شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: السؤال الأول من الأخ هيثم الشقر:
هل يوجد سي دي يضم كل أعداد مجلة الفيصل للإستفادة منها، وإذا كان الجواب بلا فكيف يمكن الحصول على نسخة متكاملة منها.
الدكتور زيد: الأعداد موجودة في مجلدات لدى مركز الملك فيصل أما بالنسبة للسي دي فلا أدري..
عريف الحفل: الأخ خالد الأصور يقول:
ترأستم لجنة الشئون التعليمية في مجلس الشورى وعلى مدى السنوات الماضية.. سمعنا كثيرا عن تطوير التعليم فهل ترون أن هناك تطويرا إيجابياً أو أن الحصيلة هي قبض الريح..
الدكتور زيد: لا شك أن تطوير التعليم هم للمسؤول وهمّ لمن يزاول مهنة التعليم وما من شك أن كثيراً من التقارير التي وصلت إلى مجلس الشورى آنذاك كانت تدرس من قِبَل وزارة التربية والتعليم ومن قِبَل اللجنة المعنية وتطرح تصورها أمام المجلس وتناقش، وما أذكر أن كثيراً من التوصيات التي رفعها المجلس للمقام السامي وقد اعتمد منها الكثير وقد لا يسمح الوقت بسردها وقرأتم في الصحافة كثيراً من الأمور التي طرأت على التعليم وكان في معظمها قرارات لمجلس الشورى.
الأستاذة دلال عزيز ضياء: مرحباً بضيفنا الكريم ونود أن نطرح سؤالاً:
أتوقف عندما قال الضيف: في ذلك الحين لم نكن نتمتع بمن يرشدنا إلى اختيارنا التخصص الذي نريده وذكر الدكتور الخفاجي والمبارك وقد كانا أستاذين لي في فترة من حياتي، ولكن هل بعد مرور أكثر من 30 عاماً بعد تخرجك في الجامعة هل تغير الوضع وأصبح الآن أبناؤنا وبناتنا الطالبات يجدون المرشد الذي يهتم بهم ويوجههم نحو التخصص الذي يتوافق مع ميولهم وقدراتهم، وأعتقد لن أجيب نيابة عنك ولكني أعتقد أن أبناءنا مازالوا يتخبطون في الثانوية أو حتى بعد نيل البكالوريوس في اختيار التخصص الذي يناسبهم... ما هو تعليق سعادتكم؟
الدكتور زيد: قد اتفق تماماً على ما تفضلت به والإجابة ستكون من منطلق كوني أباً وبالتالي فأقول لم يكن الإرشاد بالمفهوم الحقيقي للإرشاد فالمفروض أن يكون الإرشاد ذا قيمة وذا أثر على الطالب، وهذا لن يتأتى إلا من خلال معرفة ميول الطالب ومعرفة مهاراته، قد تكون لديه مهارات اكتسبها في المتوسطة وبالتالي لا بد من الجلوس مع الطالب لمعرفة التخصص الذي يريد، الطالب قد يأخذ بعض المسميات التي تؤثر على مساره، وبالتالي يساعد على قضية الاختيار من خلال شرح مسيرته المستقبلية من خلال مؤشرات نجاحه في مسيرته التعليمية وما لديه من استعدادات، وبالجملة أقول لا أرى أن هناك توجيهاً كافياً، وأيضاً من الأمور الأخرى التي بدون شك تدركونها أن الطالب قد لا يتاح له أن يختار وهذه مشكلة كبيرة، أن يفرض عليه تخصصاً معيناً وهذا يرهق ميزانية التعليم وأيضاً يضيع وقته.
عريف الحفل: سؤال من الأخ هاني عبد الحميد يقول:
هل هناك حرية في البحث العلمي في عالمنا العربي؟
الدكتور زيد: هذا السؤال مهم جداً، وخلال استماعي أيضاً للمعلومات التي طرحها الشيخ الوجيه عبد المقصود عن واقع البحث العلمي في العالم العربي لا شك أن فيه جزءاً كبيراً من الإجابة وأعتقد أن هناك مقومات كثيرة للبحث العلمي يجب أن يتوافر منها أولاً إعداد الباحثين، أنا أعتقد أن الجامعات لا تعد الباحثين بكل أسف، ولذلك وجدت من خلال إشرافي على بعض الرسائل أن ما يقوم به كثير من طلاب الدراسات العليا لا يقومون إلا بالتكرار أو جمع المعلومات دون أن تكون هنالك شخصية واضحة للباحث يحدد الموضوع الذي سيدرسه وكل موضوع في الدنيا لا يمكن للإنسان أن يسيطر عليه، فيجب أن يتحفظ لنفسه فيقول سأدرس هذا الموضوع ضمن الحدود التي أضعها بنفسي على هذا الموضوع فحصر الموضوع هو الوسيلة المناسبة للدراسة، فلا بد للطالب أن يقرأ في الموضوع الذي سيبحث فيه، ومن الصعب علي أن أجيب عن هذا السؤال بوجود معالي أستاذي الدكتور رضا عبيد لأنه كان مديراً لجامعة الملك عبد العزيز وقد أسس مركزاً من أهم المراكز وهو مركز العلوم التقنية آنذاك وأصبح الآن مدينة الملك عبد العزيز العلمية، أنا أقول باختصار شديد إن البحث العلمي ينقصه الكثير من المقومات مثل المصادر التي تعتمد في الدرجة الأولى على المجلات العلمية التي من خلالها كل إنسان يمكنه أن يعرض رؤاه ونظرياته وكل ما عمل وبالتالي تكون مثاراً للنقاش والدراسة من قِبَل جميع من يطَّلع عليها ثم يتكون الرأي العام حول موضوع معين، وهذه لا أدري وضعها الآن في الجامعات ولكن من خلال المركز كان لدينا أكثر من خمسة آلاف عنوان دورية وهذه قد حرصت عليها بنفسي فقد تابعت الدوريات المتوقفة عن الصدور وكان منها دوريات توقفت عن الصدور منذ 200 ـ 300 سنة وأنا كلها أحضرتها للمركز وجدت أن كثيراً من طلاب العلم استفادوا منها، وتلك المجلات هي من الدعامات المهمة والأساسية في البحث العلمي، ناهيك بكل ما يتجدد من كتب لأن البحث لا يقتصر على كتب مضى عليها زمن طويل، الباحث يجب أن يتابع كل ما يستجد في موضوعه وإلا سيكون موضوعه قاصر، الموضوع الآخر أن التدريس في الجامعة قد يعتريه شيء من النقص في مسألة مناهج البحث العلمي، كيف يبحث الطالب كيف يختار الوسيلة المناسبة للبحث الذي يريده كل هذه الأشياء تشعرنا أننا ما زلنا متخلفين في هذا الجانب بالإضافة إلى جانب مهم وهو وجود المراكز والمعامل العلمية وغيرها وأيضاً الدعم المادي سمعتم من الشيخ عبد المقصود المؤشرات المالية والإنفاق على البحث العلمي وهي قليلة جداً، وهذا إذا لم توجد البيئة للبحث العلمي لن نستطيع أن نصل بالبحث العلمي كما ينبغي، بكل أسف ومرارة أقول إن أمتنا كانت مشرقة وهي الأمة التي ابتكرت الصفر وهي الأمة التي ساهمت في إعداد المناهج وإغناء كل شيء حتى في القرن الثامن للهجرة كان يوجد السمرقندي وهو صاحب نظرية الاستقراء والاستنباط، وهنالك أشياء كثيرة وأمة مثل هذه الأمة ذات رسالة في بناء الحضارة الإنسانية بمقوماتها وبضوابطها الأخلاقية والمصداقية الآن تعيش عالة على العالم الآخر، ولا يوجد إنسان يرضى ويقول نعم نحن مستمرون في الطريق الذي كنا عليه من قبل.
الأستاذة انتصار عبد العزيز مدرسة لغة عربية بجده: لدي سؤال ذو محاور متعددة ويتركز حول المناهج.
المناهج ترجمة دقيقة لواقع شعوبها وترجمة لفكرها ورسالة تخط حضارتها لن أطلب منك رأياً دقيقاً عن حال مناهجنا لأن الحال العقلي والسلوكي لأبنائنا يخبر عن حاضرنا، وأدقق في مسألة هل هناك مانع أن تكون قد استخدمت كل فكر خارجي يدعم مناهجنا التعليمية ولا يخل بثوابتنا؟
الدكتور زيد: حضارتنا الإسلامية هي من الحضارات الهامة في تكوين الحضارة الإنسانية عموماً، وهي حضارة ذات قيم وذات ثوابت وبالتالي فهي تأخذ ضمن معايير معينة، فقضية الشريعة والقيم الإسلامية هذه من أهم الضوابط، وكما قال أحد الأساتذة المشهورين في علم الإدارة اسمه كوفن، قال لي مرة أنتم المسلمين لديكم شيء مهم وهو البوصلة التي تريكم الطريق وهو هذا الدين العظيم ومن خلاله تشعر أن هذا صحيح وهذا تستشعر فيه بالارتياح وذكر حديث فيما معناه: الحلال ما اطمأنت إليه النفس، إن الحضارة الإسلامية تعطي بدون تحفُّط وبدون ضوابط ولكنها تأخذ ضمن ضوابط وأنا أعتقد أن كل ما في العالم متاح لنا نحن المسلمين نأخذه ونخضعه لمعاييرنا وضوابطنا الاجتماعية القيّمة وغيرها ولا أجد حرجا من الاستفادة من أي مكان من أي جهة، وهذه تتمثل في أن الحكمة ضالة المؤمن يأخذها أنى وجدها وهو أولى الناس بها كما قيل، مسألة التربية والتعليم مسالة حساسة جداً وهي لا تستقر على حال واحدة إلا بوجود معامل ونحن نعلم أن في الغرب كل جامعة لديها معمل تعرض فيه جميع التجارب والنظريات وتجرب مرات ومرات وتستخلص ثم تطبق نحن ليس لدينا هذا المفهوم وبالتالي نحن نأخذ ما يتصف بالإنسانية بالصفات التي يشترك فيها جميع البشر ثم نستفيد منها ونعممها ولا أرى في ذلك حرجاً إطلاقاً، ولكن تظل مسألة القيم هي الفاصل عندما تتدخل القيم التي تغير المسار وتدخل في الحلال والحرام وأعتقد أن الأمر واسع وليس للمسلمين أي حرج في قبول أي شيء من هذا النوع وأنا أعتقد أن التجارب أمامنا مهمة وكثيرة، ولذلك أنا أقول بملء فمي لا بد من الاستفادة من كل هذه التجارب عبر العالم.
عريف الحفل: سؤال من الأخ غياث عبد الباقي يقول:
كان لمركز الملك فيصل للدراسات ومؤسسة الملك فيصل الخيرية إسهامات رائعة وإضافات مهمة للمكتبة العربية والسؤال: هل كانت لديكم إصدارات وكتب ودراسات للناطقين بغير العربية وباللغات الأخرى وفي أي مجال كانت تلك الإصدارات؟
الدكتور زيد: لا أدري فقد تركت المركز قبل سبع سنوات وكان في أذهاننا أنه يجب أن نجيِّر الشكر لأهله فقد كان أبناء الملك فيصل مهتمين بهذا المركز وهو ضمن النهج الذي تسير عليه الحكومة بتشجيع العلم والعلماء ومراكز البحث عموماً، فكانوا متحمسين لبناء مقومات البحث العلمي وقد استعانوا بالعلماء الذين كانوا في مجلس إدارة المركز، ومن بينهم الدكتور رضا عبيد، وكانت الأمور تطرح بحسب أولوية معينة بالنسبة إلى النشر، مثل هذه البحوث أو تنشر أشياء أخرى، وكان أن وضعت فكرة أن نبدأ بالكتب ذات المراجع الأساسية مثل المعاجم ودوائر المعارف والكتب ذات الطابع المعجمي، هل ننشر مثل هذه البحوث أم ننشر أشياء أخرى، ومن الأولويات التي وضعت أن نبدأ بالكتب المهمة ذات المراجع الأساسية مثل دوائر المعارف وركَّز المركز على ثلاثة جوانب كان الجانب الأول وهو جانب الكتب التراثية المهمة، والجانب الآخر بدأ في الكتب المرجعية فبدأ في بناء الكثير من قواعد المعلومات وبدأ في أكثر من عشرين قاعدة من المعلومات ولا بأس في أن أذكر واحدة منها وهي قاعدة ما حقق من التراث فهذه القاعدة أصبح فيها أكثر من ثمانين ألف ملف وهو يتكلم عن المخطوطة مكان وجودها نهايتها، حتى يستطيع الباحث من خلال الفهرس العام أن يصل إلى المخطوطة، قد أطلت ولو أتيح المجال لشرحت لكم أهم الأمور التي في مكتبة المركز، فكان إسهام المركز بكل اختصار على الكتب المرجعية قد يكون هناك الكثير من الكتب التي صدرت بعدي في المجال الذي ذكره السائل لكن الأولوية للكتب ذات الطابع العام وهي المراجع الأساسية.
فوزية السحيلي مشرفة تربوية سابقة: سؤال لضيفنا الكريم لكونه عضواً في مجلس الشورى:
متى سيكون هنالك دور بارز للمرأة باعتبارها الأجدر بالتبصير عن مشاكلها لما لها من مسئوليات في كثير من المجالات وخصوصاً وانها أم وزوجة؟
الدكتور زيد: سأجيب عن هذا السؤال من خلال فترتي السابقة التي امتدت سبع سنوات في مجلس الشورى فلست الآن فيه، ولكن أجيب من خلال ما رأيته وعايشته خلال عملي في مجلس الشورى، دور المرأة كان مهماً وواضحاً، أذكر تقريباً كل أسبوعين لقاء عبر الشبكة المغلقة، وكثير من الأخوان ناقشوا قضايا التعليم وقضايا تخص المجتمع والمجلس كان يستشير كثيراً من النساء ويحضرن للمجلس، لكن كونها عضواً في مجلس الشورى فأنا أؤيد دورها في مجلس الشورى وكان كثير من النساء في الإسلام لهن دور، بعضهن أساتذات أجيال وعالمات سواء في الفقه وغيرهن العلوم وأمهات المؤمنين كلهن لهن دور كبير في مسألة العلم وتعليم الناس عموماً، النساء شقائق الرجال وهن أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا، وفي رأيي لا يكتمل دور الرجل إلا بوجود الرجل وهي أساس الحضارة، أنا أعتقد أن من يبني الحضارة هي المرأة ولكن بكل أسف يجب مراعاة ناحية مهمة وهي أن المرأة قد تهدم أيضاً الحضارة، ونحن متنبهون لقِيَمنا الاسمية في مسألة المرأة وأيضاً نستفيد كل فائدة من كل المعطيات التي أمامنا ونستطيع أن نكيف حياتنا بحسب قِيَمنا.
عريف الحفل: سؤال من السيد أشرف اليسد سالم يقول:
ثارت ضجة آنيَّة وتعالت صرخات الألم المؤقتة عندما صدرت قائمة افضل 500 جامعة في العالم خالية من أي جامعة عربية أو إسلامية ثم وكالعادة ما لبثت أن تحولت نارنا إلى رماد فهل رضينا بهذا الواقع المر، وهل إلى الخروج من سبيل؟
الدكتور زيد: نحن نعلم أن أي جامعة في العالم لها ثلاث رسائل، الأولى هي التعليم وليس التدريب مع الأسف نحن في كثير من الجامعات ندرب الطلاب ونتوقع أنه عندما يتخرج يذهب ليعمل، وهذا غير صحيح المفروض أن الجامعة تبين العقول وتوجه القدرات وتساعد الطلاب على معرفتهم للمصادر التي يحتاجونها والتي تمكنه من أن يكون متعلماً طول حياته، أما التدريب إما أن يأتي بعد التخرج أو في مراكز متخصصة، الجانب الآخر هذا ما يخص التعليم، وما يخص البحث العلمي ذكرنا جانباً منه وأعتقد أن الجامعات تفتقر إلى الممارسة الحقيقية الفاعلة لهذا الدور البحث العلمي، وثالثاً: الاستشارة CONSULTATION، ونحن نعرف أن نهضة أمريكا وأروبا لم تقم إلا من خلال الجامعات، وكان للجامعات دور بارز في تغيير الحياة في أمريكا حتى إنها أخذت ريادة العالم علمياً وثقافياً وفكرياً وحضارياً وتقنياً إلخ.. وعلينا أن نقيس إن أردنا أن نكون واضحين في المسألة نقيس بدايات الجامعات في أمريكا بما هو كائن لدينا وفي النهاية تتضح الإجابة..
الأستاذة أميمة عبد العزيز زاهد مديرة الإعلام التربوي بإدارة التعليم بجدة: سؤال لسعادة الدكتور يتكون من شقين:
الشق الأول: التعليم العام في حاجة إلى تطوير في المناهج وآلياتها فهل لسعادة الدكتور أية مساهمة وبرامج تخدم التعليم العام،وهل بإمكانكم إفادتنا بالمشاريع التعليمية التي طرحها مجلس الشورى وتمت الموافقة عليها من المقام السامي؟
الدكتور زيد: من الأشياء التي ما زلت أذكرها موضوع التقويم الشامل في المملكة العربية السعودية وكانت هنالك لجنة موسعة قامت بدراسة المناهج واستمر العمل فيها أكثر من خمس سنوات على ما أذكر ثم رجعت للمجلس ودرسها من جديد وأخذ فيها وقتاً طويلاً وكان من ضمن توصياتها مثلاً هناك تغيير في بنية الكليات وإنشاء جامعات جديدة وفيما يخص المناهج كانت هنالك توصيات كثيرة ودائمة ومستمرة، وكانت له قرارات، كانت تدرس المناهج دراسة متعمقة ثم يحدد ما فيها من أوجه القصور ثم تبنى على أساس هذا التصور رؤية جديدة للمناهج، أنا لا أذكر بالتحديد لأن هذا الشيء مضى عليه وقت طويل، أما فيما يتعلق بمساهماتي فهي لا تعدو أن تكون كتابات يزاولها كل منا بجانب بعض المحاضرات ومن خلال الغرفة التجارية والتدريب في لجنة التعليم، ولدي اتجاه لرصد جميع التجارب عبر العالم، وأذكر أنني طرحت هذه الفكرة على وزارة التربية والتعليم في وقت سابق، فقلت لماذا لم تبدأوا في حصر جميع الابتكارات في مجال التربية والتعليم وتوضع في قائمة بيانات ثم يطَّلع عليها الناس ويبدأون يتفاعلون معها حتى إذا تمكن الإنسان من تطبيق بعضها يمكن أن يمارس هذا الأمر وبالتالي نوجد نوعاً من الحركة داخل المجتمع في تفعيل بعض التجارب التي يمكن أن تفيد في تحسين التعليم وأساليبه.
عريف الحفل: الأخ عبد الرزاق صالح الغامدي يقول:
البترول مادة ناضبة هل سبق أن ناقشتم في مجلسكم الموقر ماذا يجب أن يكون البديل مستقبلاً؟ ولكم جزيل الشكر..
الدكتور زيد: بكل تأكيد مر علينا هذا الأمر ونوقش على مستويات عليا والذي يتتبَّع الصحف يجد أن هذه الأمور دائماً مطروحة وهي همَّ من هموم القيادة وقد توجَّهت في السنوات الأخيرة كما تلاحظون توجهاً يسعد ويسر في إدراك هذا الأمر وبالتالي سنرى الكثير فأنا لست مختصاً في مسالة البترول، لكن هذا من خلال ما قرأته..
الدكتورة آمال فلمبان: الأستاذ المشارك في جامعة الملك عبد العزيز:
أشرتم إلى الدكتورة اليهودية التي استخفت بالطالب العربي أنا لي رأي يا دكتور أنه من خلال احتكاكي بالطالبات لا توجد لديها هذه التنشئة الاجتماعية ولا تعرف كيف تختار تخصصها لا تعرف كيف.....
الشيخ عبد المقصود خوجه: أنا لدي احتجاج من الرجال يا أخت دلال فأرجو ألا نتيح المايكرفون للسائلة بصفتك منسقة صالة السيدات فيستحسن أن نأخذ السؤال كسؤال ولا نتيح مجالاً للرأي حتى نتيح الفرصة المتكافئة للطرفين فارجو أن يكون سؤالاً بدون مقدمة وبدون مداخلة.
عريف الحفل: الدكتورة آمال فلمبان تقول:
ما هو مصير كليات التربية وكليات المعلمات وبعض الجامعات حين يطبق نظام المعايير والجودة لكل الجامعات؟ ما هو مصير بعض الكليات التي لا تتوافق مناهجها مع بعض المتطلبات من أنشطة وأنتم تعلمون أن هناك كثيراً من المتطلبات تفتقرها جامعاتنا وكلياتنا..
الدكتور زيد: بالنسبة لكليات التربية أنا أرى أنه قد بالغت الكليات ومناهجها في الأمور المسلكية أكثر من الأمور التخصصية فإذا أردنا أن نعد مدرساً لمادة اللغة العربية أو الجغرافيا أو غيرها يجب ان يتخصص ويدرس هذا العلم دراسة عميقة جداً حتى يتمكن فيه ثم يسمح له باختيار المواد التي تعينه سواء في طرق التدريس أو في معرفة علم نفس المتعلم أو في بعض الأمور مثل علم الاتصال مما يساعد في هذه المهمة، لكن هذا رأيي وما زال هذا مع الأسف قائماً أن مناهج البنات بالغت في المسائل المسلكية وهذا عيب واضح ولاحظنا من خلال الدراسات التي أجريت والتقييم الذي كان يجري على الطلاب أن هناك نقصاً كبيراً في قدرتهم على المادة من حيث المحتوى وليس من حيث الطريقة فأعتقد أن ذلك لن يحصل له تطوير إلا من خلال تقويم المناهج القائمة في كليات التربية ومعرفة أوجه القصور وأنا أعتقد أن هذا أسلوب يجري العمل به في جميع أنحاء العالم فيجب أن تقوَّم مناهجنا، وتجرب كل خمس أو ثلاث سنوات عدا التقويم المستمر وبالتالي توضع النقاط فوق الحروف ويحدد موضع الخلل لأن العالم كله يتغير حولنا وحياة اليوم ليست هي قبل ثلاث أو خمس سنوات ولا يمكن لمناهجنا أن تستمر، من قبل عشر سنوات أو خمس عشرة سنة وأنت تعيش في حالة تغير مستمر.
عريف الحفل: الأخ علي أحمد النجار يقول:
مجلة الفيصل مجلة ثقافية رائعة في محيط ثقافتنا العربية.. كانت مزدهرة ملء السمع والبصر لماذا أصابها الخسوف الجزئي، وهل لها أن تعود كما كانت؟ خصوصاً أنها تتبع مركزا من الأهمية بمكان؟
الدكتور زيد: قد لا أتفق معه في الحكم على المجلة خصوصاً وأنني انقطعت عن قراءتها منذ فترة وأنا الآن أشتغل على موضوع وهو رصد كل ما كُتب في الإسلام والأدبيات وفي الأمثال لمحاولة إنشاء قاعدة بيانات متكاملة، وهناك ستكون لهذا المشروع دراسة مقارنة بين البرلمانات ووظائف الشورى كما حددها الإسلام هل الشورى ملزمة؟ وهذا أخذ الكثير من وقتي، ولتعرفوا حجم هذا العمل فقد قرأت أكثر من ألفي كتاب وأكثر من أربعين تفسيراً وهناك أمور مستمرة، أما الفيصل فقد تولاها إخوة كرام وأنا أعتقد أن لهم من الخبرة والمقدرة ما يجعلها تستمر في نفس المسار الذي سارت عليه..
عريف الحفل: الأستاذة دلال عزيز ضياء: تقول:
بالنسبة لتجربتكم الطويلة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث درستم هناك وفي البداية تعلمتم اللغة، هنا تحفظات كبيرة في تعلم اللغة الأجنبية في المملكة ـ أو أن تحدثنا عن مدى الاستفادة التي تحصلتم عليها بصفتكم أستاذاً جامعياً وباحثاً أكاديمياً؟
الدكتور زيد: أريد أن أجيب عن هذا السؤال بكل وضوح، المسألة ليست أن تتعلم لغة أجنبية على حساب لغة القرآن، ولكن أعتقد أنها من الضرورات التي يجب أن تتاح للتعلم، والسبب في ذلك يرجع أولاً إلى أن جميع الجامعات لدينا تدرس التخصص الجامعي في الطب والصيدلة والكهرباء إلخ.. تدرس باللغة الإنجليزية والسؤال هو هل حصيلة الطالب بعد التخرج تتيح له الفرصة لدراسة وفهم مثل هذه البرامج في المستقبل، المشكلة أن لديهم وهماً بأن لديهم الاستعداد ثم نفاجأ بأن كثيراً منهم يتعثر في طريقه، فهل من الأفضل أن ندرسهم اللغة الأجنبية في مرحلة مبكرة حتى يتمكنوا من اللغة أم نتركهم حتى يصلوا إلى الجامعة ثم يتعثرون، وتعرفون ما يترتب على هذا من إهدار في الوقت وإهدار في المال وغيره، وأنا أعتقد أن دراسة اللغة الإنجليزية بإتقان ضرورة لا بد منها ونحن نعيش في هذا العالم في قرية صغيرة والمسلم عليه أيضاً أن يقوم بدور الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى فنحن نعيش هذه الأيام الموقف تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالرسوم المسيئة، ولو كان هناك تفاعل واحتكاك بيننا وبين الغرب لحملنا لهم هذه الرسالة التي عندما يسمعها أي إنسان غربي يتعمق في مدلولها ـ وهذه أقولها لأني صاحب تجربة في ذلك ـ يقدر هذا الدين ويقدر الرسول صلى الله عليه وسلم وأحياناً، وإذا ذكرت لكم بعض الأمثلة فهذه الأستاذة التي ذكرتها لكم صارت من أكثر المناصرين للإسلام رغم اختلاف ديانتها معنا، لكن هذا الدين العظيم نحن نعرف أنه لا رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلم وهذه المسؤولية على عواتقنا نحن مسؤلون عن توصيل هذه الدعوة وكيف نلوم أناساً أنهم يقولون ما يقولون وهم يجهلون، هل قمنا بهذا الواجب؟ والرسول صلى الله عليه وسلم كان يرسل الوفود للدعوة إلى الله وكانت النتائج رائعة، وجاء من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم من التجار ممن يتحمس لهذه المهمة العظيمة، وانظروا ماذا عمل التجار في شرق آسيا وغيرها، التاريخ يوضح لنا صوراً مشرقة، إذا لم تكن لدينا القدرة ونستطيع أن تكلم لغتهم فكيف يمكن أن نتحاور معهم، ونحن ليس لدينا شيء نخاف عليه بالأمس كنت أسمع حواراً في التلفاز عن عالم فلكي مسلم ويتكلم عن الإسلام وكيف دخل الناس فيه هل كان لمسلم واحد دور في هذا الأمر أم أنه اطَّلع صدفة على هذا الكتاب فآمن، طريقة إسلامه كانت غريبة جداً لم تكن عن طريق دعوة مخطط لها وإنما غرق في البحر قال كلمة عجيبة فطرية ثم خرج من هذه المأساة، ثم مر بمكتبة تبيع الكتب فاشترى القرآن الكريم فتأمل الآيات فكانت مثار إعجابه ثم آمن..
عريف الحفل: الأستاذة دلال عزيز ضياء:
حول تعليم اللغة الإنجليزية فهناك يدرس من يتعلم اللغة ما يسمى بأخلاقيات المهنة، هل يتعلم أبناؤنا ذلك في مناهجنا وفي دراساتنا العليا أو في ما قبل التخرج؟
الدكتور زيد: المفروض لكل مهنة أن يكون لها أخلاقيات وأعتقد أن من أهم المهن وأشرفها وأصعبها هي مهنة التعليم فلا بد من الاهتمام بهذا الأمر.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ فراج الشريف يقول:
إن عنوان بحث الدكتوراة الذي أنجزته يتحدث عن تخطيط وتنمية للمصادر البشرية في مجال التعليم هل تعتقد أن التنمية في بلادنا اعتنت بذلك؟ وما هي ثمار ذلك في الواقع المعاش اليوم لعل إجابتك تزيل هماً ران على القلوب بعد أن فجعنا أن ما خططت له لم ينجز منه الكثير؟
الدكتور زيد: الحمد لله أن ما خططنا له في مركز الملك فيصل قد أُنجز الكثير منه والحمد لله على هذه النتائج الطيبة والفضل يرجع إلى أهله، ولكن بخصوص خطتي في بحث الدكتوراة التي كانت عن التخطيط الإنمائي ـ حالة المملكة العربية السعودية ودرست خطتين للتخطيط الإنمائي فيها وحاولت أن أوجد بعض المعايير لممارسة التخطيط في المملكة، هذا منذ زمن بعيد ولكن ما ألاحظه في خطط التنمية أنها خطط جيدة ومسألة التركيز على المصادر البشرية أصبحت الآن مدركة وهي المعضلة الأولى التي تواجهها جميع بلدان العالم الإسلامي وأنا أرى أن للتعليم دوراً كبيراً في حل هذه المشكلة، لو رجعنا إلى التاريخ قليلاً لوجدنا أن المدارس كانت تعد على أصابع اليد أما الآن بعد انتشار التعليم وبعد أن تفاعل الناس مع معطيات وسائل التعلم والتعليم خصوصاً منها ما يتعلق بالتقنية نجد ما شاء الله أن المجتمع السعودي من المجتمعات التي استفادت من هذه المعطيات، ولذلك أنا في رأيي أن ذلك كله سيصب في تنمية هذه المصادر البشرية وأعتقد أن البحث الذي عملته آنذاك كان في فترة متقدمة لو رجعت إلى المعايير التي وضعتها مقابل ما هو موجود الآن فأشعر بكثير من الرضا الكبير..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :653  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 91 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه - الجزء الثاني

[تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 2009]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج