؤال سؤال مفخخ سؤال مُلغم ينبغي أن لا نستسلم له، البعض يقول مثلاً ماذا نقدم؟ نقدم العقل أو نقدم النقل؟ النقل أصلاً يخاطب العقل، والإنسان غير العاقل غير مكلف أصلاً، والعقل الرشيد لا يمكن أن يُخطئ، لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى أحالنا إليه واستشهد به في القرآن الكريم أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (البقرة: 44) لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (يونس: 24) إذاً العقل الصحيح لا يُخطىء والخطأ هنا يكون في الهوى الذي يظن صاحبه أنه عقل، فلذلك يقع اللبس في هذا الجانب ولا حاجة ولا ضرورة لأن نقول أيهما نقدم هل نقدم العقل أم نقدم النقل؟ ونحن نقول إن العقل له ميدانه وله مجاله، والنقل أيضاً له مجاله وميدانه وهي تسير جنباً إلى جنب وإن كان من الناس بحكم اختلاف طبيعتهم وثقافتهم ومدارسهم من يكون تعامله مع النصوص أكثر حتى إنه يتعاطى معه بشكل مستديم وسريع أكثر مما يتعاطى مع الأشياء التي تحتاج إلى نظر وتفكير، ومن الناس من هو ضد ذلك، ومنهم من هو في منطقة الوسط والتوازن.
نازك الإمام: عفواً فضيلة الشيخ الإجابة عن السؤال السابق جميع الأخوات الحاضرات يريدنها إجابة وافية بالنسبة إلى زواج المسيار وزواج الفرند. (الأصدقاء).
الشيخ الدكتور سلمان العودة: أولاً زواج المسيار ما هو؟ زواج المسيار في حقيقته زواج شرعي بعقد ومكتمل الشروط تماماً، سوى أن المرأة تقوم بالتنازل عن بعض حقوقها، والبعض يظن أن زواج المسيار لازم يصير زواجاً ثانياً، أو ثالثاً، لا.. حتى ممكن يكون زواجاً أول، الزوج ليس لديه إمكانية أن يفتح بيتاً أو يقوم بالنفقة فيتفق مع الزوجة أن يكون هناك زواج دون أن يكون هناك فتح بيت هي عند أهلها وهو عند أهله ويقوم بالمسيار عليها، كلمة المسيار مأخوذة من التسيير يعني يسير إليها بين الفينة والأخرى، في اليوم أو في اليومين أو بحسب الظروف، هذه هي حقيقة زواج المسيار، ولذلك أرى أن الزواج بهذه الصفة زواج ما فيه إشكال، ما في بأس ولا يخدش مكانة المرأة في هذا الإطار، لكن الكثير من الأخوات يستنكرن الممارسات، الممارسات يا أختي تستنكر حتى في الزواج الشرعي الآن، كم من البيوت يكون عند الأزواج عشرة أطفال في البيت ومع ذلك كل واحد من الزوجين ليس على وفاق مع الآخر، والمرأة ربما تكون مستاءة من هذا الزوج، فقضية وجود خلل داخل مؤسسة الزوجية هذا حاصل في كثير من صيغ وأنماط الزواج، أما زواج ((الفرند)) كما ذكرتِ فهو قريب منه، فهو أيضاً يقصد به نوع من الزواج الشرعي الذي هو بعقد مكتمل الشروط بوجود موافقة من الولي، موافقة من الزوجة موافقة من الزوج بمهر أيضاً يكون الزواج إما أن يكون معلناً أو يكون بشهود يعني بأحد الشرطين بحيث لا يكون زواجاً سرياً، إما أن يكون بشهود أو معلناً والإعلان هنا لا يشترط له إعلان عام على الأقل الأهل أن يكونوا عارفين بذلك فهذه الصيغة من الزواج هي صيغة عقد شرعي يلجأ إليها حين تكون الفرصة لبناء بيت متكافئ تكون فرصة معدومة أو ضعيفة ريثما يتم وجود فرص مناسبة، هناك طبعاً ممارسات خاطئة في المجتمع سواء بزواج المسيار أو بغيره أو بما يسمى زواج بنية الطلاق، الممارسات الخاطئة ينبغي أن تُعزل وأنا أعتقد أن حتى الذين يفتون في مثل هذه الأشياء يحتاجون أن يضمنوا فتواهم التحذير من الإضرار مثلاً بالمرأة أو من الإجحاف بحقها أو الفرض عليها بأن تُذعن لبعض الأشياء حتى يكون هناك نوع من التوازن في التطبيق، وألا تؤخذ هذه الفتوى من الحساسية، أمس إحدى الأخوات قريبة لي هاتفتني تقول ما شاء الله أنتم الشيء الذي يخصكم يا معشر الرجال يعني الفتوى فيه تأتي أسرع من البرق، لكن القضايا التي تخصنا نحن النساء تتأخر وتبطئ وأحياناً تأتي على غير ما نريد، أيضاً هنا نحن يمكننا أن نعاتب الأخوات ونقول لماذا لا يكون من الأخوات من تتصدى لطلب العلم والمعرفة والإطلاع والمتابعة ويكون لها تأثيرها ولها حضورها وليس التسرع والهجوم على ما لا يحسن الإنسان وإنما بالتحضير والتحصيل والوصول.
عريف الحفل: فضيلة الشيخ العلامة محمد علي الصابوني يسأل فضيلتكم يقول:
أرجو التكرم بالتعريف بشروط (الداعية الناجح) الذي تُثمر دعوته لإنقاذ الأمة من هذا الشطط الذي جرَّه بعض المدّعين للعلم حيث خالفوا هدْيَ النبوة في قوله صلى الله عليه وسلم: بشِّروا ولا تنفِّروا ويسِّروا ولا تُعسِّروا وما هي الأساليب الناجعة لجمع شمل الأمة ولكم الشكر والتقدير؟
الشيخ الدكتور سلمان العودة: بارك الله فيكم، لعل من أهم الأشياء الإخلاص لله سبحانه وتعالى، فإن الله إذا علم قلب العبد الإخلاص له وفَّقه ويسَّر له وقُبلت دعوته في حياته أو بعد مماته، وكذلك من الصفات المهمة والضرورية جداً محاولة التجرد من حض النفس قدر المستطاع، وهنا الإنسان لا يستطيع أن يتجرد من إنسانيته وبَشَريَته، ولكن أن يحاول وأن يكون شديد الرقابة لنفسه أكثر مما يراقب الآخرين وأن لا ينتصر لنفسه وألا يغضب لنفسه وأن يقدم مبدأ العفو والتسامح وحسن الظن والصبر على الناس حتى يحصل له في النهاية النجاح، والأسوة بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام كيف ضحوا وكيف أوذوا وكيف صبروا ولم يكن الأنبياء يقيمون مساءلات أو محاكمات للناس على ما بدر وصدر منهم كما وقع للنبي صلى الله عليه وآله وسلَّم في صبره عليهم وموقفه في مكة اذهبوا فأنتم الطلقاء وعفوه عمن ظلمه وإعطائه من حَرَمَه، وصبره على العدو والصديق حتى قال بعض الفقهاء والحكماء لو كنا مع أحبتنا وأصدقائنا نتعامل بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع خصومه وأعدائه لكان هذا خيراً عظيماً.
عريف الحفل: الحقيقة معنا فئة غالية على قلوبنا وهي فئة الصم والبكم من نادي الصم والبكم بمحافظة جدة ولديهم سؤال وسيقوم بترجمة لغة الإشارة رئيس النادي.
رئيس النادي الأستاذ محمد القحطاني: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، نشكر الشيخ عبد المقصود خوجه على استضافته الشيخ الداعية الدكتور سلمان العودة جزاه الله عنا ألف خير.
السؤال الأول: نحن نقيم صلاة الجمعة في مسجد الجفالي في غرفة مستقلة وبوجود المترجم معنا في يوم الجمعة المترجم يسمعنا ونحن في جهة ثانية ولكن قبل ثلاثين سنة أو خمس وثلاثين سنة إلى أربعين لم نكن نصلّي، السؤال المهم الذي سنسأله الآن، طبعاً أحضرنا فتوى من هيئة العلماء والحمد لله، والموافقة موجودة وكل شيء ولكن الصم لا يصلّون في المناطق الأخرى الآن بدأوا في المدينة المنورة وفي مكة وهم مسرورون بلقائكم كلكم والحمد لله، وكذلك مسرورون من الشيخ عبد المقصود خوجه جزاه الله عنا ألف خير إن شاء الله، وفي مناطق ومحافظات المملكة وبصفته هو نائب اللجنة السعودية لرياضة الصم هناك عدد الصم من ثمانين إلى مائة ألف لا يصلّون في بعض المناطق في السنوات الماضية لكن نحن من أربع سنوات ولله الحمد بتوجيهات من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد وُضِعت لنا غرفة مستقلة في مسجد الجفالي.
الشيخ الدكتور سلمان العودة: ليس عليهم من بأس يصلّون مع الناس، وما دام الحمد لله فرصة في مسجد خاص يصلّون معه فهذا خير وبركة ولكن لو لم يوجد أو لم يذهبوا إليه حتى وصَلّوا في أي مسجد من المساجد فهم معذورون أن لا يستمعوا إلى الخطبة لأن هذا عارض إلهي لا يؤاخذون عليه.
عريف الحفل: إذاً ننقل الميكرفون للأخت نازك.
نازك الإمام: الآن سؤال من الأخت منال محمد الحسن عن الجالية السودانية في المملكة العربية السعودية:
ما هو رأيكم في ما أفتى فيه المفكر والعالم الإسلامي في الأيام الماضية من فتاويه التي تناولت قضايا محسومة من الشريعة وأفتى فيها بفتاوى غريبة لم نسمعها من قبل مثل إمامة المرأة وزواجها من كتابي وغيرها من فتاوى؟
الشيخ الدكتور سلمان العودة: والله فعلاً أنا استغربت حتى إنني لم أصدق أول الأمر لما وجدت في وسائل الإعلام وقد تعودنا في كثير من وسائل الإعلام على المبالغة والتسرع في النقل ولكن لما وجدت أن عدداً من الوسائل وبعضها نقل مباشر وحوارات مع الدكتور حسن الترابي في العديد من الفتاوى والمسائل التي لامست أموراً قطعية متفقاً عليها بإطباق المسلمين خلفاً عن سلف من غير نكير، والمؤسف أنه دائماً يصف الذين لا يتفقون معه بالجهل وعدم المعرفة وعدم الإلمام بالنصوص الشرعية، في الوقت الذي لم يستطع فيه أن يقول إن له سلفاً ولو فقيهاً أو إماماً واحداً على مدى أربعة عشر قرناً من الزمان، فهل كانت الأمة كلها تعيش حالة من الجهالة وعدم الفهم للنصوص حتى جاء هو ليأتي بمثل هذه الأشياء لا أدري الرجل خاض تجارب في النطاق السياسي ومثل هذه التجارب في الميدان السياسي ربما مجال الاجتهاد فيها رحب والخطأ والصواب والإخفاق والنجاح وهي أمور مألوفة، ولكن أن ينتقل المجال إلى جوانب شرعية وجوانب فقهية ومحسومة فأعتقد أن هذا فشل كبير وإخفاق وضياع لمجهود كبير في عمر هذا الرجل وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرده إلى الصواب وأن يرد المسلمين جميعاً إلى الصواب.
عريف الحفل: سؤال من الدكتور محمود حسن زيني يقول:
جزاكم الله خير الجزاء فيما بذلتم من جهود في مؤتمر نصرة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولكن سؤالي: ماذا تم بعد حصول الشركة الدانمركية من قبول اعتذارهم عما حدث لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم من إساءة؟ هل كان الاعتذار كافياً علماً بأن النية وراء الاعتذار الإفادة من ترويج للبضائع التي عادت إلى أسواق بلاد المسلمين لكن المسلمين يتساءلون عما كسبته الشركة من أرباح لكن جروح المسلمين ما زالت دامية مما حصل لسيد البشر صلى الله عليه وسلم؟
الشيخ الدكتور سلمان العودة: عليه الصلاة والسلام وأعتقد أن جِراح المسلمين ينبغي أن تُوجَّه إلى الفعل الإيجابي أيضاً يعني المقاطعة هي إحدى وسائل التعبير عن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وليست هي الغاية ولا هي الوسيلة الوحيدة أيضاً، ولهذا أخذ المؤتمر على عاتقه مهمة محاولة إيصال الدعوة والرسالة إلى شعوب العالم وهذه هي القضية الأساسية التي ينوء بحملها العصبة أولو القوة، أن يكون هناك خطاب عبر وسائل متنوعة مكتوبة ومقروءة ومسموعة ومرئية وخطابية وحوارية مخاطبة شعوب العالم كلها برسالة محمد صلى الله عليه وسلم واستثمار هذا الحدث في عمل إيجابي كهذا، هذا جانب المقاطعة أيضاً وسيلة مهمة والمؤتمر أقرّها كإحدى الوسائل التي تثبت قوة المسلمين واعتزازهم وهي أداة فعالة، وأما السؤال عن الشركة التي هي ((آرلا)) إحدى الشركات التي أقرّ المؤتمر استثناءها فالواقع أن هذه الشركة لم تعتذر وإنما الشركة شجبت واستنكرت وأدانت هذه الرسوم عبر أكثر من خمسين مطبوعة وعبر أيضاً وسائل إعلامية كبيرة جداً، قنوات فضائية وغيرها، وأيضاً التزمت أن تقيم مؤتمراً عالمياً للتعريف بالرسول صلى الله عليه وآله وسلَّم، وأن تقيم مراكز إسلامية في الدانمرك للمعوقين ومرضى السرطان وضحايا المجاعة في أفريقيا وغير ذلك من المقاصد حتى إنها وصفت في بلدها بأنها ركعت بمهانة أمام المسلمين كما وصفها رئيس الوزراء وكتبت الصحيفة ((بوستن)) التي نشرت الرسوم كتبت عن هذه الشركة أنها تحولت إلى شركة تبشيرية تبشر بالإسلام وبمحمد عليه الصلاة والسلام، وقامت مظاهرات في كوبنهاجن ضد هذه الشركة، فكأنه رُؤي أنه من الذكاء أن يكون هناك تجاوب مع هذه المبادرة بحيث قد تكون بداية لأن تقوم غُرف تجارية واقتصادية هناك بأعمال مشابهة وأن يكون هناك نوع من الشجب والاستنكار الذي ينمي الرأي داخل الدانمرك الذي يشجب ويستنكر مثل هذه الرسوم بدلاً من أن يحتشد الناس كلهم صفاً وراء الحكومة الدانمركية وأن يكون الضحية هم المسلمون في الدانمرك وعددهم حوالى مائتي ألف وكان هناك نوع من المخاطر تنتظرهم بحيث اعتبروا بأنهم طابور خامس وأنهم هم المسؤولون عما جرى وهم الذين تسببوا في المقاطعة إلى غير ذلك، وبالتأكيد تعرف أن المسلمين أيضاً حتى هناك ليسوا على قلب رجل واحد ويمكن أن يكون لكل مجموعة منهم اتجاه فكان هناك حرص على أن لا تنتهي المقاطعة من قِبل ذاتها كما انتهت مقاطعة البضائع الأمريكية مثلاً ونحن نعرف أن طبيعة الحراك الشعبي له نهاية معينة فأن يكون هناك نوع من الضبط والتصرف بنوع من الذكاء رُؤي أن هذا فيه مجال جيد للاجتهاد ومع ذلك ما قاله الأخوة في المؤتمر أو في أمانة المؤتمر هو ليس إلا وجهة نظر يعبرون فيها عنهم وعن أنفسهم وعمن يوافقهم ومن يأخذ بهذا الرأي ويرون أنه إيجابي وله آثار إيجابية على المدى البعيد والقريب في الدانمرك وحتى في العالم الإسلامي وهو فرصة لأن نتدرب على ضبط العمل الشعبي بدلاً من أن يُترك لكل أمرىء أن يتصرف بطريقته الخاصة وبالتالي لا ينتفع من هذا العمل، هذه المسألة فيها اجتهاد كبير، والآخرون الذين يرون خلاف هذا الرأي من حقهم ذلك، وأصلاً والإنسان يشتري ما يشاء لا أحد يفرض عليه حتى البائع يبيع ما يشاء لا أحد يفرض عليه كانت وجهة نظر للمؤتمر وأمانة المؤتمر كما ذكرت.
عريف الحفل: أستاذة نازك آخر سؤال.
نازك الإمام: الحقيقة لدينا أسئلة كثيرة، لدي سؤال من الدكتورة فاطمة العمودي من كلية التربية للبنات الرياض:
ذكرتم أن الحوار يمكن أن يُغرس في الأبناء من طريق القدوة ومراكز الأحياء والمدارس فما الأنسب في رأيكم أن يكون الحوار ضمن حصص مدرسية ومحاضرات جامعية يتحاور فيها المعلومة للطلاب أم أن الأنسب تدوين المقررات والمواضيع عن الحوار وهل طُلِب منكم المساهمة في ذلك.
الحقيقة هناك سؤال مشابه للأستاذة إيمان بخاري أيضاً:
هل نعيش اليوم الخلاف في لغة الحوار أم في لغة الأخلاق؟
الشيخ الدكتور سلمان العودة: نعم يمكن هذا وهذا فيما يتعلق بالتعليم أعتقد أنه يمكن أن يكون هناك حصة للحوار أيضاً خارج النشاط اللاصفي ينبغي أن يكون هناك تفعيل للحوار، تعامل الأساتذة مع الطلاب أيضاً ينبغي أن يُنمي الحوار، ليس فقط من خلال المقرر وقد يتحول إلى مقرر تقليدي، وإنما من خلال أسلوب في الحياة والتعامل يربي فيهم هذا المعنى ويربي الشباب على التعبير عن وجهات نظرهم بهدوء والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة، وهكذا في المنزل وغيره ينبغي أن يكون الحوار أسلوباً في الحياة وليس فقط مقرراً مدرسياً أو ضمن المقررات المدرسية، وطبعاً لم يطلب مني شيء من المشاركة ولو طُلب مني لأجبت لأني أعتقد أن هذا من الأعمال المهمة والمفيدة.
نازك الإمام: النقطة الثانية، هل نعيش اليوم الخلاف في لغة الحوار أم في لغة الأخلاق؟
الشيخ الدكتور سلمان العودة: في الاثنتين في الواقع، في أزمة أخلاق حتى خارج دائرة الحوار وأعتقد أن الكثيرين يعانون منها، يعني المصداقية وقد بنيت الناس وجربتهم على مختلف اتجاهاتهم من إسلاميين وليبراليين وعامة وخاصة ومتعلمين ومثقفين وعاديين ولا أزعم أن الكثير من هؤلاء أناس يتميزون بالخلق الفاضل والعدل والإنصاف والصبر والحلم والقدوة ولكن أيضاً يمكن أن نقول إن هناك أغلبية ولا أظن أني مجازف في أغلبية من الناس من الأطراف والطوائف كافة لا تعرف الأخلاق خصوصاً عند الاختلاف والعلماء يقولون إنما تبين الأخلاق عند القوة وأقول وتبين أيضاً عند الاختلاف وعند طول الصحبة فإذا أردت أن تعرف أخلاق الإنسان فانظر إلى أخلاقه مع الناس الذين يختلف معهم، هل يسبهم ويهجوهم ويلعنهم ويشتمهم إذاً هو ليس صاحب خُلُق كريم، وانظر إلى أخلاقه حين يكون قوياً فقد يتحدث عن الخلق حين لا يملك شيئاً ولكن إذا كان له سلطان أو رئاسة بانت أخلاقه، وانظر إلى أخلاقه عند الصحبة، ولذلك يقول الإمام الغزالي أبو حامد ((لا تسأل عن أخلاق الإنسان زملاءه وإنما اسأل عنها أهل بيته))، فأهل بيته هم الذين يعرفون حقيقته، ولهذا بعض الشباب عند أصدقائه قد يكون مثلاً أعلى في الخلق والخدمة لكنه في البيت شخص آخر مختلف تماماً حتى إن أهله لا يصدقون ما يقال عنه يعيش بشخصيتين.
عريف الحفل: الأخ عبد الرزاق الغامدي آخر سؤال، طبعاً نعتذر لهذا العدد الكبير من السادة الحضور وكذلك السيدات، الوقت أزف على النهاية كما أسلفت بأن هناك الكثير من يسكن مكة وأطراف جدة البعيدة، سؤال من الأخ عبد الرزاق الغامدي يقول:
ورد في الحديث الشريف: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه ، أليست خيرات الأرض من فواكه وخضر وحبوب وغيرها مما ينفع الناس هي من نعم الله؟ ما مدى صحة هذا الحديث جزاكم الله خيراً؟
الشيخ الدكتور سلمان العودة: والله الحديث ذكره الترمذي رحمه الله وفيه عندي نظر، وذلك أنه كما أشار الأخ في سؤاله يعني النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن من لغته في الغالب اللعن وإنما كان صلى الله عليه وسلم يربي الناس على أن الحياة الدنيا ميدان للعمل والحرث وهي في سبيل الله وقد ورد في النصوص الكثيرة جداً التي تدل على أن الإنسان مثلاً حين يطعم زوجته أو يُطعم أولاده أو يتكلم بخير أو يسعى في خير، أو يتصدق أو يأكل أو يشرب أو يحطُب أو يبيع أو يشتري أن ذلك كله خير مأمور به شرعاً، فلذلك هذا اللعن المطلق إن صح حُمل على المعاني المذمومة مثل: من شغلته الدنيا عن الآخرة، أو من أخذ من حرام أو من صرفها في حرام أو من عصى الله تعالى فيها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :634  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 166 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الأول: من المهد إلى اللحد: 1996]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج