شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: الأسئلة التي وردتنا ونوجهها إلى ضيفنا الكريم على أننا سنعطي أيضاً الفرصة للسيدات الفاضلات بتوجيه الأسئلة، ونبدأ بالسؤال للدكتور علي إبراهيم كتبي أستاذ الأدب الأندلسي والمغربي في كلية المعلمين بجدة يقول:
أين تسير الدراسات الأندلسية والمغربية بعد وفاة نفر من أعلامها كالمرحوم بإذن الله الدكتور إحسان عباس وانحسار إنتاج جمع آخر بداعي كبر السن؟
الدكتور حسن الوراكلي: بخصوص الدراسات الأندلسية أبشرك إن شاء الله بالخير ولا تسلم يد راية إلا وتستلمها يد أخرى، رحم الله الأستاذ الدكتور إحسان عباس بما قدم لهذا التراث وقد خلف وراءه تلامذةً والدراسات الأندلسية إن شاء الله منتعشة في المشرق، وقلت قبل قليل إنني أحصيت في كتابي تراث المغاربة والأندلسيين في عقدين من الزمن لا أقل ولا أكثر نحو خمسين وتسعمائة لون يشكل ما أنجز منها داخل الجامعات السعودية وأزيد من أربعمائة وخمسين عنواناً لأطروحات دكتوراه ورسائل ماجستير، في مختلف حقول المعرفة والتراث المغربي والأندلسي والمغربي بالمعنى الواسع الغرب الإسلامي فالأمر بخير إن شاء الله تعالى.
عريف الحفل: نحيل الآن الميكروفون للسيدات ليطرحن أسئلتهن.
الأستاذة وفاء المزروع تقول:
بسم الله الرحمن الرحيم أستاذنا الكبير لا نرى إلا نخبة من العلماء اجتمعوا في كيان من قمم شامخ السيرة والفريد في مزاياه نجله ونصنفه كالمثال للذين قالوا جل الماضي من أساطين العلماء بعد لم يعودوا، فها هو هو ابن الكريم قائماً بيننا، نريد نبذة عن المؤثرات المكية التي أضفت ليس من خاص على هذا المبدع المتعدد التخصصات وشكراً.
الدكتور حسن الوراكلي: أنا أشرت قبل قليل أن تجربتي في مكة التي تكاد تشارف عقدين من الزمن عايشت فيها من الأخيار والأفاضل ومن أهل العلم والفكر والثقافة، وغشيت فيها مجالس ومنتديات وناقشت وحاضرت واستفدت وأفدت مما لا يسع المقام تفصيل القول فيه، هذه التجربة أعتبرها تجربة متميزة في حياتي، ويكفي أن أذكر أنه كان من عطائها الجزيل علي وهو عطاء متعدد ومتفرع، أذكر في مجال الدرس العلمي أكثر من عنوان، والعنوان الذي سيصدر قريباً إن شاء الله تعالى "خطاب القيم في القصيدة المكية الحديثة" والعنوان الذي سيصدر بعده إن شاء الله تعالى بعنوان "المجاورون الأندلسيون" والعنوان الثالث الذي هو الآن في طريقه إلى الطبع "مساهمة علماء الأندلس في الدرس الحديثي" بمكة ما كنت نشرته في إحدى الدوريات بعنوان "مع الرحالة المغاربة في البلد الأمين" كذلك يشكل كتاباً، العمل الذي أنجزته عن ابن مسد الغرناطي المجاور الحافظ المحدث، وعنايتي في جمع ما تيسر من معجمه الذي تتشنف النفوس إلى معرفته والاطلاع عليه، كل هذه العناوين حقيقةً هي من بركات مكة المكرمة ومن أفضالها عليّ وما أكثرها..
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ غياث عبد الباقي الشريقي يقول:
الأدب الإسلامي متواجد على الساحة الثقافية رغم سهام النقد والتجريح ورغم التعتيم الإعلامي يتوهج أحياناً ويخبو أحياناً أخرى برأيكم السديد واطلاعكم الواسع كيف السبيل إلى النهوض بهذا الأدب الأصيل والوصول به إلى الأفضل؟
الدكتور حسن الوراكلي: بكلمة مختصرة كل إبداع ينشد له أصحابه النهوض والمضي به إلى الأفضل يقتضي منهم الإنتاج والعطاء ومراجعة الإنتاج وتوسيع دائرة الاطلاع على ما يكتبه الآخرون كذلك والاستفادة منه، وكل هذه عناصر أحسبها فاعلة ومؤثرة في النهوض بما تنشده وننشده جميعاً في الأدب الإسلامي باعتباره التعبير الأمثل لرسالة هذه الأمة وخطابها وكذلك للغتها.
عريف الحفل: سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي:
يتساءل العربي البسيط المثقف الواعي في قلق واضطراب عن مكانه وسط التحديات الراهنة، لماذا يتقدم الآخر ويشعر بقيمته وقوته ووجوده سوى العربي، كيف يتصرف في ظل انقلاب المعادلات والتحولات وتغير المصالح، هل يبقى على حاله وينتظر قدره الحتمي أم لا بد من التحرك في الاتجاهات كلها داخلياً وخارجياً؟
الدكتور حسن الوراكلي: أبدأ بالعبارة الأخيرة من السؤال وهو لابد للفرد المسلم ليس العربي فقط أن يتمسك بثوابته وبقيمه وبمثله وبمبادئه وكلها بانية هادية وأنه متى ما استطاع أن يخرج بهذه القيم والمثل والمبادئ من دائرة النظر والتجريد والترديد إلى دائرة الفعل والسلوك والموقف الهادي الباني إلاّ وكان لا بد من أن يحقق المقصد والغاية وإن طالت الرحلة إليهما.
عريف الحفل: سؤال الأستاذ عبد الرزاق الغامدي:
يمشين في الطين والأقدام حافية
كأنها لم تطأ مسكاً وريحانا
نتمنى على الدكتور حسن أن يحدثنا على المأساة والمناسبة التي قيل فيها هذا البيت ولا سيما أنك محيط بالأدب الأندلسي.
الدكتور حسن الوراكلي: للأسف لم يثبت في أذهان بعض قراء الأدب الأندلسي إلا بعض المشاهد التي تبعث على الأسى والحزن وأحياناً على الإشفاق كذلك ليس إشفاقاً على أنفسهم ولكن على حال المسلمين بسبب تدبيرهم لشؤونهم وكثيراً منها يروى عن تاريخ الأندلس ويصور مأساة بعض الأسر الأندلسية التي كانت تمسك بمقاليد الأمور وخصوصاً في عهد ملوك الطوائف، هذا لا يأخذ كله، ولكن هو في كثير منه مما تأوله بعض المستشرقين ووجهوا تفسيره بحسب هواهم وأساءوا إلى أفراد من كانوا يمثلون بالنسبة إلينا رموزاً في ذلك المشهد الأندلسي ونوَّهوا بآخرين كانوا وبالاً على دولتهم وعلى دولة الإسلام.
عريف الحفل: سؤال فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني:
دكتور حسن هل تتكرمون بالحديث عن جامعة القرويين التي تخرج فيها جهابذة العلماء في القديم كالقرطبي وبن عطية وأبي حيان التوحيدي، هل لا تزال شابة فتية أم أصابتها الشيخوخة؟ شكر الله مسعاكم.
الدكتور حسن الوراكلي: الحديث عن جامعة القرويين يقتضي المبيت، والقيلولة وثم المبيت و... ولا ينتهي موسم الاثنينية بهذه الليلة وحسبي أن أحيل الآن إلى عمل الأستاذ الدكتور عبد الهادي التازي الذي يقع في ثلاثة مجلدات عن تاريخ القرويين، ولكن أبشر الشيخ الأستاذ محمد علي الصابوني جزاه الله خيراً عمّا قدم للمكتبة القرآنية والمكتبة الإسلامية، وجدير بالذكر أن الجامعة عرفت منذ عهد جلالة الملك محمد الخامس يرحمه الله إلى عهد حبيبه محمد السادس مراحل تطوير ينوّه بها، و الذين يدركون قيمة القرويين يدركون أفضالها وآثارها العلمية والفكرية والأدبية وأنا أحب هنا أن أسوق حكاية سريعة جداً، فحين جاءت الدكتورة عائشة عبد الرحمن إلى المغرب، قيل لها وهذا كرم ممن قالوا لها تقديراً لعلمها وفضلها، قالوا لها يا دكتورة في أي جامعة تريدين والجامعات كثيرة، قالت لهم أريد القرويين، فقيل لها هناك جامعة عصرية ..، قالت لهم لا، لا أستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، هي لا تطعن في معارف تلك الجامعة ولا في علوم أصحابها ومدرسيها، ولكن ترى أن جامعة القرويين تجر من ورائها تراثاً من العلم والمعرفة شغل الناس قروناً من الزمن، وجامعاتنا العصرية أقدمها لها ستون سنة أو سبعون، قالت أنا أؤثر العمل في جامعة القرويين وهي كما يعلم الجمع الكريم تعتبر بعد الحرمين الشريفين أول جامعة للعالم الإسلامي.
عريف الحفل: سؤال الأستاذ علي بن يونس الزهراني:
ألا ترون أن الزمن حان لكتابة شيء من مذكراتكم التي أظن والظن هنا بمعنى اليقين أنها ستكون ثروة أدبية وتاريخية عن حالة زمنية لكم بما تحمله من علوم ومعارف وفوائد وتجارب وأحسب أن أبناء حسن الوراكلي الذين ينتسبون إليه بالعلم سيفيدون منها كما أفادوا من منهل معارفكم وعلومكم؟
الدكتور حسن الوراكلي: بارك الله فيك، فقد أشرت أن لدي عملاً أضيف إليه كل مرة أسميته "الغدايا والعشايا" وهذه سيرة ذاتية يعني انطلقت فيها مما انطلقت في الحديث فيه عن الشق الأول الذي يتعلق بالتجربة الحياتية وهي ذات نفس سردي وحكائي في الحقيقة، لكنها كما يقول الإنجليز السيرة الذاتية "Life within Life" يعني حياة من خلال حياة، أنا أحكي عن حياتي ولكن في ذات الوقت أحكي عن مجتمعي ودربي وزقاقي الخ.
عريف الحفل: سؤال الأستاذ خالد الأسور:
الشعر الحديث أو الشعر الجديد أو الشعر الحر أو كما وصفه الأستاذ العقاد الشعر السائب، ما رأيكم في مسيرة هذه المدرسة الشعرية عبر نصف قرن وما يكتنف نشأتها ومفرداتها من غموض يشبه شخبطات مدعي الفن التشكيلي؟
الدكتور حسن الوراكلي: الحقيقة أنا قارئ شعر، حتى بعد عزوفي عن الدرس الأدبي واشتغالي بالدرس القرآني والشرعي إلى آخره، ظللت مع ذلك قارئ شعر لا بد أن أقرأ الشعر، كنت أحب أن أكون شاعراً فلم أكنه، وخطبت ود الذميمة والمليحة من الشعر فلم يستجب إلي، لكني أقول إن المعيار هو الجودة وليس الشكل، تقرأ شعراً عمودياً فتقول إن صاحبه يستحق الصفع، وتقرأ شعراً تفعيلياً فتقول إن صاحبه يستحق الرفع، والعكس صحيح كذلك، فالأمر أمر جودة سيما وأن شعر التفعيلة هو شعر مرتبط بتراثنا لم يتخلَّ عن أهم عنصر من عناصر الشعر الذي هو الإيقاع والموسيقى فإذا كنا نقول هذا عن التفعيلة فإنني أوسعه كي أقول إن الشعر الجيد قمن حري بقراءة أي كان وفي أية لغة كانت.
عريف الحفل: سؤال الأستاذ عجلان بن أحمد الشهري:
في بدايات القرن العشرين الميلادي قدم بنرمان مشروعاً لفصل المشرق العربي عن المغرب العربي لإقامة جسم غريب بينهما فكانت إسرائيل الدولة السرطانية اللعينة في الجسد العربي، هل تحقق ما أراده بنرمان أو ما أراده الاستعمار من وجهة نظركم؟
الدكتور حسن الوراكلي: على كل حال هذا سؤال قد يوجه لغيري ولكن بحكم أننا نعايش المأساة منذ عقود من السنين نقول إنه ظاهرياً تحقق، ولكن وعد الله آت، ووعد الله لكي يتحقق لابد أن يتهيأ له المأمورون بتبليغ ولو آية بما ينبغي أن يتهيأوا له، لا أقصد بالجهاد وبالرصاص ولكن كذلك بالتنشئة العلمية وبخوض مجالات العلم والمعرفة وإعداد الأجيال القوية التي تستطيع أن تدافع عن حقها وتحقق وعد الله في قيام الدولة الإسلامية في فلسطين حرة مستقلة إن شاء الله تعالى.
عريف الحفل: سؤال المهندس عبد العزيز الكريدة رئيس مجموعة الأرقم:
لقد عجزت مؤسساتنا الاجتماعية من نوادٍ أدبية، ومؤسسات صحفية وقلاع علمية عن نقل تراثنا الثقافي، قيم أخلاق مبادئ ولغة، إلى الجيل الجديد المعاصر بعد تنقيحه من الشوائب فكان هذا الضمور في الفكر والاختلاف في الرؤى وظهرت صور الانحلال الخلقي والتطرف الديني في مجتمعنا، فما سر هذا العجز؟
الدكتور حسن الوراكلي: الحقيقة لعلّني أكون في بعض ما كتبت وخصوصاً في كتابيّ "حتى نبرأ من الكساح" و "النيازك البراقة" وتأملات في حال الإسلام وواقع المسلمين، توقفت عند ظاهرة انصراف شبابنا عن قراءة الفكر الإسلامي وعن استيعاب خطاب القيم في هذا الفكر ومحاولة تفعيله في حياتهم الفردية وفي حياتهم الجماعية أي في مجتمعاتهم، لا يمكن أن ننزل باللائمة على جهة واحدة، إنها جهات شتى تتحمل المسؤولية بعضها فيما نمتلكه وبعضها خارج عن دائرة طاقتنا، ومع ذلك فإن تربية الشباب وتنشئتهم على المنهج الإسلامي السوي الهادف الباني، حري بأن يغرس في نفوسهم محتوى الخطاب الإسلامي بإيجابياته الهادية البانية الداعية إلى حياة فضلى يتفيأ ظلالها المسلمون وغير المسلمين كذلك.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :949  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 76 من 252
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج